أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

لنعود إلى كتابنا أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، والى تعريف التراجيديا السوداء وهى أحدى أنواع التراجيديا الست.

ومن سيقرأ التعريف سيراه ينطبق تماما على السيد الرئيس المخلوع حسنى مبارك البطل الحقيقي للتراجيديا السوداء حيث تمثل نهايته إحدى النهايتين  كما قلنا من قبل فى الكتاب وفى غيره من المواضيع هنا من قبل

الأولى تكون بفاجعة البطل فى حياته كفرعون

الثانية تكون بالخسارة والندم العظيم كحال قابيل

ونلقى نظرة سريعة على تعريف التراجيديا السوداء ، ثم نتناول سمات بطلها ، ثم مولدات الفعل المفزع بها وقواعده.

 

 

 

فعل مثير مشوق مدهش جذاب مقلق ، لشخصية عظيمة فى مكانتها ولكنها وضيعة فى خلقها ، له حاجة وضيعة يريد أن يحصل عليها وهدف فاسد يريد تحقيقه  ، يعاونه مجموعة من الناس الذين تتوافق حاجاتهم وأهدافهم مع حاجته وهدفه 0 وآخرين تختلف حاجتهم  عن حاجته وهدفه  فتنشأ المشاحنة والمجابهة والبغضاء ، ويتفوق عليهم ، ويتخطى العقبة تلو العقبة ، حتى يتفوق ويتخطى العقبات التى يضعها المصارعون له فى طريقه ، ويصبح فى أزمة  يحاول التغلب عليها ، ويتلمس الأسباب والسبل الممكنة المحتملة أمامه وفى حدود مقدرته العقلية والجسدية0 ويحاول أن يجتاز هذه العقبة بكل السبل الممكنة وغير الممكنة , معتمدا على أن الغاية تبرر الوسيلة ليجتاز هذه العقبة بدهاء ومكر وحيلة0ويستغرق منه وقتا ليعد عدته ويجهز أدواته جيدا , ويقطع فيه زمنا يتعلم فيه ويتدرب  ويحسب حساباته جيدا لينجح ويواصل طريقه نحو مسعاه فيكون الابتلاء  فى أخلاقه وقيمه وقوة عقيدته ومدى تحمله فلا يصبر ولا يحتسب ، وينزع إلى الانتقام  من يظن فيه أنه السبب فى خسارته ، فيتبع الطرق المعوجة الفاسدة  ليحقق حاجته على حساب أى واحد وأي شيء ، ولكن قوة الابتلاء التى لم يصبر عليها تجعله يتسرع ولحماقته وغروره يسقط فى الابتلاء  ويقدم على ارتكاب الزلة بقصد ونية فيمن يظن أنه يصارعه وسبب خسارته ، هذا الظن السيئ يجبره على تغيير مجرى طريقه نحو هدفه , وتجبره على سلك اتجاه آخر يبعده كل البعد عن حاجته الحقيقية وما كان يهدف له ، إلى هدف آخر وهو الانتقام مستسلما لشره وشيطانه فيغيم الطريق أمامه من الغضب والغيظ على ما خسر ويكون وقوده المشتعل بجوفه وعقله , فيرتكب الزلة بقصد ونية وعزم فيوقع بمن يظن فيه السوء أنه وراء خسارته  الفزع من القتل أو غيره عامدا متعمدا ، وتكون الزلة خطيئة لا تغتفر والتي تكون سببا  فى آلامه ومعاناته  ويحاول بسرعة أن يتجاوز هذه الخطيئة ، ولكنهم يشددون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق ، ويضع نفسه فى أزمة يحاول التغلب عليها والخروج منها منتصرا ولكن دون فائدة ولا جدوى، ويُحكمون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق ، فتتعقد أمامه كل الحلول ، وتكون العقدة كبرى مستحكمة ما لها قرار ولا حل ، يحاول التغلب عليها والخروج منها ، فيستعمل كل أدواته وما يملك من علم وخبرة وحيلة ودهاء ومكر وقوة وسلطان يحاول التغلب عليها ، ليرفع عن نفسه آلام الخسارة  ومعاناة الهزيمة  ، ويسبر أغوار تلك العقدة فلا يستطيع سبر أغوارها بمفرده أو بالآخرين الأقوياء بطانته ومساعديه ، فيلجأ إلى الشيطان الذى يمد له يد العون والمساعدة ، ويعاند الله  ولا يتضرع إليه ،  فيسخر الله منه ، وتحدث الانفراجة يفرج عنه ويهيئ له الأسباب ، فيقع حادث قريب منه يظنه أن يكون سببا فى أول بارقة أمل تجول أمامه نحو النجاة ،  فيستغلها بغبائه ويُفعل كل أدواته حتى يكسب بها  ، أو يكسب معاونين قد يمدون له يد العون و يساعدونه فى حل بعض خيوط العقدة ليتلمس طريقه مرة أخرى ليحصل على حاجته من أجل تحقيق هدفه إلى أن يحدث التعرف على شخصية تكشف له حقيقته – بعد فوات الأوان -  أن من أوقع به وظن فيه أنه السبب فى خسارته ، يعرف أنه ليس هو بل من أوقع به واحد آخر أو سبب آخر ، و يحدث له عكس ما انتوى تماما من علم كان يعرفه إلى جهل لم يكن يعرفه ، ومما كان يبتغيه ممن يساعدونه جل المساعدة يكونون هم شهود جريمته , وأنه يستحق العقاب الذي يصدر وتكون النهاية أنه يواجه عاقبة سوء عمله وما ارتكبه من جريمة عامدا متعمدا ويكون له الخسران والحزن والخزي  ، عندها يقر أنه خسر وأنه نادم وأنه لابد أن يتوب إلى الله  وتكون نهاية حزينة مؤلمة تعسة له  مفرحة

لنا ..

للأسف المساحة لم تكفى سرد السمات وسنلحقها فى مقال تال

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 391 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2011 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

nazrat

تحياتنا ودعواتنا بالسلامة
أين أنت أيها الصديق , لقد اختفيت طيلة شهر مضى وأكثر , اشتقنا الى قلمك , معذرة أود اختصار للعنوان ليكن فقط ( تراجيديا رئيس )وأرشحها لكتاب , الموضوع جيد
تحياتي

aldramainquran

الشكر موصول للأستاذ المحامى الأديب / محمد مسعد البرديسى
لما يشملنا به من محبة وشكر وتقدير وشهادة عظيمة اعتز بها

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,041