عالم السياسة والثقافة الإخباري .. منى الغبين
الرصاصة التي قتلت وطناً
يرتجف القلب واليد والقلم من هول ذكرى الفجيعة , ففي مثل هذا اليوم قبل اثنين وأربعين عاما انطلقت رصاصة فاجرة غادرة متآمرة فأصابت رأس وطن اسمه وصفي , ووصفي كما قال الشاعر المبدع ماجد المجالي :
لو الأشعارُ يا هزاعُ تشفي ,,,,,,,,, غليلي أو لبث الحزن تكفي
لكنتُ جعلت أبحرها مداداً ,,,,,,,,, وصغت قلائداً في وصف وصفي
ولكني احترقت بنارِ عجزي ,,,,,,,,, سما وصفي فلن يكفيه وصفي
فوصفي نصف أحلامي بأرضي ,,,,,,, وثورة ُمصطفي بالشعر نصفي
لم يكن وصفي رجلا عاديا , ولا مجرد رقم احتياط في التبديل والتعديل , ولكنّه كان رجلا بقامة أمّة فكأنما الإيادي يقصده حيث يقول ناصحا قومه :
فَقَلِّدوا أَمرَكُمُ لِلَّهِ دَرُّكُمُ ... رَحبَ الذِراعِ بِأَمرِ الحَربِ مُضطَلِعا
لا مُترِفاً إِن رَخاءُ العَيشِ ساعَدَهُ ... وَلا إِذا عَضَّ مَكروهٌ بِهِ خَشَعا
(لا يَطعَم النومَ إلا ريثَ يبعثُه ... ... همٌّ يكادُ حَشاه يقطَع الضَّلَعا)
مُسَهَّدَ النَومِ تَعنيهِ ثُغورُكُمُ ... .. يَرومُ مِنها إِلى الأَعداءِ مُطَّلَعا
ما اِنفَكَّ يَحلُبُ دَرَّ الدَهرِ أَشطُرَهُ ........ يَكونُ مُتَّبِعاً طَوراً ومُتَّبَعا
وَلَيسَ يَشغَلُهُ مالٌ يُثَمِّرُهُ ........... عَنكُم وَلا وَلَدٌ يَبغي لَهُ الرَفَعا
أرادوا أن يجعلوا الأردن مجرد كيان وظيفي طفيلي يعيش على المساعدات الأجنبية ليظلّ خادما للغير بما يجلبه هذا الدور من ضعة ومهانة وهوان , وأراده وصفي طليعة من طلائع تحرير الأمّة ، معتمدا على نفسه لتظلّ يده هي العليا فلا يرتبط مصيره واستقراره ومواقفه بباخرة قمح مفأرن مجرذن ولا بأنبوب زفت يتحكّم به عميل جاهل خامل , ولا بصهريج ماء ملوثّ يمتنّ به عدوّ حاقد , وكيف يكون ذلك وسهول البلقاء وحوران والكرك تربتها منقولة من الجنّة مجبولة بدماء الأبرار الأطهار من أبناء العروبة والإسلام على مرّ القرون , ومياهه العذبة فيها شفاء من كلّ داء , وسواعد أبنائه جعلته وطنا منتجا غنيّا في زمن القحط قبل النفط فكان جياع الجوار يقتاتون على جفان أهله المترعة بقمح البلقاء وسمنها وألبان البوادي وسمينها .
أطلقت الرصاصة على رأس وصفي فأطلقت يد السماسرة والعملاء المتآمرين فعاثوا في الوطن فسادا وإفسادا , فتحولت تلك السهول الحمراء التي كانت تموج بالصيف بلون الذهب من قمح يفيض عن حاجة أبناء الوطن وضيوفهم فيصدّر _ إلى غابات من اسمنت حكمت عليها بالإعدام الأبدي , ولوثّت مصادر المياه , وحجبت ثروات الأرض التي خلقها الله لعباده فلا نفط والنفط يسيل مع الأودية , ولا ماء والأردن على بحر من ماء , ولا إمكانيات وكنوز سليمان تحت الأقدام , أمّا الفاسدون فقد انطلقوا بدون خجل ولا وجل فأترعت بنوك الغرب بالمليارات المنهوبة من خيرات وطن تحوّل فيه كرامه إلى متسولين على الأبواب , وخرجت الحرائر وربات الخدور تقف طوابير في حرّ الصيف وزمهرير الشتاء للحصول على طرد غذائي من هيئات تتاجر بالصدقات , أمّا أهل الغور الذي كان من المفترض أن يكون سلّة خضار وفاكهة العرب كلّ العرب فلا يوجد فيهم من تجب عليه الزكاة !! وحزام الأردن الشرقي من البوادي ذات البيوت المهيبة الحاتمية التي تزدان بمعاميل القهوة والمشرعة أبوابها للضيوف على مدار الساعة فقد اندثرت وتلاشت قطعان الإبل وشلايا الضأن فأصبح الجميع ما بين موظف صغير أو متقاعد فقير أو معتاش على صندوق المعونة الوطنية !!
ماجد المجالي خير من وصف الحال فنختتم هذه الزفرات الحرّى بوصفه حيث يقول :
فخصخصةٌ ولصلصةُ وعهرُ ,,,,,,,, وثرثرةُ مغطاةُ بزيفي
وقبحُ ظل يتركنا لقبحٍ ,,,,,,,,,,وسخفٌ راح يسلمنا لسخفِ
أخاف على بلادي من بلادي ,,,,,,,كأن قصورها شيدت لنسفي
فقد شدت على قططُ سروج ,,,,,,, وأين رؤوسهم من نعل وصفي
رحمك الله يا وصفي لقد كنت أمّة وحدك , وإن قوما خذلوك وقتلوك لن يفلحوا أبدا .
لو الأشعارُ يا هزاعُ تشفي ,,,,,,,,, غليلي أو لبث الحزن تكفي
لكنتُ جعلت أبحرها مداداً ,,,,,,,,, وصغت قلائداً في وصف وصفي
ولكني احترقت بنارِ عجزي ,,,,,,,,, سما وصفي فلن يكفيه وصفي
فوصفي نصف أحلامي بأرضي ,,,,,,, وثورة ُمصطفي بالشعر نصفي
لم يكن وصفي رجلا عاديا , ولا مجرد رقم احتياط في التبديل والتعديل , ولكنّه كان رجلا بقامة أمّة فكأنما الإيادي يقصده حيث يقول ناصحا قومه :
فَقَلِّدوا أَمرَكُمُ لِلَّهِ دَرُّكُمُ ... رَحبَ الذِراعِ بِأَمرِ الحَربِ مُضطَلِعا
لا مُترِفاً إِن رَخاءُ العَيشِ ساعَدَهُ ... وَلا إِذا عَضَّ مَكروهٌ بِهِ خَشَعا
(لا يَطعَم النومَ إلا ريثَ يبعثُه ... ... همٌّ يكادُ حَشاه يقطَع الضَّلَعا)
مُسَهَّدَ النَومِ تَعنيهِ ثُغورُكُمُ ... .. يَرومُ مِنها إِلى الأَعداءِ مُطَّلَعا
ما اِنفَكَّ يَحلُبُ دَرَّ الدَهرِ أَشطُرَهُ ........ يَكونُ مُتَّبِعاً طَوراً ومُتَّبَعا
وَلَيسَ يَشغَلُهُ مالٌ يُثَمِّرُهُ ........... عَنكُم وَلا وَلَدٌ يَبغي لَهُ الرَفَعا
أرادوا أن يجعلوا الأردن مجرد كيان وظيفي طفيلي يعيش على المساعدات الأجنبية ليظلّ خادما للغير بما يجلبه هذا الدور من ضعة ومهانة وهوان , وأراده وصفي طليعة من طلائع تحرير الأمّة ، معتمدا على نفسه لتظلّ يده هي العليا فلا يرتبط مصيره واستقراره ومواقفه بباخرة قمح مفأرن مجرذن ولا بأنبوب زفت يتحكّم به عميل جاهل خامل , ولا بصهريج ماء ملوثّ يمتنّ به عدوّ حاقد , وكيف يكون ذلك وسهول البلقاء وحوران والكرك تربتها منقولة من الجنّة مجبولة بدماء الأبرار الأطهار من أبناء العروبة والإسلام على مرّ القرون , ومياهه العذبة فيها شفاء من كلّ داء , وسواعد أبنائه جعلته وطنا منتجا غنيّا في زمن القحط قبل النفط فكان جياع الجوار يقتاتون على جفان أهله المترعة بقمح البلقاء وسمنها وألبان البوادي وسمينها .
أطلقت الرصاصة على رأس وصفي فأطلقت يد السماسرة والعملاء المتآمرين فعاثوا في الوطن فسادا وإفسادا , فتحولت تلك السهول الحمراء التي كانت تموج بالصيف بلون الذهب من قمح يفيض عن حاجة أبناء الوطن وضيوفهم فيصدّر _ إلى غابات من اسمنت حكمت عليها بالإعدام الأبدي , ولوثّت مصادر المياه , وحجبت ثروات الأرض التي خلقها الله لعباده فلا نفط والنفط يسيل مع الأودية , ولا ماء والأردن على بحر من ماء , ولا إمكانيات وكنوز سليمان تحت الأقدام , أمّا الفاسدون فقد انطلقوا بدون خجل ولا وجل فأترعت بنوك الغرب بالمليارات المنهوبة من خيرات وطن تحوّل فيه كرامه إلى متسولين على الأبواب , وخرجت الحرائر وربات الخدور تقف طوابير في حرّ الصيف وزمهرير الشتاء للحصول على طرد غذائي من هيئات تتاجر بالصدقات , أمّا أهل الغور الذي كان من المفترض أن يكون سلّة خضار وفاكهة العرب كلّ العرب فلا يوجد فيهم من تجب عليه الزكاة !! وحزام الأردن الشرقي من البوادي ذات البيوت المهيبة الحاتمية التي تزدان بمعاميل القهوة والمشرعة أبوابها للضيوف على مدار الساعة فقد اندثرت وتلاشت قطعان الإبل وشلايا الضأن فأصبح الجميع ما بين موظف صغير أو متقاعد فقير أو معتاش على صندوق المعونة الوطنية !!
ماجد المجالي خير من وصف الحال فنختتم هذه الزفرات الحرّى بوصفه حيث يقول :
فخصخصةٌ ولصلصةُ وعهرُ ,,,,,,,, وثرثرةُ مغطاةُ بزيفي
وقبحُ ظل يتركنا لقبحٍ ,,,,,,,,,,وسخفٌ راح يسلمنا لسخفِ
أخاف على بلادي من بلادي ,,,,,,,كأن قصورها شيدت لنسفي
فقد شدت على قططُ سروج ,,,,,,, وأين رؤوسهم من نعل وصفي
رحمك الله يا وصفي لقد كنت أمّة وحدك , وإن قوما خذلوك وقتلوك لن يفلحوا أبدا .
منى الغبين.
28-11-2013