تعاني بعض المجتمعات من مشكلة "حب المظاهر" وحب التميز الذي يضطر الشخص الى الكذب أحيانا في ما يتعلق بلباسه او اغراضه. وهذه الظاهره بدأت تتفاقم وتنتشر في مجتمعاتنا.
حب الظهور او الاهتمام بالمظاهر ظاهرة انتشرت في بعض المجتمعات العربية خصوصا ذات المستوى الاجتماعي المعقول أو المرتفع، وبغض النظر عن اختلاف طبقات المجتمع الواحد فان الاهتمام بها بات "الشغل الشاغل" للكثير من المجتمعات.
و يمكننا ان نضع هذه الظاهرة في خانة "البريستيج" الذي يهم كل سيدة عربية ويبدأ الامر من اصغر التفاصيل الى اكبرها، وبات يشكل هوسا على كل الصعد حتى باتت مؤخرا عمليات التجميل جزءا منه، ومن مكملات المرأة، بعد ان سجلت هذه العمليات رواجا واسعا في العالم العربي وهي في زيادة مستمرة حيث بلغت ذروتها خلال العقود الثلاث الماضية.
"حب المظاهر" له معايير معينة يفرضها الإنسان على نفسه أو يفرضه عليه المجتمع المباشر المحيط به، و يدل على عدم كمال نفسية الإنسان أو على قصور في ذاته يغطيها بالـ"بريستيج".
مرض نفسي: أرجع علماء النفس الإهتمام بالمظاهر أو حب الظهور لمرض نفسي نتيجة الإحساس بعقدة النقص ممن هم أعلى من المستوى و يرجع السبب الأساسي لقلة الإيمان بالله و لعدم الرضا الكامل بقضاء الله و بالنصيب. فمحبو المظاهر يعيشون في قلق و توتر دائم تأخذ التعاسه و الهم منهم كل مأخذ، و قد يضطرون أحيانا لإرتكاب بعض جرائم الإختلاس و السرقه لمجاراة المظاهر الكاذبه .
ومن الامثلة ايضا، هناك من يلجأ للإقتراض لشراء سيارة على أحدث موديل فقط لأن صديقه من عائلة فلان بن فلان يملك مثلها، وهناك من ينفق مئات الألوف على إقامة حفل زواج تشهد له كل العائلات و تبذخ و تسرف و تكلف نفسها فوق طاقتها فقط لأنهم ليسوا بأقل مستوى من هذه العائلة و تلك، و هناك من يقصر على أولاده ليوفر تكاليف سفره إلى إحدى الدول الأوروبية لم لا وأصدقاؤه بالعمل ليسوا بأفضل منه، و هناك و هناك، حالات يطول الحديث لذكرها.
الجمال الفطري هو الاهم: الكل يتفق ان الجمال هو الجمال الفطري الذي يخلقه الله وهو جمال دائم، ولكن هناك من يلجأ الى تقييد روحه بقوانين زائفة لارضاء الغرور لا اكثر، ظنا منه بان هذا هو درب الجمال، ليصل الى الكمال ويعتبر انه بهذا الشكل يشكل بريستيجا خاصا به بين الناس او ستايلا معينا يميّزه عن غيره.
وتختلف الاراء حول البريستيج، فهناك من يؤيد وهناك من يعارض ..."سيدتي نت" رصدت العديد من الاراء حول ظاهرة "البريستيج" التي تشكل هاجسا لدى معظم النساء".
رؤى "23 عاما، طالبة جامعية"، قالت انها تهتم بـ"البريستيج" الخاص بها وان ما يهمها هو الترتيب وان تبدو بمظهر لائق وان ليس كل شيء في الحياة مرتبط بفكرة "البريستيج" التي يفهمها البعض بانها حب للظهور او ضعف للشخصية، بل على العكس من ذلك فهي تعبر عن شخصية المرأة في المجتمع.
وتضيف: "اضع الماكياج الخفيف الذي يناسب عمري، ولا ألجأ إلى المبالغة في الامر، وعلى الفتاة ان تعرف كيف تبرز جمالها بشكل طبيعي وغير متكلف"، وانا من الذين لا اهتم بالماركات العالمية ولكن يجب ان أواكب الموضة دائما".
اما "مريم شهاب "24 عاما"، اعلامية تقول: ان "البريستيج" ليس جميلا لكل الاوقات"، وفي بعض الاحيان يقيدنا خصوصا على صعيد الاكل، واتباع الاتيكيت وربما يحتاج الانسان في بعض الاوقات ان ياخذ راحته في الاكل، فلكل مقام مقامه" على حد تعبير مريم.
وتضيف: "على صعيد الكلام من المفروض ان هناك لياقات وحسن اللباقة لا بد من انباعها عند التحدث والسير وربما نحن لا نشعر بها ولكنها تعطي وتظهر قيمة المرأة وتعبر عن شخصيتها، والزمان والمكان يفرضان علينا هذا الامر".
كما واشارت مريم الى انها "تهتم بوضع الكريمات على وجهها، والاهتمام ببشرتها خصوصا مع اقتراب فصل الصيف، لان الاهتمام بالبشرة يترك اثرا على شخصيتنا، وكي اشعر دائما بالانتعاش الدائم، واحب جدا شراء النظارات الشمسية والمتعددة الالوان".
الستايل هو الاهم: كارمن "25 عاما"، اعلامية ايضا، تعتبر ان "البريستيج" لا يعنيها بقدر ما يعنيها الترتيب وتتفق مع "رؤى" في ذلك"، بينما تعتبر انه "يجب ان يكون لكل فتاة "ستايل" خاص بها يميزها عن باقي الفتيات، والاحترام ابتداء من الثياب الى الحذاء للساعة والماكياج وحتى العطر، وطريقة الطابع والتصرف لانها تبرز شخصيتها وتزيدها جمالا وثقة بالنفس وحضورا بالمجتمع".
وتضيف: "بطبعي احب التركيز على الكلام والتحليل الجيد والمنطق، لان اجمل ما في المرأة هي عندما تعرف ان تتكلم في المجتمع وان تكون قادرة على تجاوز اي عقبة تقف في دربها، لتكمل جمالها".
البريستيج هو نمط حياة: اما مونيك حوراني الياس "26 عاما" تعمل في مجال "ادارة الاعمال" في دبي، تقول: ان " البرستيج مرتبط ارتباطا وثيقا بالموضة والازياء والمجوهرات والعطور وكل شي ممكن أن نختصره بالترف".
مونيك تقول انها "تحب الاكسسوار بشكل كبير، وهو يكمل جمال الملابس، وتهتم كثيرا بوضع الماكياج الاساسي ، وتقول: "لا يمكنني ان اخرج من المنزل من دونه، كما انني اهتم كثيرا بطلاء الأظافر واحب ان يكون كل شيء على أكمل وجه".
وتشير الى انه "اليوم اصبح "البريستيج" نمط حياة بكامله فُرِض على المجتمع الشرقي بالأخص، لأنه المجتمع الاكثر حبًّا للمظاهر.
فعلى الرغم من تمسكها بالبريستيج، فهي تعتبر نفسها واثقة من شخصيتها ولا تخفي هذا الامر، بل بالعكس تسلط الضوء عليه، ومن منا لا يحب ان يكون محط انظار الاخرين ولكن شرط ان لا يصل الى حد الغرور".
وتضيف: "البرستيج صار احدى مرادفات الغرور و"شوفة الحال" ومكانة اجتماعية ومن "سابع المستحيلات" أن يتخلّى "صاحب البرستيج" عنها ولو غرق بالدّين، ولكن الاهم ان "لا يصبح وهما، يغرّق صاحبه ويصبح مرضا".
أما نور زازا "24 عاما" مدرسة، تعتبر أن "البريستيج" يتشكل من احترام الناس ونظرتهم لها، وتشير الى انها لا تحب بصراحة حب المظاهر او الهوس بالتبرج، او ان تكون من الفتيات "المتفلسفات" واللواتي يهتمين بالـ"بريستيج"، وتضيف: "أحب أن أكون على طبيعتي وأنا بطبعي مجنونة، وكل ما يخطر ببالي أقوم به".
وتقول نور: "لا تعنيني أمور التبرج ووضع الماكياج في الايام العادية، وأخرج من المنزل على طبيعتي، ربما في أيام السهرات اقوم بهذا الأمر، ولست من المنغمسات في الماركات العالمية وحمل حقائب "channel"، وما الى هنالك من ماركات أخرى".
استعارة شخصية مزيفة: أما من الناحية النفسية، تقول المعالجة والمستشارة النفسية كارين ايليا ان "البريستيج" موضوع يؤثر في المجتمع كثيرا والفرد يسعى له ليكون مقبولا في الجماعة التي ينتمي اليها، ويحاول ان يتأقلم مع الأمر ليرى من جهته كل الامور مقبولة".
وتشير ايليا الى ان "هناك بعض الاشخاص الذين يسعون الى عيش المظاهر ليمارسوا التأثير على غيرهم من الناس". وتضيف: "البريستيج لا يولد مع الانسان بالفطرة ولكن يتأثر به من خلال محيطه والبيئة التي يعيش فيها، وهناك اناس يسعون ليشبهوا احدا ما يعتبرونه مثالهم الاعلى".
وتلفت الطبيبة الى ان "هناك من يعيش في حالة "بريستيج" دائمة فهناك اناس اعتادت هذا الامر وهو جزء من طبيعتها، وبالمقابل هناك من يحاول ان يخفي حقيقة امره ويصطنع موقف ما لابراز نفسه ويلجأ لاستعارة شخصية غير شخصيته الحقيقية".
وعن ان كان هناك افادة من "البرسيتيج" تعتبر ايليا ان هذا الامر ليس واضحا كثيرا، الا انه "ربما يشكل حافزا للشخص ان يعمل على نفسه لتحقيق ما يحلم به".
ولدى السؤال ان كان لهذا الامر من علاج ما، اعتبرت ايليا ان "حالة حب الظهور تصبح موجودة لدى الاشخاص الذي يصبح "البريستيج" لديهم هو الذي يتحكم بحياتهم ويسيّرها كما يريد، وهنا يصبح الشخص غير مرتاح مع نفسه.
وتضيف: "لا يذهب الشخص للعلاج من "البريستيج" فهو ليس بمرض بل يخلق او ينتج عنه تداعيات ليصبح مرضا، فتبرز عنده حالة من الـ"depression" والقلق الدائم، ونحن بدورنا نشخص هذه الحالة ونلاحظ انها نقاط اتت من وراء تعلقه وحبه للمظاهر، والبريستيج هو عدم المصالحة مع الذات". "وبالطبع، فترة العلاج هذه ربما تحتاج الى وقت قصير ام طويل، ولكن كله يعود الى حسب شخصية الفرد واستعداداته النفسية، وتعود الى كم هو مقتنع بهذا الامر ام لا، وان تكون له ارادة جدية للعلاج وغير مستسلم للفكرة".
أخيرا، للاسف نعيش اليوم عصرا اختلت فيه القيم، وأصبح باطلها حاكما على الحق واختلت كثير من المفاهيم لدى البعض، وقل التوجه الذاتي للوضوح والصراحة، وانتشرت بعض القواعد والسلوكيات المشوشة التي تشجع على الغموض والتناقض في كثير من التصرفات.
كما أن مجتمعاتنا العربية وبصور متعددة منها تعاني الكثير من المشاكل حيث أصبحنا مستهلكين لكل ما تجود به الحضارة الغربية علينا .
وتضيف: "اضع الماكياج الخفيف الذي يناسب عمري، ولا ألجأ إلى المبالغة في الامر، وعلى الفتاة ان تعرف كيف تبرز جمالها بشكل طبيعي وغير متكلف"، وانا من الذين لا اهتم بالماركات العالمية ولكن يجب ان أواكب الموضة دائما".
اما "مريم شهاب "24 عاما"، اعلامية تقول: ان "البريستيج" ليس جميلا لكل الاوقات"، وفي بعض الاحيان يقيدنا خصوصا على صعيد الاكل، واتباع الاتيكيت وربما يحتاج الانسان في بعض الاوقات ان ياخذ راحته في الاكل، فلكل مقام مقامه" على حد تعبير مريم.
وتضيف: "على صعيد الكلام من المفروض ان هناك لياقات وحسن اللباقة لا بد من انباعها عند التحدث والسير وربما نحن لا نشعر بها ولكنها تعطي وتظهر قيمة المرأة وتعبر عن شخصيتها، والزمان والمكان يفرضان علينا هذا الامر".
كما واشارت مريم الى انها "تهتم بوضع الكريمات على وجهها، والاهتمام ببشرتها خصوصا مع اقتراب فصل الصيف، لان الاهتمام بالبشرة يترك اثرا على شخصيتنا، وكي اشعر دائما بالانتعاش الدائم، واحب جدا شراء النظارات الشمسية والمتعددة الالوان
المصدر: علي حلال
نشرت فى 14 أغسطس 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,387,694
ساحة النقاش