تحول عميق شهدته العلاقة بين الزوج وزوجته في المجتمع الشرقي، إذ لم يعد الرجل نفسه "سي السيد"، ولم تعد زوجته مستسلمة وخائفة،، تقدم له فروض الولاء والطاعة.
زوجة اليوم باتت ترفع شعار "أقنعني أوّلاً لأطيعك ثانياً"، تناقش وتختلف، تقبل وتعترض. ولكن كيف ينظر الزوج إلى هذا التغيُّر، هل استطاع أن يتكيف معه، أم أنّه مازال يحلم بإستعادة العرش المفقود من الأكف الناعمة؟
"هل أنا لعبة بين يديه أم جارية اشتراها بفلوسه؟"، بلهجة مستنكرة تسأل نوال (محاسبة وأُم لثلاثة أطفال) عن السبب الذي يعطي زوجها الحق في أن يطلب منها طاعته بالمطلق. تضيف نوال: "يثور كثيراً عندما أراجعه بشان أمر يخص حياتنا معاً، أحياناً يطلب مني أن أزور أهله أو أرافقه إلى السوق وأكون مشغولة أو متعبة فأرفض فيعتبر هذا كسراً لكلامه".
تبرز رفضها: "أنا إمرأة عاملة ولي ظروفي وحالتي النفسية، لكنه يريدني أن أسير على مزاجه ليكون هو صاحب القرار الأوحد". وبشيء من السخرية تفصح: "وما عليّ سوى القبول صاغرة لما يختاره سي السيد".
تأخذ نفساً عميقاً وتكمل: "شهادة البكالوريوس التي يحملها هي نفسها التي نلتها وأنا أعمل مثله في وظيفة محترمة، فلماذا أطيعه وأسمع كل ما يأمرني به؟".
تواصل: "زوجي لا يفهم أن من حقي أن أقبل أو أرفض ما يمليه عليّ أحياناً، ويشكو كوني إمرأة غير مطيعة".
"قرد موالف ولا غزال مخالف"، تذكر ماجدة. ن (معلمة وأُم لصبيين)، تماماً إجابة زوجها حينما سألته في شهر العسل عن المثل الذي يؤمن به في حياته الزوجية. فأدركت رسالته وعاشت طول حياتها الزوجية الممتدة لأكثر من عقدين "زوجة مطيعة إلى أبعد الحدود"، رأسها إلى أسفل، لا إلى اليمين ولا إلى اليسار، "لم أرد له طلباً أبداً ولا راجعت له رأياً يقول فأسمع، ويأمر فأطيع، وطالما تراجع عن قراراته فلا أعترض".
أكثر ما يزعج ماجدة هو أوامر زوجها في بعض الأمور التي لا ترغب فيها، وتعتبرها من شؤونها الخاصة: "زوجي يتدخل في كل شؤوني ويطلب مني طاعته وفي أدق تفاصيل حياتي: لا تعيري ملابسك وإكسسواراتك لأخواتك، لا تسمحي لأي جارة بإستخدام أدوات البيت الكهربائية.. إلخ، من أمور أعتبرها من صميم خصوصيتي".
قررت ماجدة بين يوم وليلة أن تستخدم جزءاً من عقلها كمساحة حرّة، قادرة على الحوار والأخذ والعطاء. "وهي معادلة صعبة لكن طفح الكيل ولابدّ أن أخوضعها، لعله يدرك أنني كائن له مشاعره ورأيه". ثمّ تعود وتتذكر خيبة الأمل التي أصابتها من ردِّ فعله عندما رفضت أوّل طلب له يتعلق ببيع منزل لها ورثته عن أبيها: "بات زوجي يعرضني لأقسى أنواع العقاب النفسي، فتارة بعدم تناوله الطعام الذي أعده له، وتارة أخرى بالمقاطعة الكلامية".
أكثر ما يزعج ماجدة حينما بدأت مشوار النقاش والإعتراض ليس تصرفات زوجها المتسلط ولا مزاجه المتقلب ولا حنجرته القوية التي يرفعها بالصراخ لأقل خلاف بينهما، حتى يسمع الجيران، ولكن تهديده الدائم لها بالطلاق إذا ما استمرت على نهجها الجديد.
لكنها تصر على المضي قدماً: "لن أعيش في جلبات زوجي بتلك الشخصية المنهزمة، فلديَّ رأي لابدّ أن يعرفه ولا آبه ولو دفعت ثمن ذلك لقب مطلقة".
المصدر: اليوم السابع
نشرت فى 1 فبراير 2012
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,388,694
ساحة النقاش