السلبية قادرة على التأثير على الخلايا وجلب الأمراض: يقول العلم الحديث بأن الصحة مرتبطة بالدماغ بشكل مباشر ومانفكر به ينعكس بشكل سريع على حالتنا الصحية ولذلك فان الكثير والكثير من الأمراض العضوية مرتبطة بشكل وثيق مع حالتنا الذهنية والتفكيرية. هناك أمثلة كثيرة على ذلك، فالقرحة المعدية تعتمد على حالتنا الذهنية ومن ثم العاطفية لأن كل شيء بما في ذلك العواطف نابعة من الدماغ الذي يعتبر المستودع الأضخم الذي يضم بين طياته جميع الأعضاء الأخرى من الجسم ليحميها أو يتركها عرضة للمؤثرات الخارجية.
هذا كان خلاصة دراسة طبية نفسية أصدرها مركز /سيريبرو/ للتحليل النفسي في مدينة ساو باولو البرازيلية. الدراسة أكدت بأن الصحة العامة للانسان تعتمد على نوعية تفكيره وبأن نوعية التفكير تؤثر تأثيرا مباشرا على الخلايا في جميع أنحاء الجسم.
الخلايا وسلبية التفكير: قالت الدراسة ان علماء النفس والأطباء يتفقون تماما على أن الخلايا تفرز موادا كيماوية تؤثر على الجسم من حيث الصحة والأمراض. وأضافت الدراسة التي أشرف على اعدادها أطباء وعلماء نفس برازيليون بأن التفكير السلبي يؤدي الى تضييق خلايا الجسم مما يصعب عملية التنفس ويخفض كمية الأكسجين الذي يغذي الدم والدماغ والخلايا.
وأشارت الدراسة الى أن نوعية تفكيرنا تساهم أيضا في التئام الجروح أو اصابتها بالتهابات خطيرة. فالشخص الذي يخضع لعمل جراحي يتمائل للشفاء بشكل أسرع اذا كان تفكيره ايجابيا ومليئا بالأمل في الحياة، بينما نجد أشخاصا يحتاجون الى وقت طويل لتتماثل جروحهم للشفاء بسبب التفكير اليائس والسلبي. وقالت الدراسة انه يجب على الانسان أن يتقبل فكرة وجود جراثيم دخيلة تتربص بنا وتنتظر الفرصة لاقتحام اجسامنا لاحداث الخراب.
وأكدت الدراسة أن العلماء البرازيليين توصلوا الى استنتاجات ربما تكون غريبة على البعض ولكنها حقيقية من الناحية الطبية. ومن أهم هذه الاستنتاجات هو أن الحالة التفكيرية الايجابية تجعل خلايا الجسم تصدر رائحة معينة لايشعر بها الشخص نفسه ولكن الجراثيم تحس بها وهذه الرائحة هي نتيجة تفاعلات كيماوية تحدث في الخلايا التي تفرزها لتصد خطوط هجمات أنواع عديدة من الجراثيم وبذلك تحمي الجسم وتبعد الجراثيم. وأضافت الدراسة بأن هذه العملية هي في صلب جهاز المناعة عند الانسان.
المناعة ونوعية التفكير: قالت الدراسة ان نوعية التفكير تؤثر أيضا على جهاز المناعة عند الانسان. ولذلك فان المتفائلين يملكون مناعة أكبر ضد العديد من الأمراض وعلى رأسها سرطان الأمعاء الغليظة والأورام الدماغية وسرطان الثدي عند النساء اضافة الى الجلطات القلبية والدماغية. وأضافت الدراسة بأن للعامل الوراثي دور كبير في حدوث الأمراض لكن ثبت بأن قوة التفكير الانساني قادرة على التأثير حتى على العامل الوراثي. وأوضحت الدراسة أن التفكير الايجابي المتفائل يساعد أيضا على توسيع شرايين الدم ومنع تخثر الدم فيها.
اعتقاد خاطىء: قالت الدراسة التي اعتبرها البرازيليون ثورة في عالمي الطب النفسي والطب الجسدي ان كثيرين من الناس يعتقدون بأن القوة البدنية يمكن أن تقوي جهاز المناعة عند الانسان ولكن ثبت بأن قوة التفكير التفاؤلي والتركيز الدماغي هي الأكثر نجاعة. وتساءلت الدراسة مافائدة قوة العضلات اذا كان صاحبها ذو تفكير غير متوازن. وأضافت بأن الاعتقاد الصح هو أن قوة العقل الايجابية هي أقوى بكثير من قوة العضلات من حيث مقارعة الأمراض والحفاظ على صحة جيدة.
التفكير رمز الحياة: أكدت دراسة حديثة على ملخص عنها بأن العلماء كانوا على حق عندما قالوا "أنا أفكر اذن فأنا حي" هذه مقولة عامة يمكن أن يضاف اليها في عصرنا الحاضر كلمة واحدة هي "أنا أفكر ايجابيا فأنا حي" ذلك لأن التفكير السلبي يجب أن يستبعد من المقولة نظرا لمفعولها السيء على الانسان.
هل يمكن التحكم بالتفكير؟
سؤال طرحته الدراسة لتجيب عنه بالقول ان ذلك ممكن اذا فكر الانسان بأن مجيئه للحياة هو فائدة للطبيعة. فلو لم يكن له دور في الطبيعة والحياة لما جاء اليهما. وأضافت الدراسة بأن التحكم بالتفكير ممكن اذا كانت قوة التركيز كافية. لكن القليل والقليل جدا من الناس يحاولون أن يكتسبوا قوة التركيز بسبب تشتت الذهن بأمور كثيرة في الحياة. ولكن هل حاول أحد ما التأمل في جبروت الطبيعة؟ هل من أحد يعطي خمس دقائق من وقته ليفكر بايجابيات الطبيعة؟ وهل من أحد يفكر بأن دوره في الحياة يجب أن يكون ايجابيا في صالح البشرية؟ هل يحاول الناس أن يبعدوا أنفسهم عن الأمور المادية التي تحيد قوة تركيزهم وتفكيرهم الايجابي عن طريقها الصحيح؟ كلها أسئلة عميقة لو تأمل فيها الانسان لاستطاع أن يتحكم بتفكيره ويبعد عن نفسه المكروه
المصدر: محمد داود/ البرازيل
نشرت فى 1 فبراير 2012
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,388,842
ساحة النقاش