authentication required

هل يمكن أن تتصور أن إصابتك بنوبات البرد دليل علي قوة مناعتك‏,‏ وأنه من الأفضل ألا تتعاطي أي أدوية أو مضادات حيوية لعلاجها إلا عندما ترتفع درجة حرارة الجسم‏.‏

هذا ما أكدته نتائج الدراسات والأبحاث الأمريكية الحديثة التي أجريت تحت إشراف الدكتور جاك جوالتني أستاذ علم الفيروسات بجامعة فيرجينيا‏,‏ حيث أوضح أن ظهور علامات الإنهاك والتعب علي المصابين بنزلات البرد إنما هو دليل علي سلامة وقوة جهاز المناعة لديهم وليس العكس‏,‏ كما أقر بالتناقض الظاهري فيما ذهب إليه‏,‏ وأن هناك مفارقة في الأمر‏,‏ حيث يكون جميع من يصابون بعدد أقل من نزلات البرد الأقل استعدادا لمقاومة المرض والأضعف مناعة‏,‏ وشدد علي أن سبب أعراض الإنهاك والضعف التي تظهر علي المصابين بنزلات البرد إنما يرجع إلي قوة مناعة أجسامهم وليس ضعفها‏,‏ خلافا للاعتقاد السائد بين العلماء حتي الآن‏'‏ بأن إصابة الجسم بالفيروسات تؤدي إلي إنهاك خلايا الجسم وحدوث سلسلة من الآلام والشكاوي لدي المرضي‏'.‏
ومن المعروف كما أوضح جوالتني أن الفيروسات المسببة لنزلات البرد تدخل خلايا جسم الإنسان بشكل سلمي للغاية عن طريق إيهام الخلية بأنها مفيدة لها قبل أن يتنبه الجسم إلي خطورتها ويبادر برد فعل شديد وقاس ضدها‏.‏ ومن هنا ينبغي أن تكون الأدوية والمضادات الحيوية والمكملات الغذائية‏,‏ حيث ينبغي أن تكون المضادات الحيوية والمكملات الغذائية ـ علي حد قوله ـ هي آخر ما يجب علي المصاب بأعراض البرد اللجوء اليه‏,‏ لأن تناولها يزيد من الأعراض غير المرغوب فيها لديه من خلال رفع مناعة الجسم‏,‏ ويحذر من أن الإجراءات الفعالة التي يتخذها المرضي ضد نزلات البرد من الممكن أن تفقد الجسم توازنه‏.‏ وتري الدكتورة برجيت فينتر إخصائية الأنف والأذن والحنجرة بجامعة فيرجينيا أنه من الأفضل ترك العمليات الملتهبة للجسم وعدم كبتها‏,‏ لأن كبتها ربما يؤدي لمنع الجسم من تكوين الأجسام المضادة لها‏,‏ وأن فترة إصابة المراهقين بأعراض البرد تبلغ ضعف ما يحدث عند من هم فوق الخمسين‏,‏ حيث تكون أجسامهم قد تمكنت مع تقدم العمر من تكوين مناعة ضد العديد من أنواع الفيروسات‏,‏ ولذلك يجتذب الأطفال نزلات البرد مثل المغناطيس‏.‏ من ناحيته يؤكد الدكتور مصطفي أورخان مؤسس مركز الأنفلونزا التابع للصحة العالمية بهية المصل واللقاح من واقع ملاحظاته صحة كل ما جاء بهذه النتائج‏,‏ حيث من المعروف أن المضادات الحيوية لا تجدي في علاج الفيروسات‏,‏ وأنه من الأفضل ترك الفيروس بالجسم لمدة ثلاث أيام دون علاج سوي مخفضات الحرارة مع التزام الراحة التامة‏,‏ لإتاحة الفرصة للجسم للتعرف علي الفيروس الغازي وتكوين الأجسام المضادة له‏,‏ أما إذا استمرت العدوي بعد اليوم الثالث‏,‏ فإن ذلك يعني وجود عدوي بكتيرية تتطلب العلاج بمضاد حيوي مناسب‏.‏

المصدر: حاتم صدقي جريدة الاهرام 12 ديسمبر 2010 السنة

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,387,386