<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الإفراط في تدليل أطفال أتمر له مساوئه ونتائجه الضارة كما أن المبالغة في استخدام الشدة معهم قد تؤدي الى نفس النتيجة – ولكي نتعرف على الأسلوب الأمثل في تربية الأطفال وتنشئتهم علينا أن نعرف أن للطفل حاجتين أساسيتين الأولى : الحاجة الى الأمن والثانية حاجته الى المخاطرة :

ومن السهل أن نتبين من سلوك الطفل تعبيرا واضحا ملموسا عن هاتين الحاجتين ، فحاجة الطفل الى الطعام والتصاقه بوالديه وهربه من الخطر هو اتجاه نحو طلب الأمن واتجاه الطفل نحو الأشياء وتركيبها وإشباع غريزة حب الاستطلاع لديه إنما يدل على اتجاه الى المخاطرة ويجب على الأسرة تتوفر للطفل ضمانات تحقيق هاتين الحاجتين وأفضل مظاهر السلطة الضابطة والموجهة للأسرة تكمن أساسا في ظاهرتي الثواب والعقاب ولكل من هاتين الظاهرتين حدودها من حيث الكم والكيف فالثواب يجب ان لا يرتبط بعمل أساسا من صميم واجب الطفل لان أثابته عن عمل من واجبه قد يخلق منه شخصا ماديا يربط دائما بين العمل الذي يؤديه حتى وان كان عملا مطلوبا فلا يجوز مثلا ان يثاب الطفل لانه تناول طعامه في مواعيدها المقررة بينما ممكن أثابته إذا قدم إحسانا لرجل فقير – ومن الأفضل ان تكون الإثابة معنوية كأن تمدح العمل الذي أداه الطفل وتصفه بصفات حسنة لان الإثابة المعنوية إذا ما احسن تطبيقها وتوجيهيها تساعد على تنمية الضمير الحي في نفوس الصغار وفي أي الحالات يجب ان لا يكون الثواب غرضا في حد ذاته سواء كان ماديا أو معنويا وانما يجب أن يكون وسيلة تدفع الطفل الى تعلم وممارسة قيم السلوك - ومما يساعد في ذلك إتاحة الفرصة امام الطفل لكي يختلط بمن هم في مثل سنة فذلك يعوده على الأخذ والعطاء وبالتالي يتخلص من أنانيته بالتدريج ويساهم أيضا في نموه العقلي ويتدرب الطفل على تعلم فكرة الحق وفكرة الواجب كما يستطيع ان يكون عن نفسه فكرة صحيحة من خلال مقارنة إمكانياته ومقومات شخصيته بما هي عليه عند أقرانه وهذه الفكرة تكون في الواقع أكثر دقة بزيادة تعامل الطفل مع غيره .. وكما أن للثواب ضوابطه التي أوضحناها فأنه من الواجب علينا أن لا نوقع العقاب بأطفالنا الا في الحالات التي تضطرنا الى ذلك ويحسن أن يكون العقاب نفسيا أو معنويا مثله في ذلك مثل الثواب لان العقاب النفسي كالتوبيخ أو العقاب المعنوي كحرمان الطفل من النزهة قد يكون أكثر إيجابية في نتائجه من العقاب البدنية تمثلا في القسوة والضرب – حيث تعتبر القسوة من أسو أو أخطر الظواهر التي يتعرض لها الأطفال وتهدد حياتهم – وظاهرة الضرب ليست قاصرة على طبقة أو فئة معينة بل أنها مشكلة كل الطبقات مهما اختلف مستواها الثقافي أو الاجتماعي – ولا شك أن اللوم يقع في هذه المشكلة على الأب والام - وعند محاولة البحث عن أسباب ظاهرة القسوة وضرب الأطفال وجد أهمها :-

·         الحرمان ويقصد به حرمان الآباء أنفسهم من حنان الوالدين فقد تبين أن نسبة كبيرة من الآباء الذين يعاملون أبناءهم معاملة سيئة قد سبق ومروا بتجارب قاسية في طفولتهم .

·         النشأة في جو من الدقة والصرامة فمن الطبيعي ان الوالدين الذين سبق وعوملا في طفولتهما بصرامة ان يكون طفلهما نسخة منهما وقد يكون سبب معاملة الآباء لابنائهم بهذا الأسلوب هو الخوف من إفساد الطفل إذا عاملوه معاملة أكثر حنانا وتدليلا.

·         ومن أسباب القسوة أيضا عدم وجود مصدر بديل لرعاية الطفل ففي الماضي كان الجد أو الجدة يعيش مع الطفل ويقدم له كل حب ورعاية واثناء غياب الأب أو ألم – أما الآن فان الأبوين يعيشان في منزل مستقل بهما مما يجعل الطفل يفقد حب وحنان هذا المصدر البديل .

·         عدم وجود وفاق بين الزوجين وانشغال الزوجة بالعمل خارج المنزل قد يعرض الام لضغوط نفسية تجعلها غير قادرة على توفير العناية اللازمة للطفل وبالتالي معاملته معاملة غير حسنة .

·         ان ضرب الأطفال ومعاملتهم يؤثر تأثيرا كبيرا على نفسيتهم مما يؤدي الى :

·         تحطيم الطفل معنويا نتيجة افتقاده الحب والحنان الأسرى ومعايشته حياة غير مستقرة وسعيدة .

·         قد تؤدي القسوة الى اعاقة نمو الأطفال نمو نفسيا طبيعيا .

·         إزاء صرامة اوقسوته قد يتحول بعض الأطفال الى العناد والمشاكسة فلا يستطيع ألوالدين الوفاء باحتياجاتهم مهما فعلا.

·         انطواء وانعزال الطفل وشعوره بالخوف والرعب من أي شيء خاصة الأشخاص .

·         الإحباط والتأخر الدراسي .

·         ان العلاج الناجح لظاهرة القسوة وضرب الأطفال يجب ان يشمل الوالدين والطفل وبالنسبة للوالدين يجب إيضاح معنى الأبوة والأمومة لهما وأنها تعني القدرة على توفير الحب والحنان والرعاية للطفل كل دقيقة دون الشعور بالاستياء ودون انتظار أي مقابل .اما بالنسبة لعلاج الطفل يعاني من قسوة الآباء فيجب عرضه على الطبيب النفسي فورا خاصة إذا أدت سوء معاملة الأب وقسوته الى إصابة الطفل ويجب مصارحة الطبيب بما حدث وعدم إخفاء الحقيقة عليه مما يساعده في اختيار العلاج النفسي والطبي- ولعل أمثلة طريقة لعلاج ظاهرة القسوة هي منع حدوثها أملا بنشر الوعي الصحي والإرشاد النفسي بين الأمهات حتى قبل الولادة .. وتهيئتهن لاستقبال الطفل ومعاملته معاملة سليمة .

·         وفي مجال تربية الأطفال بصفة عامة – يجب أن تكون للوالدين سياسة ثابتة ازاء معاملتهم فإذا ما أظهر موافقتهما على تصرف معين في وقت ما فلا يجوز إظهار عدم موافقتهما على نفس التصرف في وقت آخر الا إذا اقتضت الضرورة ذلك وعليهما في هذه الحالة ان يقدما تبريرات كافية ومقنعة لأسباب تغيير موقفهما فالسياسة الثابتة هي التي تساعد الطفل على سرعة الحكم الصحيح على سلوكه .

·         عزيزي الأب – عزيزتي الام :

·         ان طفلكما بحاجة الى حبكما وحنانكما الفياض - لذا حاولوا دائما ان تمدوه بهم واحذروا القسوة والتعسف في معاملتكما معه لان ذلك يعوق نمو وبناء شخصيته نموا طبيعيا . والرأي السائد والراجح هو توفير نوع من الثبات والحزم مع قدر معقول من العطف واللين في تربية الأطفال .

المصدر: د.علاء الدين بدوي فرغلى أخصائي الطب النفسي

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,408,046