الدكتور شفيق ربابعه .. محاضر جامعي وشاعر من عمق الماضي الأصيل
عالم السياسة الإخباري .. نصر الزيادي
يقول :
إن العروبة ما بها لمؤرقٌ فمصابنا جللٌ غدونا الأصغرا
كل البلاد تقدمت وتطورت إلا بلاد العرب تمشي للورا
رُغم الغنى دول العروبة في الخنا وبقية البلدان تنعم بالثرا
شخص حين تلتقي به لا تعرف من أين تبدأ الحديث معه وفي أي جانب ، وترد بنفسك مئات الأسئلة المحيرة ، هل تبدأ حديثك معه كشاعر؟ أم هل تبدأ حديثك معه كمناضل في القوات المسلحة الأردنية؟ ام هل تبدأ معه كرجل أكاديمي ومحاضر جامعي يُعد للوطن بناة مستقبله؟ أم صاحب رؤيا سياسية اجتمعت بها خبرات عسكرية وحياتية وأكاديمية؟
الشاعر والمقدم المتقاعد والمحاضر الجامعي .. الدكتور شفيق ربابعه .. الذي ولد في قرية وادعة من قرى لواء الكورة شمال الأردن .. ألا وهي
( جديتا ) التي تتكئ في جنوبها على وادي الريان .. ببساتينه الخضراء وسيّله الجاري .. وتمتد بشمالها لتصافح منطقة برقش وخربة الحاوي .. وترخي جدائلها على تلالها الخمسة .. حيث درس المرحلة الابتدائية فيها .. والثالث الاعدادي في كفر عون .. والاول ثانوي في عجلون .. والثاني ثانوي والتوجيهي العلمي في ثانوية اربد/التل .. حيث بدأ مشواره الاول في كتابة الشعر .. الذي يصفه بقوله : الشعر هو تعبير عن احساس داخل الشاعر .. حول حديث او منظر .. أو يصور شيئا في الخيال أو أحيانا ما قد يشغل البال .
التحق ربابعه بالقوات المسلحة الاردنية برتبة مرشح ، وتخرج من دورة المرشحين الثالثة ، وتدرج بترقياته من رتبة ملازم الى ان احيل على التقاعد برتية مقدم ، بعد ان خدم في القوات المسلحة سبعة عشر عاما . خلال اخر ثلاث سنوات من خدمته العسكرية ، التحق بجامعة اليرموك عند تأسيس قسم الصحافة والاعلام عام 1980م ، وحصل على شهادة البكالوريوس ( صحافة واعلام ) بالمرتبة الاولى ، وذلك بنفس شهر احالته على التقاعد .
كان ربابعه أول مبعوث من خريجي قسم الصحافة يبتعث على نفقة الجامعة ، لاكمال الدراسة لدرجتي الماجستير والدكتوراة في امريكا ، حيث كان لترتيبه الاول على دفعته ولشعره في جامعة اليرموك أكبر الأثر لإبتعاثه . وفي عام 1988م حصل على درجة الماجستير في الاعلام ( الإتصال والتسويق ) من جامعة روزفلت الأمريكية / شيكاغو ، وعاد لليرموك لسبب قاهر على أمل المتابعة لاحقا لدرجة الدكتوراة ، ثم تغيرت إدارة الجامعة وألغيت بعثة الدكتوراة بحجة العمر عام 1988م ، وفي نفس العام عيّن محاضرا متفرغا بجامعة اليرموك بقسم الصحافة والاعلام ، وما زال على رأس عمله في قسم العلاقات العامة والإعلان . وفي عام 2008م حصل على درجة الدكتوراة في التسويق ( الترويج السياحي ) من جامعة عمان العربية ، وله عدد من البحوث العلمية المنشورة في مجلات محكمة .
وفي رائعة له بعنوان ( يا خالد اليرموك ) يتغنى الشاعر بحب جامعته التي أحبها طالبا على مقاعد الدراسة فيها ، وأحبها محاضرا موظفا فيها ..
يرموك أنت محج من طلب العلا من كل حدب للمعارف فاسعدي
زيدي العطاء ونوعيه وجدّدي وتهلّلي يا من عشقت وزغردي
ليصير نبتك كالسنابل مائة في كل واحدة بنضجٍ أجودِ
صدر للشاعر ديوان شعر عامودي بعنوان " مفاتيح القلوب ومصابيح الدروب " في عام 2011م ويحتوي على مائة قصيدة ، وله ديوان شعر ثان قيد الطبع والنشر بعنوان " عيون الاشجان ودرة الزمان " والديوان الثالث " أعذب القصيد من القديم والجديد " سينشر عما قريب ، والرابع ديوان الكتروني بعنوان " ربيع الذكريات وجمر التأوهات " يحتوي على لوحات شعرية مصممة " فوتوشوب " والدواوين الأربعة تحمل أرقام إيداع من المكتبة الوطنية .أما الديوان الخامس قال الشاعر : ان قصائده موجودة على موقعه الالكتروني سيجمعها بعد صدور الديوان الثالث ، وقال : أما القصائد التي أنظمها حاليا ستدخل الديوان السادس بعون الله تعالى .
وللشاعر حوالي 200 قصيدة منشورة في عدد من المنتديات والملتقيات الثقافية ، أما على شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) فله اكثر من 400 لوحة شعرية فوتوشوب .
ويتواصل د. ربابعه على الشبكة العنكبوتية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي دون كلل او ملل ، متابعا الاحداث التي تجري في العالم وخصوصا في عالمنا العربي والاسلامي على حد سواء ، فيكاد لا يترك حدثا مهما دون ان يعرج عليه بقصيدة معبرا فيها عن رأيه السياسي او الاجتماعي حول الحدث، وقصائد أخرى يستحث همم الشباب للذود عن كرامة العرب والمسلمين . ويرى القارئ الملم بتاريخ الشاعر أن للخدمة العسكرية دورا بارزا في تأثيرها على محتوى قصائده الوطنية والثورية على وجه الخصوص . وأضاف الشاعر : أما القصائد الثورية فقد واكبت الثورات العربية ( الربيع العربي ) وقد أذهلني ما يجري من قتل وتدمير وتصفيات واغتصاب وتعذيب الأطفال .
يا أهل غزة صرتم وحدكم هدفا إما الصمود وإما الموت والثار
ما عاد فينا غيورٌ قادرٌ بطلٌ شهمٌ ودودٌ كحد السيف بتار
لا تغيب أحلام الوحدة العربية ثم الإسلامية عن ذاكرة الشاعر أو عن قصائده ، ويرى أن الوحدة الاسلامية ستكون افرازا ونتيجة للوحدة العربية ، حيث تتشكل قوة هائلة الموارد والمنعة والقوى البشرية ، تنطوي تحتها الدول الاسلامية بعد تشكيل الوحدة العربية . وأضاف د . ربابعه : إن الدول المستعمرة تعرف نقاط ضعفنا وقوتنا ، وعندما تستعمر بلدا لا تخرج منه أبدا وإن رحلت قطعاتها العسكرية عن البلاد . فمن الهند شرقا حتى المغرب وموريتانيا غربا ، زرعوا بها مشاكل حدودية وصراعات لا تنتهي ، حيث تعود الدول المستعمرة اليهم للتدخل لحل بعض هذه الإشكاليات . فبين الهند وباكستان ، والعراق ودول الخليج ، وبين دول الخليج نفسها نزاعات على الحدود ، وبين الجزائر والبوليساريو والصحراء الغربية ،وبين مصر والسودان وفي السودان ودارفور وجنوب السودان وشماله ،واليمن شماله وجنوبه ، وزرعوا الصهاينة اليهود في قلب الوطن العربي ، عدا عن النزاعات الطائفية التي أخذت تطفو على السطح ، كالحالة اللبنانية والعراقية التي لحقت بها ..
في أرض يعرب مثل الصين مجزرة لا بل مجازر فيها الرعب ينتشر
أين اتجهت ترى الاسلام موجوعا أنظر اليه بأرض الشام يحتضر
" الدراسة ليس لها عمرا محددا " هكذا وصف الدكتور شفيق حال من يطلبون العلم في وقت متأخر من العمر ، وقال : إن الظروف احيانا تحول دون تمكين الدارس من متابعة الدراسة، وقد تستغرب أن بين حصولي على البكالوريوس والتوجيهي عشرين عاما 1964-1984م ، وكلما تقدمت السن كلما اتسعت المدارك ، واصبحت النظرة للدراسة مختلفة وتكون دراسة عن رغبة واحساس بالحاجة للمعرفة ودرجات علمية أعلى ، ولهذا السبب كنت الاول على دفعتي ومعظمهم من الطلاب الصغار في السن ، وأؤكد انه لا عمر محدد للدراسة والعمر ليس حائلا .
يرى الدكتور شفيق وهو يحمل الان مسؤولية وامانة التدريس للطلاب الجامعيين ، مستوى التعليم في أردننا الحاضر مقارنة مع الماضي . إن الطلبة الجامعيين حاليا وبالمجمل يعايشون تطورا هائلا في التكنولوجيا والإلكترونيات وقنوات التواصل الإجتماعي ومحطات التلفزة الفضائية ، وبالأخص الهواتف النقالة ، حيث يرى ان هذه الهواتف تشغل الطلبة لحد كبير حيث سهلت التواصل بين الطلبة ، وربما يتصل ذلك بإضاعة الكثير من الوقت خلال ساعات الدوام ، وقد يكون عاملا مؤديا للغياب عن المحاضرات . أما في ساعات الليل يبرز دور ال ( فيس بوك ) كعامل اخر يسرق وقت الكثيرين ، وقد تستغرب ان تجد طلبة متواجدين عليه لساعات متأخرة للفجر او ما بعده ، ويوجد نسبة قليلة من الطلبة مهتمون بالدراسة ولديهم رغبة بالتحصيل العلمي .
ونصح الدكتور شفيق الطلبة قائلا : قبل الطلبة حبذا ان أولياء الأمور يتتبعون دراسة أبنائهم والإطلاع على كشوف علاماتهم أولا باول . أما نصيحتي للطلبة فتتمثل في أيام الفصل الدراسي معدودات ، والحياة الجامعية فترتها محددة ، وأن على الطلبة استغلال كل الوقت في سبيل الحصول على المعرفة ، والمؤهل التراكمي ، الذي يؤهل الطلبة ويساعدهم على القبول بالدراسات العليا ، أو الحصول على عمل يتناسب مع الشهادة التي يحملها الطالب او الطالبة .
الحديث مع هذه الشخصية العظيمة ممتع .. ولقاء واحد لا يكفي مع هذا المناضل .. فأوعدته بلقاء اخر ان شاء الله للحديث معه في اكثر من جانب . توادعنا .. وفي عقلي عشرات الاسئلة كنت أود طرحها عليه .. لكن اكتفيت بهذا القدر ليكون بيننا لقاءا اخر بعون الله تعالى .