authentication required

<!--<!--<!--<!--

  1. مبدأ عدم الإسراف والتقتير:

يقول الله تعالي " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" (67 سورة الفرقان) .. الإسلام يدعونا دائما للتوسط والاعتدال بين الإسراف الزائد وبين البخل والتقتير الزائد وكلاهما رذيلة . وكما قال أرسطو الفضيلة وسط بين طرفين كلاهما رذيلة: إفراط وتفريط فالإسراف يقود للهلاك والإفلاس وعدم الاحتراس ضد مصائب الدهر وغوائله والتقتير يقود للشعور بالحرمان والحقد والحسد والكراهية ولذلك فان الوسطية من المبادئ الإسلامية التربوية الجيدة لقوله " وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين " سورة الأعراف (31) .

والدعوة للتوسط دعوة عامة في الأنفاق وفي الآكل والشرب واللبس وفي كافة جوانب الاستهلاك فالإسلام يرشد سلوك المسلم الاستهلاكي ويدفعه الى حد الكفاية فقط أي يأكل الحد الضروري فقط وفيما عدا ذلك يتصدق به في شكل الزكاة الواجبة عليه وغيرها. فالمسلم ليس مسئولا عن نفسه وحسب وانما عن فقراء بني جلدته أيضا تدعيما للتكامل والتكافل والتضامن الاجتماعي .

يقول تعالى " أقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الانسان من علق (2) أقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم(4) علم الانسان ما لم يعلم(5) . سورة العلق .

ويدعونا إسلامنا الحنيف الى القراءة والاطلاع والبحث والتنقيب والدرس والتفقه في الدين واكتساب العلم ونشره .فالاسلام دعوة مستنيرة تقوم على أساس تشجيع العلم والعلماء وتكريمهم واحترامهم وتقديرهم وعلى نشر العلم النافع ~، العلم الخير الذي يستخدم في وجوه السلم وأغراضه(إنما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور "(28) سورة فاطر .

وينزل الإسلام العلماء منزلة رفيعة فهم أكثر الناس خشية لله تعالى بسبب علمهم واستنارة عقولهم وتفقههم في الدين ولذلك فالإسلام دعوة للعلم وللعقل والتأمل والتبصر والتفكير والتدبر والفهم والاستيعاب في مخلوقات الله وخيراته ونصائحه وفضله على الانسان وعلى العالم ولا يوجد تعارض بين العلم والدين في الإسلام بل أن الاسلام يشجع على اكتسابه فحسب وانما يوجب على من يتعلم أن يعلم غيره وأن ينشر فورا العلم بين ربوع الأمة الإسلامية وليس غريبا أذن أن يخلق الاسلام أرقى حضارة عرفتها الإنسانية قاطبة. وفي تكريم العلماء والعلم يقول الهدى القرآني الخالد:

" قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انم يتذكر أولوا الألباب) (9) سورة الزمر .

فالعلم فضيلة قدرها الاسلام ودعا أليها ولم يخش الاسلام مت العلم والعلماء على دعوته بل دعا الى العلم وأحرز علماء الاسلام في العصور الوسطى أكبر المنجزات العلمية في الفلسفة وفي الطب والكيمياء والرياضيات والفلك وشتى العلوم المعروفة على أيامهم ولذلك قامت نهضة علمية إسلامية نقل عنها الغرب حضارته ." فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين". سورة آل عمران .

ويدعو الاسلام الى التحلي بكثير من الفضائل والخصال والخلال والسمات الحميدة ومن ذلك التوكل على الله تعالى ولهذا أبلغ الأثر النفسي في شعور الانسان بالأمن النفسي والاستقرار والثبات والهدوء بدلا من أن يظل حائرا مشتتا عاجزا عن اتخاذ قرار فيما يواجهه من مشكلات وتعرف حالة التردد هذه في علم النفس الحديث بحالة " الصراع"

" وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور" .. سورة آل عمران .

ومن أخلاق الاسلام التي تؤدي بدورها الى التمتع بالتكيف النفسي الدعوة للصبر وقوة الاحتمال والجلد وعدم التهور أو العبث أو لاسخط والضجر والتبرم وفقدان الثقة والشطط والضياع وانما هو التحلي بالصبر ، وفي الصبر قوة للشخصية وسلامة للصحة النفسية وقوة الاحتمال من المظاهر الدالة على سلامة الشخصية واعتدالها لقوله :

"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"(28) سورة الكهف .

ويدعو الاسلام بالصبر وعدم التكالب على زينة الحياة الدنيا في سبيل التمتع بالجنة والخلود فيها وهي أبقى وأقيم ..وما الحياة الدنيا الا تجربة ومقدمة للدخول في حياة أبدية دائمة .

  1. الدعوة للتماسك الاجتماعي :

وفي الدعوة للتآلف والاتحاد والوحدة والتماسك والتضامن والتساند بين أبناء الامة الإسلامية يقول القرآن الكريم :

"فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا" (103) سورة آل عمران

فالإسلام يدعو لنشر مشاعر الإخاء والاخوة بين المسلمين وما يتبع ذلك من التضامن والتماسك والوحدة والوقف في وجه الطغاة واعداء الاسلام الذين يخافون من الاسلام على قوتهم ولذلك يحاربونه ويتهمونه بتشجيع الإرهاب وهو دين سلم وسلام وتحضر ورقي وما أحوجنا نحن المسلمون للتآلف . بعد أن شب النزاع بين كثير من المجتمعات الإسلامية واصبحت للأسف الشديد ، تشهر سلاحها في وجه أبناء جلدتها من المسلمين في كثير من بقاع الأرض وها هي دعاوى العلمانية والبعد عن الدين تصيب بعضا من ضعفاء النفوس من أبناء أمة الاسلام نفسها .

ويدعو الاسلام للتواضع وحسن المعاشرة وحسن الجوار ولنا في رسول الله أسوة حسنة ومثالا يقتدي به فالمؤمنون أخوة بعضهم أولياء لبعض بعيدين عن التعالي والغطرسة والكبرياء ولذلك سوى الاسلام بين أبنائه فلا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى والمسلمون كأسنان المشط سواسية وترتبط بينهم مشاعر الوحدة ومشاعر الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .

" فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم) .(15) سورة الشورى .

والثبات في الدعوة والثبات على المبدأ من دواعي الاستقرار الفكري والنفسي والعقلي والعقائدي ولذلك فالإسلام يدعو للثبات على المبدأ ضمانا للاستقرار النفسي وعدم التذبذب أو التأرجح ومن ثم عدم الضياع ولاشعور بالفوضى وانعدام الرؤية وتقود مثل هذه المشاعر للمرض النفسي .


المصدر: د.عبد الرحمن محمد العيسوي أستاذ علم النفس – كلية الآداب

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,387,292