عالم السياسة الإخباري .. صالح البطوش
صرخه لله ثم للوطن
الى التجمع العشائري الى المتقاعدين العسكريين .. الى حزب الاخوان المسلمين .. الى الأخوه الحراكيين .. الى كافة الاحزاب والهيئات التنظيمية والنقابية .. الى السواد الأعظم الى كل الاردنيين .
لا يخفى على احد أنّ وطننا يمرّ في أحلك الظروف وأقساها من التصدع الداخلي والإنقسام الفئوي ، وتعدد الأهداف والتوجهات وكثرت المطالبات والتي تحتاج الى تحكيم العقل ، ويقظة الضمير في هذا الظرف العصيب الذي حتماً سنندم يوماً ان لم نتعامل معه بمنتهى الحكمة والتروي فيما استجد من أحداث واضعين نصب أعيننا الوطن ، بيتنا الكبير الذي نتفيأ في ظلاله ولا نستطيع العيش بدونه لا ضيوف ولا لاجئين .
جميعنا يرقب الحدث ويلحظ التشرذم وليس كله بريء وليس كله مستند الى أُطر سليمة وقواعد صحيحة توصلنا الى بر الأمان المرجو والمنشود وما نشاهده الآن سيؤدي بنا الى الفوضى العامه وهي مقتلنا حتما وبلا شك ومرتع خصب لغيرنا من المتربصين والمنتظرين .
واني لأرجوا الله ان نعيد حساباتنا في سقف هتافاتنا على مبدأ ((الإختلاف مع وليس على ))
ما يستجد الان قد يضعنا أمام خيارين لا ثالث لهم ، إما الصبر على ما جرى والعوده الى المطالبة بالإصلاح وبقوة ، ضمن منهجية موحدة وقيادة متصدّره وتنسيق كامل ورؤيا واضحة وأهداف محددة ، وإما الفوضى العامة التي لا تحمد عقباها وأسال الله ان يجنبنا إياها.
لا أدافع عن الفساد ولا عن الفاسدين الذين سرقوا ونهبوا ثروة البلاد والعباد ، ولا عن الرائج بينهما لا بل هم اعدائنا وعلينا ان نطاردهم ونحاسبهم وننتزع حقوقنا منهم .
ولا ادافع عن الحكومات ولا عن برامجها ولا أشجع ولا أؤيد اجراءاتها التي لا تتجاوز جيب المواطن في حلّ الازمات المالية والاقتصادية .
ولا أقف ضد الحراك أبدا ولا أنكره عليهم وانا واحداً منهم ، ولكن بطرق سليمة تحافظ على المتبقي، وعلى الأمن والممتلكات وتوصل صوتنا وصداه يوما بعد يوم حتى يلتفت راعي الركب لنداه .
دعونا وبنضرة واقعية نرقب نتائج الربيع العربي فليس من الحكمة أن لا أعتبر بغيري ، وهذه النتائج الدموية وتهجير الأطفال والنساء والإنفلات الأمني ، وخلط الأوراق ، والتدخل الخارجي المباشر ، والعمالة من الداخل على أساس المحاصصة ، وتقسيم المقسم وتجزأة المجزء ، كل هذا لا يتمناه أحد ولا يرتضيه فحالهم اليوم ليس بإفضل حال من ذي قبل وذي قبل ليس خيراً بلا شك .
جميعنا يعتريه الخوف وينتابه القلق ويساوره الشك على مستقبله ومستقبل أبناءه المرتبط حتما بوحدة الوطن وعافيته ، ولا يخفى على أحد ان جلّ الشعب الاردني يعيش تحت خط الفقر وبالكاد يقتاتوا يومهم فكيف يكون حالهم اذا ما كانت الفوضى هي سيدة الموقف .
دعونا نقف في وجه المخططات الخارجية من الكونفندرالية وضياع الهوية وتعويم الجنسية مع الإعتراف المطلق بإردنية من يحمل الجنسية فيما سبق له نفس الحقوق وعليه ذات الواجبات .
الاردن له تركيبة خاصة تختلف عن كل شعوب الله في الارض والتي يصعب معها التوافق اذا ما حلت الكارثه بنا .. وأن نصل متأخرين خيراً من أن لا نصل .. آملين التعقل والتفكر والحلم والصبر وسعت الصدر ...والله من وراء القصد.