عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

    عالم السياسة الإخباري .. Blooming Rose

    7.  إن أقدم شعب معروف سكن فلسطين , وطبعاً بطابعه هم " الكنعانيون " , الذين قدموا جزيرة العرب منذ نحو ( 4,500 ) عام وعرفت أول الأمر باسم "أرض كنعان"وشعب فلسطين الحالي هم سلائل الكنعانيين ومن أختلط بهم بعد ذلك من شعوب شرقي البحر المتوسط إل "بلست "أو أن أهلها ظلوا يعمرونها دونما انقطاع . وأن أهل فلسطين هؤلاء هم الذين أسلمت أغلبيتهم الساحقة وتعربت لغتهم مع قدوم الإسلام ,حيث تأكدت الهوية الإسلامية لأرض فلسطين لأطول فترة تاريخية متواصلة منذ الفتح الإسلامي لها سنة ( 15هـ/636م ) وحتى الآن , ولا عبرة بإخراج جزء من أهلها قهراً تحت الاحتلال الصهيوني منذ سنة (1948).

    8.  إن مزاعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين تتهافت أمام حق العرب المسلمون في أرضهم .فأبناء فلسطين عمروا هذه الأرض قبل نحو ( 1500 ) عام من إنشاء بني إسرائيل دولتهم ( مملكة داود ) واستمروا في أثنائها , ثم بعد أن انقطعت صلة اليهود عملياً بها إلى الآن . لقد حكم بني إسرائيل أجزاء من فلسطين ( وليس كلها ) حوالي أربعة قرون ,(خصوصاً في فترة 1000ـ586 ق.م ) وزال حكمهم كما زال حكم غيرهم من الدول كالآشوريين والفرس والفراعنة والإغريق والرومان . بينما ظل شعب فلسطين راسخاً في أرضه .

    وكان الحكم الإسلامي هو الأطول حيث أستمر حوالي ( 1,200) عام (636ـ1917م) باستثناء الفترة الصليبية  (90 ) عام ، وقد انقطعت قدرة اليهود على التأثير عملياً في حركة الأحداث في فلسطين نحو ( 1,800 ) عام منذ ( 135م ـحتى القرن العشرين ) , ولم يكن لهم تواجد سياسي أو حضاري وريادي فيها ، بل وحرمت تعاليمهم الدينية العودة إليها . وإن أكثر من 80% من اليهود المعاصرين ـ حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم مثل الكاتب الشهير آرثر كوستلر ـ لا يمتون تاريخاً بأي صلة لفلسطين , كما لا يمتون قومياً لبني إسرائيل فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الحزر (الأشكناز) وهي قبائل تترية ـ تركية قديمة كانت تقيم في شمالي القوقاز , وتهودت في القرن الثامن الميلادي . فإن كان ثمة "حق عودة " لهؤلاء اليهود , فهو ليس إلى فلسطين وإنما إلى جنوب روسيا !!.
    ثم إن دعوة تعلق اليهود بفلسطين وارتباطهم بها لا تقف أمام حقيقة أن معظم بني إسرائيل رفض الانضمام إلى موسى عليه السلام في مسيرته إلى الأرض المقدسة , كما رفض معظمهم العودة إليها من بابل بعد أن عرض عليهم الإمبراطور الفارسي قورش ذلك . وطول التاريخ وحتى أيامنا هذه لم تزد أعداد اليهود في فلسطين في أفضل أحوالهم عن 40%من اليهود في العالم (حتى بعد أكثر من ستين عاماً على إنشاء الكيان الصهيوني ). 
    9.   تعود أسباب نشأة الحركة الصهيونية , التي سعت لإنشاء كيان يهودي في فلسطين , إلى حضور النزاعات الصهيونية ـ المؤيدة لتجميع اليهود في فلسطين ـ وسط مسيحيي أوروبا , وخصوصاً البروتستانت منذ القرن السادس عشر ميلادي , وتعود أيضاً إلى فشل حركة الاستنارة اليهودية " الهسكلا " التي سعت إلى دمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها . كما تعود إلى ظهور ألايديولوجيات القومية والوطنية ونشوء الدولة القومية في أوروبا خصوصاً في القرن التاسع عشر ورغبة إعداد من اليهود في أن تكون لهم أرض يحكمونها , وليعيشون فيها قوميتهم .       وتعود من جهة أخرى إلى نشأة " المشكلة اليهودية " خصوصاً في أوروبا الشرقية , وما تعرض له اليهود من اضطهاد على يد الروس , التي دفعت عدداً من اليهود للمطالبة بملاذ آمن لهم وبدولة خاصة باليهود , وقد استفاد اليهود في سبيل تحقيق ذلك من تمكن بعضهم من الوصول إلى دوائر النفوذ والقرار في أوروبا وأمريكا . ثم أن عدداً من بلدان أوروبا الغربية وأمريكا لم تكن ترغب باستيعاب موجات الهجرة اليهودية القادمة من شرق أوروبا , وكانت تريد تحويل هذه الموجات إلى خارج بلدانها .
    10.   إن فكرة إنشاء الكيان اليهودي ليقوم بدور " الدولة الحاجزة " والتي دعمها الاستعمار الغربي , وخصوصاً بريطانية , تمثل ذروة الخطر الاستعماري الغربي ـ الصهيوني في قلب العالم الإسلامي . إذ تهدف إلى شطر جناحي العالم الاسلامي في اسيا وافريقيا الى شطرين منفصلين . وهي بذلك تسعى إلى إضعافه ومنع وحدته, وإبقائه مفككاً عاجزاً عن النهضة , قابعاً في دائرة التبعة , منتجاً للمواد الأولية وسوقاً استهلاكياً للمنتجات الغربية . كما تهدف إلى منع ظهور قوة إسلامية كبرى , تحل مكان الدولة العثمانية التي كانت في طور الانهيار . وان معادلة بقاء الكيان اليهودي الصهيوني واستقراره ونموه ـ في وسط معاد ـ مرتبطة بضمان ضعف ما حوله من أقطار المسلمون وتفككها وتخلفها .               وكذالك فان معادلة نهضة الأمة ووحدتها وقوتها مرتبطة بالقضاء على المشروع الصهيوني الجاثم على قلبها .

    11.   تأسست المنظمة الصهيونية العالمية في بال بسويسرا في آب / أغسطس 1297 بقيادة ثيودورهرتزل , وربطت نفسها بالمشروع الاستعماري الغربي وفشلت في الحصول على أي شيء ذي قيمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى .والحركة الصهيونية حركة عنصرية قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية , وشرط نجاحها مرتبط بإلغاء حقوق أهل فلسطين العرب في أرضهم والحلول مكانهم . ولا فرق في جوهر الفكرة الصهيونية بين تيارات علمانية أو اشتراكية أو دينية أو ثقافية أو سياسية , فالصهاينة كلهم في النهاية صهاينة توفيقيون يسعون إلى الأهداف العليا نفسها .

    12.   تبنت بريطانيا المشروع الصهيوني , فأصدرت في 2 تشرين الثاني ـ نوفمبر 1917 وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , وتمكنت من إتمام احتلالها لفلسطين في أيلول سبتمبر 1918 , وتنكرت لوعدها للعرب بزعامة الشريف حسين بالحرية ولاستقلال , وقسمت دوائر النفوذ في بلاد الشام والعراق بينهما وبين فرنسا وفق اتفاقية سايكس ـ بيكو (أيار /مايو 1916) التي خططت لجعل فلسطين منطقة دولية . ثم أن بريطانيا أستأثرت بفلسطين وفق إتفاقية سان ريمو (نيسان / إبريل 1920), وتمكنت من إدماج وعد بلفور في صك انتدابها على فلسطين ألذي أقرته لها عصبة الأمم في تموز / يوليو 1922.
    13.  فتحت بريطانيا خلال احتلالها لفلسطين 1948ـ 1918 الأبواب للهجرة اليهودية , فتضاعف عدد اليهود من (55) ألفاً سنة 1918 إلى (646) ألفاً سنة 1948 ( أي من 8% إلى 31.7% من السكان ). كما دعمت تملك الأراضي فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو نصف مليون دونم (2% من الأرض ) إلى نحو مليون و 700ألف دونم (6.3% من أرض فلسطين ) , تسربت إلى اليهود في الغالب من الحكم البريطاني أو من أيد إقطاعية غير فلسطينية . وتمكن شعب فلسطين على الرغم من قسوة الظروف والمعاناة من الصمود في أرضه طيلة ثلاثين عاماً محتفظاً بأغلبية السكان (68.3%) وبمعظم الارض (93.7%). وقد تمكن اليهود تحت حماية القوات البريطانية من بناء مؤسساتهم الإقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية , وفي سنة 1948 كانو قد أسسوا 292 مستعمراً وكونوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه والارغون وشتيرن , يزيد عددها عن سبعين ألف مقاتل واستعدوا لاعلان دولتهم . 
    14.  على الرغم من أن المؤامرة على فلسطين كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطيني , إلى أن شعب فلسطين رفض الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني , وطالب بالاستقلال . وقاومت التيارات الوطنية والإسلامية بزعامة موسى كاظم والحاج أمين الحسيني ورفاقهم بالتعبئة الشعبية والتحركات السياسية والثورات العارمة , فكانت ثورات القدس 1920 , ويافا 1921 , والبراق 1929 , وتشرين الأول / أكتوبر 1933 , وحركة الجهادية بقيادة الشيخ عز الدين القسام , ومنظمة الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني . وتحت ضغط الثورة الكبرى 1936_ 1939 اضطرت بريطانيا في كتابها الأبيض (أيار / مايو 1939) وأن تتعهد بقيام الدولة الفلسطينية خلال عشر سنوات , وبأن توقف بيع الأرض لليهود إلا في حدود ضيقة , وبأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات . ولكنها تنكرت لالتزامها في تشرين الثاني نوفمبر 1945 (تصريح بيفن ), وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكة .

نلتقي الأسبوع القادم بالحلقة الرابعة ان شاء الله .. وكل جمعة وانتم الى الله أقرب .

 

 

 

 

المصدر: Blooming Rose
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2013 بواسطة alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

242,892

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .