<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

قد يتبادر الى الذهن لاول وهلة أن الزواج الفاشل قد ينشأ عن وجود مشكلات حادة تعترض الزوجين في بداية حياتهما الزوجية مما يتعثر معه الاستمرار فيها فتنتهي بانفصالهما عن بعضهما بواقعة الطلاق ولكن الحقيقة ان تعثر الاستمرارية في الحياة الزوجية قد لا يكون بسبب وجود هذه المشكلات الحادة ولكن بسبب تجمدهما عندها. وتحجر فكر كل منهما بسببها ، ذلك لأن هذه المشكلات التي قد يعتبرها الزوجان الفاشلان في زواجهما بمثابة حجر عثرة في طريقهما.. قد تكون مشكلات عادية تحدث لغيرهما في حياتهما اليومية . غير ان المرونة في تفكير كل من الزوجين الآخرين كفيلة في توفير قدر من التوافق الفكري الذي يربطهما بما يطور مهارات التواصل الجيد بينهما فيواجهان مشكلاتهما بموضوعية وإيجابية عن إصرار من جانبهما على حلها بكافة الوسائل التي تتسم بالمحبة والتسامح من أجل الاستمرار في حياتهما الزوجية الى نهاية المطاف الأسري الذي بدأ كل منهما معا منذ الخطوة الأولى في طريق الزواج..

وغني عن القول ، ان وسائل التعامل المناسبة مع مشكلات الحياة المتعاقبة على الزوجين اللذين يسعيان بشتى الطرق الإيجابية الى المحافظة على عشرتهما معا في بيت الزوجية ، تنشأ غالبا تلقائيا بناء على ما يتميز به تفكير كل منهما من مرونة وعقلانية في جو من ضبط النفس والتسامح ويحمل المسئولية الكاملة عن سلوكياته تجاه الآخر ،، واعتراف أي منهما بخطئه تكراره فيما بعد، غير متناسين أهمية الترويح عن نفسيهما ، على اعتبار أنها أسس عامة يجب أن يتعلمها كل منهما قبل زواجه من أجل تدعيم حياته وتعزيزها في بيت الزوجية الذي يتميز بالاستقرار والسعادة .. وبناء عليه ن تعتبر المرونة في التفكير وعقلانيته الأساس الأول الذي يمكن أن يسهم في حل أية مشكلات تعترض الحياة الزوجية لاى فردين مهما كانت درجة حدتها أو خطورتها . لذلك ينصح كاتب هذه السطور الزوجين بعدم التجمد عند هذه المشكلات ، وعدم التفكير فيها بسطحية وبلا عقلانية ، وعدم تصلب راي أي منهما حول نقطة الخلاف بينهما ، حتى يمكن حلها وقهرها . ومن ثم يجب أن يتيح كل منهما الفرصة للآخر للتعبير عن رآيه بصراحة وموضوعية بلا هجوم ولا تجريح بحيث تستهدف المناقشة حولها معرفة أسبابها والتغلب عليها وقهرها أزالتها بدرجة من المنطق في التفكير العقلاني السليم تكون أكبر من اعتزاز أي منهما برأيه حتى لو كان مخطئا فيه ، وأكبر من العناد الذي يبرره أي منهما بما يسمى المساس بالكرامة والنيل من الشخصية وليعلم الزوجان ان الانسان ليس كاملا لان الكمال لله وحده ، وأنه من الممكن أن يخطأ الانسان بشكل عادي في حياته اليومية ، لذلك يجب على شريك حياته ان يسامحه ويتسامح معه ويغفر له هفواته على الا يكرر المخطئ أخطاءه بصورة تتصف بالغباء والجهل أو بشكل يتصف بالعناد والاستفزاز . وليتذكر الزوجان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل بني آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابون " (الدرامي والترمذي) إسناده حسن) .

ان الأساس الثاني الذي يجب أن تقوم عليه الأساليب المناسبة لحل المشكلات التي يعاني منها الزوجان تتمثل في ضبط النفس وكظم الغيظ والتحكم في الانفعالات بحيث لا يصطدمان مع بعضهما في طريق بلا عودة ان العصبية التي تبدو في سلوكيات أي من الزوجين بلا مبرر وبلا داع والتي تنشأ كرد فعل سريع في مواجهة أية مشكلات تبدو ملامحها في محيط الأسرة الصغيرة تتسبب في عرقلة المسيرة الزوجية بين الطرفين. ان أحد الزوجين قد يدعى أنه لا يستطيع الصبر على ما يراه من أخطاء تصدر عن الآخر ن وأن هذه الخطاء تثير أعصابه فيغضب ويثور في مواجهتها وقد ينسى هذا الطرف قول السيد المسيح عليه السلام عندما مر على جماعة من العامة يرجمون مريم المجدلية بسبب اتهامها بالفحشاء " من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها" وقد يغيب عنه أيضا القول المأثور : " طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس " ولكن يجب على هذا الطرف الذي يغضب ويثور بسرعة أن يتذكر قول الله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " سورة آل عمران : الآيه 134) وعليه أيضا ألا ينسى نصيحة رسول الهدى (ص) ط لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب" رواه البخاري" ..

ويعتبر تحمل المسئولية الكاملة من جانب أي من الطرفين فيما يتعلق بسلوكياتهم الخاطئة تجاه الطرف الآخر الأساس الثالث لحل المشكلات بينهما حيث لا يتمادى أي منهما في صب غضبه ولومه على غيره ، واتهامه بأنه السبب في المشكلات التي بينهما وتبرئة نفسه منها . ان الاعتراف بالحق فضيلة يجب ان يتمسك بها أي مخطئ كان. ان اعتراف أحد الطرفين بأخطائه.. وبأنه كان السبب في خلق هذه المشكلات التي عكرت صفو حياتهما الزوجية كفيل بأن يخلق جوا من العفو والتسامح يبادر به الطرف الآخر ، وكفيل أن يخلق أساليب جيدة للتعلم حيث يستفيدان من أخطائهما فلا يكرراها ، ولا يتعصب أي منهما لها ، ولا يتمادي أي منهما في عناده والقاء التهمة عن نفسه وإسقاطها على غيره بلا عصبية وبدون

انفعالية سلبية . ان مجرد تحمل أحد الطرفين لمسئولياته الكاملة تجاه سلوكياته الخاطئة واعترافه بالحق بما يتسبب فيه من اضطرابات في محيط الأسرة كفيل بالقاء الضوء على مدى صدقه في حرصه واهتمامه بهذه السرة ، ومدى صدقه في اتخاذ الخطوات الإيجابية البناءة التي يبادر بها في سبيل المحافظة على كيانها من التفكك والانهيار ومدى صدقه في تشجيع الطرف الآخر للتمثل به والحذو حذوه عندما يخطئ في أمر ما يتعلق بهما أو يتسبب في مشكلة ما تنغص عليهما حياتهما وليتدبروا قول الله تعالى " ليجزي الله الصادقين بصدقهم" (سورة الأحزاب : الآيه 24) ..

يعتبر الترويح عن النفس الأساس الرابع الذي يمكن أن تبني عليه الأساليب الجيدة لحل المشكلات في العلاقات الزوجية عندما يشعر أحد الزوجين ، أو كليهما بأن الحياة الزوجية بينهما تمر في مرحلة حرجة وخطرة ، وأن تعثر مسيرتها يزداد يوما بعد يوم بسبب المشكلات التي تواجهها بصرف النظر عمن تسبب فيها ، أو خلقها ، يجب أن يبادر كل منهما بتجميد هذه المشكلات على ما هي عليه لفترة مرحلية دون الخوض فيها ، أو في مسبباتها ودواعيها ، ومحاولة تركها جانبا لفترة وجيزة على فرض الرجوع أليها عندما تهدأ النفوس وتثبت الانفعالات لكي يمكن لهما مناقشتها في جو هادئ بلا توتر وبلا حساسية ومن ثم يحاول أي منهما أو كليهما خلال فترة الانتقال هذه أن يبحثا عن وسيلة فعالة ومؤثرة للترويح عن نفسهما بطريقة جيدة. قد يبادر أي من الزوجين في دعوة شريك حياته الى الخروج من جو المنزل المشحون بالاضطرابات الى جو خارجي يتسم بالسكينة والهدوء لكي يستمتعا بالصفاء الذهني.. الاسترخاء العضوي والاستقرار النفسي وبناء عليه يمكنهما إعادة النظر في مشكلاتهما بعد ذلك بعقلانية ومرونة وهدوء وسكينة ، مع مبادرة كل منهما لتحمل مسئولياتها كاملة في الحرص على المسيرة الزواجية ولن يعجز أي من الطرفين أو كليهما من أيجاد الوسيلة المناسبة للترويح عن أنفسهما في المكان الملائم وبالكيفية الملائمة ومن الأمثلة المقترحة في هذا الخصوص : الخروج معا الى نزهه خلوية على شاطي بحر أو ضفاف نهر ، أو في ربوع حديقة أو منتزه ، دعوة على العشاء في أحد المطاعم أو الفنادق ، زيارة عائلية لأحد الأسر الصديقة أو التي تربطها بهما صلات رحم ، حضور ومشاهدة عروض مسرحية أو سينمائية ، أو زيارة لأحد المعارض والمتاحف ، وما شابهها . واذا عجز الطرفان عن حل مشكلاتهما بأنفسهما لسبب أو لاخر ، فيجب على كل منهما ألا يتسرعا في الانفصال عن بعضهما وطلب الطلاق لأنه أبغض الحلال عند الله ، ولكن إذا فشلت كل المحاولات من جانبهما لاصلاح الحال والتقريب بينهما وحل خلافاتهما ، فيجب اللجوء الى بعض الأقارب لآي من الطرفين ، أو لهما هما الاثنين ليكونوا حكما بينهما ، وليساعدوهما على الاستبصار بما يجهلانه من أسس للتسوية وقهر للمشكلات على ألا يكون هؤلاء الحكم من الأقرباء متحيزين لأي من الطرفين ، وألا يكونا من أهل مفسدة وسوء لهم نوايا خبيثة وأغراض خفية في إنهاء هذا الزواج لا إصلاحه وتقويمه واستمراره. كما يجب أن يتميز هؤلاء النفر من الأقرباء برجاحة العقل ،وعقلانية التفكير، وموضوعية المناقشة ، وهدوء الأعصاب ، وكظم الغيظ ، والقدرة على المصارحة والمواجهة والقدرة على تحليل الأمور والإقناع بالاضافة الى أنهم يجب أن يكونوا أهلا للثقة والاحترام من الزوجين المختلفين وقول الله عز وجل فصل في هذا الأمر حيث قال سبحانه وتعالى في محكم آياته البينات : " وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ان يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ان الله كان عليما خبيرا ( سورة النساء الآيه 35) .

واذا عجز الطرفان عن أيجاد الحكم المناسب من الأقرباء لأي سبب كان فلا يقنطا من رحمة الله بهما ، فان الاتجاهات الحديثة في مجال علم النفس الإرشادي تدعو كل الأطراف التي تعاني من أية مشكلات عادية في أي مجال من مجالات الحياة اليومية الشخصية والاجتماعية والتربوية والمهنية الى زيارة أي من الاختصاصيين المؤهلين تأهيلا راقيا ، والمتدربين تدريبا عاليا والممارسين لمهنة الإرشاد النفسي في هذه المجالات من أجل مساعدتهم على حل مشكلاتهم أيا كانت ، وفي أي مجال كان على أسس نفسية مدروسا – ان كثيرا من الأزواج المضطربين نفسيا واجتماعيا يلجأون الى المرشدين النفسيين في المجال الزواجي والمجال الأسري لمساعدتهم على التخلص من اضطراباتهم النفسية والاجتماعية ومساعدتهم على تنمية أساليب التواصل الجيد وتدعيم أساليب التفاعلات الثنائية الإيجابية بينهم .

المصدر: د.ماهر عمر

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,285,277