عالم السياسة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم
"الصمم الرسمي " : أجهل هو أم مؤامرة ؟
ظاهرة حيرتني طيلة العقديين الماضيين , فقد لاحظت أنّ جميع كبار المسؤولين الذين ساقني حظّي العاثر للالتقاء بهم , ومحاورتهم يظهرون تجاه ما يخاطبون به من أفكار بصورة عجزت عن وصفها أو وجود مصطلح يصفها , فهم كالجلد المدهون بالزيت عند صبّ الماء عليه , أو كالصفاة ( الصخرة الملساء ) عندما يصبّ عليها الماء فلا يدخل مساماتها , ولولا الحياء لقلت إنّ مصطلح الصفاقة هو الأليق بوصف هذه الحالة , فعقولهم ونفوسهم مصممة بطريقة لا تستقبل شيئا من المواطن يتعلق بشؤون الوطن , وآذانهم لا تسمح بدخول الكلام إلى أدمغتهم , وكان أمثلهم يقابل ما يواجه به من حقائق دامغة حول ما يجري من سياسة تدميرية واضحة للعيان بهزّ الرأس , وابتسامة صفراء.
أصدقكم القول لقد احترت في تفسير هذه الظاهرة , وكنت أحسن بهم الظنّ فأقول لعلّهم لا يرون ما نرى فهم بحكم طبقتهم لا يشاهدون معاناة الشعب , ولا يحسّون بآلامه وأوجاعه , ولا ينتبهون للآثار التدميرية للسياسة الممنهجة التي دمّرت المجتمع , وأوصلت الدولة إلى مرحلة الاحتضار , ومعهم العذر بعدم تصديق ما نقول ؛ لأنّ المواطن أعتاد المبالغة وعدم تحرّي الدقة في مخاطبته للمسؤولين .
أصدقكم القول لقد احترت في تفسير هذه الظاهرة , وكنت أحسن بهم الظنّ فأقول لعلّهم لا يرون ما نرى فهم بحكم طبقتهم لا يشاهدون معاناة الشعب , ولا يحسّون بآلامه وأوجاعه , ولا ينتبهون للآثار التدميرية للسياسة الممنهجة التي دمّرت المجتمع , وأوصلت الدولة إلى مرحلة الاحتضار , ومعهم العذر بعدم تصديق ما نقول ؛ لأنّ المواطن أعتاد المبالغة وعدم تحرّي الدقة في مخاطبته للمسؤولين .
ولكن بعد هذه السنوات الثلاث العجاف التي قيل فيها كلّ ما يجب أن يقال , وخرج الشعب للشوارع عاجّا ضاجّا من سياسة الإفناء والدمار , وبعد انكشاف المديونية الفلكية التي عجزت كلّ العقول عن تفسيرها وتبريرها , وبعد ظهور أجهزة الدولة ومؤسساتها بحالة الشلل التامّ فإنّه ليس لهذه الظاهرة إلاّ أحد تفسيرين :
الأول : (وهو الأقرب للعقل ) هو أنّ هؤلاء المسؤولين متآمرون , وكانوا ينفذون تلك السياسة أو يباركونها تآمرا وتنفيذا لمخططات أجنبية يراد منها انهيار الدولة لإعادة تشكيلها بطريقة تخدم الكيان الصهيوني ومن ورائه من قوى الاستعمار .
والثاني : أنّهم عبارة عن واجهات مثل تنابلة السلطان , وتنفذ تلك الأمور باسمهم وهم لا يدركون آثارها وأضرارها لأنّهم باختصار بدون عقول ........
والنتيجة المؤلمة المرّة هي أنّ المخطط التآمري قد اكتمل , وقد أوصلوا الشعب إلى حال لا يستطيع معها إلاّ الاستسلام لقدره الذي رسمه له أعداؤه بتنفيذ من أيدي أبنائه , وما لم يتدارك الله هذا الشعب بلطفه فإننا في قادم الأيام سنشاهد العجب العجاب , ولن أستغرب في يوم ما إن وجدت شريحة من هذا الشعب تدعم قائمة الليكود , وشريحة تدعم قائمة حزب العمل , والسلام.
فلاح أديهم المسلم