تعريف الملحمة 

    هى حدث كبير عظيم يقوم به شخص عظيم نبيل تقيضه القوة العليا من اجل حاجة عظيمة تهم باعا كبيرا من البشر يربطهم المكان والعرق والجنس والعقيدة ، مضطهدين مذلولين مستعبدين من قبل فئة ظالمة باغية معتدية . وهدف سام من اجل رفع الغبن والمذلة والظلم عنهم ورفعتهم ومكانتهم ، فيخوض أحداثا جساما ويقع بسببه حوادث كبرى ومعارك ضارية متفرقة  ، ويشترك معه بعضهم ويكنون معاونين له ، بل هم الذين يكلفونه ويفوضونه فى التصرف مع من يضطهدهم ويزلهم ويهينهم ويستعبدهم ، ومنه ينشأ الصراع القوى وعلى الشخصية أن تنظم صفوفها وأفكارها وتضع الخطط بذكاء وحنكة وحسن تصرف وتسير حسب الحاجة المحددة والهدف المطلوب ، ويبذل فى ذلك بذلا شديدا قويا ويصارع ويقاوم ويخوض المعارك حتى ينتصر ويتفوق ويكسب جولة من جولاته وينتصر على بعض مصارعيه ، فيشعر بالقوة والمكانة ويضع يده على أسباب قوته وأدوات نجاحه ويواصل صراعه بقوة وبسالة وحسن تخطيط مصمم على تحقيق الحاجة والحصول على الهدف ، ولكنه يبتلى ، فيترصد به مجابهيه أيما ترصد ويوقعون به شر وقيعة تفقده أسباب قوته وتسلبه أسباب نجاحه ، فيجبر على تغير خط سيره الصحيح الذى كان يصبو إليه نحو حاجته وهدف إلى اتجاه آخر مجبر عليه ويصير له حاجة أخرى وهدف آخر من اجل أن يستطيع أن يعاود إلى حاجته الكبرى وهدف العظيم ، وذلك بتشتته ، وإرغامه على حروب ومعارك متفرقة تضعف من قوته وتشتت حاجته وهدف ، ولكنه يخوض غمار تلك المعارك الصغرى التى فرضت عليه وهو عاقد العزم والنية أن لا يثنيه أى شيء عن حاجته وهدفه العظيم ، ويعمل على تحمل آثار الابتلاء العظيم والامتحان الكبير الذى وضعته فيه القوة العليا من اجل أن تقف على حقيقة إيمانه وتصميمه على حاجته وهدفه من تقاعسه وتهاونه وضعف إرادته ، فيعمل جاهدا على تحمل نتيجة هذا الامتحان ويتحمل ما أوقعه المصارعون فيه من حصار وهزيمة ، يعمل على كسب وتأيد القوة العليا ويلجأ إليها وهو صابر ومحتسب ، يحاول أن يستعيد أسباب قوته وأدوات نجاحه ، فيعيد تنظيم نفسه وأفكاره ومساعديه ، ويرسم الخطط بعلم وفكر ودهاء ومكر  ويعاود المجابهة والمصارعة ويدخل إلى غمارها بما تبقى له من قوة وأدوات ينشطها ويفعلها ويدخل يصارعهم بشراسة ، ويكاد ينجح فى ذلك نجاحا عظيما ويتفوق عليهم ، ولكنهم يستغلون ثغرة من خطته يدخلون بها إليه ويلتفون عليه وينقضون وينزلون به النوازل ويصيبونه إصابة عظيمة ، تجعله يعانى اشد العناء وآلام كبيرة تجهده وتؤلمه أيما الم ، فيلجأ إلى المهادنة والمراوغة والسكينة من اجل معاودة التفكير والتمحيص يحاول أن يكتشف الخطأ الذى وقع فيه افسد عليه النجاح والانتصار ، فيهتدي إلى غلطته التى ارتكبها بغير قصد وكان يظن الخطوة التى خطاها هى الصواب بعينه فإذا بها لم تكن الخطوة الموفقة لما شابها من قصور فى أدارة معركته ، فيعانى من هذه الغلطة التى كانت السبب لخسارته والانهزام الذى هو فيه ، فيتحمل المعاناة والآلام بصبر كبير ولكنه يعمل على رفه المعاناة والألم التى تجهده  أيما إجهاد ، فيعاود التفكير ورسم الخطط بذكاء ودهاء وحيلة وعلم وخبرة ، كما يلجا إلى القوة العليا يطلب رضاها ويستغفرها ويتوب إليها على ما ارتكبه من زلة لم يكن يقصدها ، ويتذلل لها حتى تقبل زلته وتساعده وتكون إلى جواره ، ثم يعاود المجابهة رغم ما به من آلام حتى ينتصر ويتفوق ، ويستطيع أن يتغلب عليهم فى معارك فرعية ويتخطى موانع كثيرة ، ولكنهم يعاودن التمكن منه فهم قوة مهولة تفوقه بكثير ويملكون زمام المبادرة من جديد ويغلقون أمامه كل الأبواب وكل الطرق ، فيلجأ إلى القوة العليا يعترف لها بضعفه ويطلب منها المعاونة والنصرة والمساعدة للخروج من ورطته والعقيد الذى يقابله  ويتضرع معه أتباعه للقوة العليا لتعينهم على مجابهيهم ، وتمن عليه القوة العليا بحادث يقع بعيدا عنه ولكن له علاقة ما به ، ولا يكون حله إلا من خلاله فيسارع إلى استغلال ورطة الآخرين ويساعدهم فى الخروج منها ، فيكسب بعضهم ويقفون إلى جواره يمدون له يد العون والمساعدة ، ويستطيع أن يعود إلى خطه الصحيح الذى رسمه لنفسه من اجل الحصول على حاجته وتحقيق هدفه ، ويمتلك دفة المواجهة وإدارة الصراع ويصارعهم ويتفوق عليهم ويستطيع أن يحصل على حاجته ، ويتبقى له أن يحقق هدفه الذى لم يتم بعد ، وعندما تتكشف حاجته العظيمة التى حققها تتكشف هذه الحقيقة لبعض مجابهيه ، فينقلبون على فريقهم وينضمون إليه ، ويخوض المعارك بهم ويفتحون له كل الأبواب ، وييسرون أمامه الطرق التى يتغلب بها ، ويستطيع أن يتفوق وينجح ويقضى على مصارعيه ويحقق هدفه السام النبيل ، ويقرر رأيا صالحا ، ويوأصل حقيقة عامة وتكون النهاية .