تعدُّ الزراعة من المهن اللازمة لحياة البشرية، والتي لا تحيا بدونها، وقد ورد في القرآن الكريم بعضُ الآيات التي تلفت انتباه الناس إلى ذلك؛ منها قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} (يس: 33- 34)
كما وردت كلمة الزراعة في مواضع عديدة من القرأن الكريم ومنها :
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ ﴿١١ النحل﴾
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ﴿١٤١ الأنعام﴾
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا ﴿٤٧ يوسف﴾
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ ﴿٤ الرعد﴾
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ﴿٣٧ ابراهيم﴾
وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴿٣٢ الكهف﴾
وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴿١٤٨ الشعراء﴾
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا ﴿٢٧ السجدة﴾
ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ﴿٢١ الزمر﴾
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٢٦ الدخان﴾
فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴿٢٩ الفتح﴾
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴿٢٩ الفتح﴾
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤ الواقعة﴾
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤ الواقعة﴾
التشجير ، وأهميته
جُبل الإنسان على محبة الخضرة التي تزين المكان وخصوصاً منظر الأشجار ذات الظل الوارف بأغصانها المتصاعدة إلى عنان السماء، الأمر الذي جعل الإنسان منذ بداية خليقته يحرص على الزراعة من أجل جني محاصيلها ، ومن ثم زاد الاهتمام بها لما لاحظ من جمال رونقها الذي يبعث في النفوس الفرحة والابتهاج، ومع تطور أساليب الزراعة فقد بات الجميع يهتم في زيادة الرقعة الخضراء بعد أن شاهد ما ألحقه الإنسان من ضرر بالغ للأشجار، خاصةً التي يقوم بقطعها من أجل الانتفاع بأخشابها في صناعاته اليومية لتلبية احتياجاته المتزايدة، فمع مرور الوقت والاستهلاك الجائر اختفت العديد من الأشجار بل العديد من الغابات حول العالم، مما جعل كافة الدول تسن القوانين من أجل حماية الأشجار والعمل على تعويض ما تم اقتطاعه بزرع ملايين الشتلات في كل عام من أجل تعويض ما فقد منها.
تعريف التشجير:
هي عملية زيادة المساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية والمناطق القاحلة والجافة؛ وذلك عن طريق غرس المئات من الشجيرات الصغيرة ضمن خطةٍ زراعيةٍ واضحةٍ تتناسب مع المكان جغرافياً ومُناخياً.
أمور يجب مراعاتها في عملية التشجير:
<!--اختيار الأشجار الملائمة للبيئة من حيث درجات الحرارة، والمُناخ، ونوعية التربة، وتوفر مصادر المياه.
<!--اختيار الأشجار الّتي تعيش لسنوات طويلة (المُعّمِرَة) والّتي تستطيع أن تقاوم تقلبات المُناخ من حرٍ وبردٍ، وكذلك الآفات والحشرات؛ مِثل شجر الكينا، والسّرو، والكافور.
<!--اختيار الأشجار سريعة النمو والّتي تمُد جذورها عميقاً في التربة؛ لتَمتص الماء والعناصر الغذائية وفي نفس الوقت تكون لها غصوناً وفروعاً ممتدةً خارجاً لتوفر الظل والزينة.
أهمية التشجير: تتعدّد المناحي الّتي تظهر فيها أهمية عملية التشجير ونُضِيء عليها فيما يلي:
1- من خلال عملية التمثيل الضوئي يأخذ النبات ثاني أكسيد الكربون ويطلق غاز الأكسجين فيُقلل التلوث في الهواء.
2- من خلال عملية النتح يطلق النبات بخار الماء الّذي يعمل على تلطيف الجو وخفض درجة الحرارة صيفاً.
3-النبات بحاجة دوماً إلى أشعة الشمس لتكوين مادة الكلوروفيل، فيقلل من سطوع الشمس في المكان المتوافر فيه بكثرة، كما أنّه يعمل على الحد من الضوضاء والازعاج بقدرته على امتصاص الصوت.
4- في المناطق الرملية الصحراوية يعمل النبات على تثبيت التربة ومنع زحف الرمال إلى مناطق أخرى، فيقلل من التصحّر وتعرية التربة.
5-النبات يقلّل من شدة الرياح العاتية ويعمل كمصدٍ طبيعي لها؛ كما أنّه يزيد من خصوبة التربة بشكلٍ طبيعي.
6-النبات والأشجار تُشْعِر الناس بالسّعادة وتُقَلل من الاكتئاب والضغط النفسي.
7-تستعمل الأشجار كحواجزَ طبيعيةٍ بين المنازل أو الشوارع داخل المدن والقرى
8-بعض أنواع الأشجار المُعَمّرة الّتي تزرع يكون لها صفةً علاجيةً فتُصنع منها الأدوية مثل شجر الصفصاف.
الشروط الواجب توافرها فى أشجار الشوارع :
تزرع الاشجار بهدف مد الشارع بالظل وتجميله وتخفيف حدة الألوان النباتية – وتختلف طبيعة هذه الشوارع تماماً – فقد يكون هذا الشارع تجارى أو شارع معد للنزهة أو شارع يستخدم فى فصول معينة أكثر من باقى الفصول وذلك كالطرق المؤدية إلى المدارس والجامعات لا تستخدم بكثرة فى الصيف – والمصايف والمشاتى مثلا تستخدم طوال العام بنسبة واحدة.
<!--تزرع الأشجار فى الجزء غير المعرض لأسلاك التليفون أو الكهرباء أو الترام ومقام على جانبى الشوارع أو فى الوسط.
<!--تنتخب الأشجار ذات التفريع القائم أو الخيمى تبعاً لظروف الشارع من حيث الأتساع وكثرة الأسلاك الممتدة فيه – وفى الشوارع كثيرة الأسلاك يحسن أن تكون الأشجار من الأنواع التى تتحمل التقليم والتشكيل لتفادى امتداد الأفرع واحتكاكها بالأسلاك.
<!--يزرع كل شارع بنوع واحد من الأشجار ألا إذا كانت الشوارع طويلة جداً فيمكن زراعتها بأكثر من نوع.
<!--يراعى أن تكون السوق معتدلة لا يقل طولها عن 3 أو4 أمتار حتى لا تعوق حركة المرور وكلما كان التفريع عالياً كلما كان الأفضل.
<!--ألا يتساقط أى جزء من أجزاء الشجرة مثل الورق أو الثمار أو القلف حتى لا يؤدى ذلك إلى قذارة الشارع
<!--يفضل زراعة الأشجار المزهرة المحددة النمو أيضاً.
<!--يمكن أن تزرع أشجار خضرية ويفضل منها القابل للقص والتشكيل وأن تكون ذات نمو خضرى محدود.
نقل الأشجار المتساقطة الأوراق :
تنقل الأشجار المتساقطة الأوراق إلى المكان المستديم بنجاح خلال فصل الشتاء فى فترة تكوين البراعم ويفضل نقلها قبل بدء نمو البراعم مباشرة فى أوائل الربيع ولذلك قد يتأخر نقل بعض النباتات التى يتأخر بدء نشاطها مثل أشجار السرسوع والفيكس والبوانسيانا والجاكاوندا إلى شهر أبريل والكاسياندوزا إلى شهر مايو . وعادة تنقل الأشجار المتساقطة الأوراق ملشاً ومن الطبيعى أن يتلف جزء من جذورها فى هذه العملية فيفضل تقليم أطراف الأفرع بمقدار ينتج عنهً توازن جيد بين المجموع الجذرى والمجموع الخضرى.
ويفضل زراعتها فى المكان المستديم بمجرد إقتلاعها إذا لم يتيسر ذلك يجهز لها خندق على شكل حرف V فى مكان رطب ظليل وتدفن إلى نصفها وتزرع الشتلات وتغطى الجذور بالتربة المفككة الرطبة وتروى رياً غزيراً ويملأ الخندق بالتربة وتثبت جيدا ًحول الشتلات بالكبس بالأقدام وتوالى بالرى الغزير دائماً.
زراعة الاشجار في المكان المستديم :
تعمل حفرة مركزها مكان الشجرة ويجب أن يكون حجمها أكبر من حجم المجموع الجذرى للشجرة بمقدار يسمح بوضع التراب الناتج من الطبقة السطحية للحفرة حول الشجرة وكذلك كبسه حولها لتثبيتها وإذا كانت تربة المكان غير جيدة فتحفر حفرة كبيرة (1×1 م) تقريباً وعمق 4/3 متر إلى متر حتى تكون مناسبة لطول الجذور ويوضع فى كل جورة مخلوط من الطمى والسماد العضوى المتحلل بنسبة 1:1 وبخاصة إذا كانت التربة غير صفراء أو رملية أو خفيفة وتزال الجذور التالفة قبل الزراعة وبعد وضع الشتلة يردم عليها وتضغط الجور جيداً وتروى وتقلم الشجرة تقليماً يتناسب مع المجموع الجذرى ويمكن وضع دعامة من الخشب لها إذا كانت الشجرة فى حالة تراخ حتى يضمن استقامة جذعها وتربط مع الدعامة بألياف.
تقليم الاشجار :
تحتاج الأشجار إلى تقليم خاص بالنسبة لحجمها واستعمالها فعند زراعة الأشجار تزال الفروع المكسورة وتقص الشاردة وأحياناً يزال جزء من الفروع الصغيرة حتى تتناسب القمة مع المجموع الجذرى وبعد الزراعة تختلف حاجة الأشجار للتقليم فمثلاً ما يزرع منها للظل قليلاً ما يحتاج للتقليم ولكن عند الرغبة فى الحصول على كمية أكبر من الضوء فقد تخف الفروع التى تضايق المبانى أو التى تعطل حركة المرور فى الشوارع تزال بطبيعة الحال ومعظم الأشجار المستديمة الخضرة خصوصاً المخروطية لا تقلم بل يحسن تركها لتنمو نمواً طبيعياً ويكتفى بإزالة الفروع التالفة أو العريضة أو الجافة كما أن الأشجار التى تظهر عليها علامات الضعف لأى سبب فأنه يمكن تجديد نشاطها بالتقليم الجائر.
العوامل التى يجب وضعها فى الأعتبار عند زراعة الأشجار :
<!--يجب زراعة الشتلات بحيث يصل المجموع الجذرى لأكبر عمق لتلافى الجفاف الذى يحدث للبادرات فى الصيف.
<!--يجب ألا يكون المجموع الجذرى مع بعضه أو يثنى فى جانب واحد أو يوضع راسياً فى مكان واحد.
<!--يجب أن تكون البادرات متوسطة الحجم لضمان نسبة عالية من النجاح خاصة فى المناطق الجافة حيث تكون نسبة الموت عالية عند زراعة بادرات حجمها أكبر من اللازم.
<!--يقلم المجموع الخضرى إذا تم تقليم المجموع الجذرى خاصة فى الأشجار ذات الورق العريض لمنع جفاف الشتلات بعد الزراعة وموتها.
العناية بالأشجار بعد الزراعة : بعد زراعة الأشجار فى الموقع المستديم يجب العناية بها حتى تستمر فى النمو وتشمل العناية بالأشجار ما يلى :
<!--حماية الأشجار: من الأمراض والحشرات التى تصيب بعض الأشجار فمثلاً أشجار الكازوارينا تكون عريضة للإصابة بحفار الساق مما يؤدى إلى موت الأشجار ولهذا يجب إزالة الأشجار المصابة لمنع إنتشار العدوى وزراعة أشجار جديدة بدلاً منها.
<!--الرى : من الضرورى رى الشتلات بعد زراعتها بالموقع المستديم فى السنوات الأولى من عمرها حتى تصل إلى أحجام كافية تمكن جذورها من الأعتماد على الماء الأرضى.
<!--الخف : عند الزراعة على مسافات متقاربة يجب خف الأشجار بعد تلاحم التيجان لزيادة نمو الأشجار فى القطر.
<!--التقليم : عادة يحدث التقليم الطبيعى بالأشجار حيث تموت الأفرع السفلى وتسقط طبيعياً ولكن يلزم فى أشجار الشوارع والحدائق تقليم الأشجار ويجب عدم إجراء التقليم أثناء فصل النمو لسهولة فصل اللحاء عن الخشب فى هذا الوقت وأفضل وقت لإجراؤه فى فصل الشتاء أما بالنسبة للأفرع الجافة الميتة فيمكن تقليمها فى أى وقت من السنة ويجب أن يكون مكان القطع ملاصق للساق ولا يترك جزء من الساق.
<!--التسميد : لا ينصح بتسميد الأشجار الخشبية ألا فى حالات معينة ويجب أن يجرى التسميد مرة واحدة كل عدة سنوات وذلك نظراً لأن الأشجار الخشبية متواضعة فى احتياجاتها الغذائية.
أهم الاشجار والشجيرات التي تزرع ضمن ظروف العراق :
هناك العديد من انواع الاشجار والشجيرات التي يمكن زراعتها ضمن ظروفنا والتي تختلف عن بعضها البعض في الارتفاع والانتشار وشكل الاوراق والازهار وفي قابلية تحملها للظروف البيئية الحارة والباردة ، ومن اهم هذه الانواع :
الثوية |
الصنوبر |
|
الاكاسيا |
بنت القنصل |
|
الاسفندان |
الفيكس |
|
لسان الطير |
السنديان |
|
البيزيا |
الجكرندا |
|
البوهينيا ( خف الجمل ) |
الياسمين |
|
الشمشار |
المينا الشجيري |
|
الدفلة |
السبحبح |
|
الكاميليا |
التوت |
|
الكازورنيا |
البتسبورم |
|
الكتالبا |
الجنار |
|
الخروب |
القوغ |
|
الارجوان |
الروبينيا |
|
شبو شجيري |
كف مريم |
|
السرو |
النبق |
|
الدودونيا |
نخيل الواشنطونيا |
|
دورنتا |
الصفصاف |
|
اليوكالبتوس |
الشيح الشجيري |
|
ساحة النقاش