<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

اعتقاد بعض الناس بأن الأمراض النفسية لا شفاء منها .

اعتاد الناس في مجالسهم حينما يكون بين الحضور طبيب أن يدور الحوار بعض الأمراض وعن الجديد الذي توصل أليه الطب .. ويتسابق الحضور بكل جرأة ويسمع من الجميع بالاستفسار الدقيق عما يعانونه وذويهم من أمراض . فالأول يشكو من مرض السكر الذي أرهق أمه.. والثاني يشكو من ارتفاع ضغط الدم الذي أصاب والده بجلطة دماغيه .. والثالث والرابع الخ... وفي المقابل فان الناس لا يفعلون الشي نفسه فيما يخص الأمراض النفسية ،،واذا تحدثوا عنها فإنما هو غالبا على سبيل الاستغراب والسخرية !! والعجيب في الأمر أن بعض من أصيبوا بأحد الأمراض النفسية ، أو أصابت أحدا من ذويهم ثم من الله عليهم بالشفاء ، فانهم لا يتحدثون بذلك عند الناس تفاديا لتلك النظرة الدونية التي ربما ينظر بها بعض الناس إليهم !! بل أعجب من ذلك أن بعضا من أولئك يعتقد الطب النفسي بشكل مبالغ فيه ’’ في حين أنه كان من المفترض أن يحدث العكس .. ولنتذكر بأنه أهون على المريض وذويه أن يعترفوا بأن ما اعتراهم من علل نفسية إنما كان بسبب الجن أو السحر أو العين وليست أمراضا نفسية وذلك لانهم يرون أن تلك الأمور الغيبية إنما حدثت بفعل فاعل قد تعدي عليهم مما يعطيهم الحق في المعاناة ، أما الاعتراف بالمرض النفسي عندهم فمعناه الاعتراف بالنقص والقصور ،، وتبعا لذلك فان الناس لا يسمعون ولا يرون أي نتائج إيجابية للطب النفسي لان من استفادوا من الطب النفسي يتجنبون الحديث عنه فضلا عن أن بعضهم ربما ينتقدونه .. ولذلك فان من يراهم الناس من المرضى النفسانيين هم فقط تلك الفئة من المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج النفسي ن أو أنهم يعانون من بعض الأمراض النفسية المزمنة التي تتحكم بها الأدوية دون أن تشفيها تماما ، أو أنهم لم ينشدوا العلاج النفسي اصلا .. ولو نظرنا الى الأمراض غير النفسية- باستثناء الأمراض التي تعالج بالجراحة لوجدنا أن الحال لا يختلف كثيرا عن الأمراض النفسية ، فاغلب تلك الأمراض ليس لها علاج شاف ن بل هي مهدئات ومسكنات تتحكم بالمرض دون أن تنهيه كأدوية السكر والضغط وأمراض القلب ن وغيرها كثير ، بل ان المريض يتدهور تدريجيا رغم استخدامه لتلك العقاقير فلماذا الكيل بمكيالين ،والنظر بعينين ؟ فلا يتذكر بعض الناس تلك الأمراض النفسية التي كتب الله الشفاء لاهلها ، ويرددون ويكررون أن الأمراض النفسية مزمنة لا شفاء منها دون أن يفعلوا الشيء نفسه مع الأمراض الأخرى !! فيصدق فيهم قول الشاعر : "وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوية ولعلى أضرب هنا مثالا واحدا فقط بأحد الأمراض النفسية ، وهو الوسواس القهري الذي يعاني منه عدد ليس بالقليل من الناس فهذا المرض لا يعلم أكثر الناس أن بعض حالاته تستجيب للعلاج النفسي ، بل ان بعضهم لا يدري أن هناك مرضا نفسيا اسمه الوسواس القهري ..!!! ويمكن أن يكون لبعض الرقاة دور كبير في نمو هذا الاعتقاد في أذهان الناس لما يرددونه من أن بعض المرضى – حسب خبرتهم – قد شفاهم الله بالرقية ولم يشفوا في المستشفيات ولذلك فانه يجب ان نتذكر عدة أمور:

(1)أن الأمر نفسه يردده بعض الأطباء فهناك العديد من المرضى قد أنفقوا عدة سنوات في السفر والترحال بين الرقاة دون فائدة وعندما راجعوا الأطباء تحسنب أحوالهم ، بل ربما شفيت أمراضهم تماما ، وليس هذا انتقاصا من شأن القرآن ن فان من نزل القرآن هو لاذي خلق الدواء ويجعل بركته حيث يشاء .

(2) لا غرابة مطلقا أن يشفي المريض بالرقية ، ولا يكتب له الشفاء بالدواء ..

عدم شفاء المريض بالدواء لا يدل بالضرورة على أن ما به بسبب الجن أو العين أو السحر ، فما اكثر الأمراض النفسية والعضوية التي يجهلها البشر فمن الله على بعض من خلقه وشفاهم منها ببركة القرآن  ..

المصدر: أ.د. طارق على الحبيب رئيس قسم الطب النفسي جامعة الرياض

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,291,530