بين الأدب و التربية

نحو ثقافة تمد وشائج الصلة بين الأدب بمعناه الاصطلاحي والتربية كعلم ، ثقافة ترحب بحوار الفكر والإبداع

يعدُّ نزار قباني واحد ا من الشُّعراء الذين أثروا الحياة الأدبية في التاريخ المُعاصر بما قدمه من شعر ونثر على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان ، ونزار قباني تنطبقه عليه لفظة الفحولة ، فهو فحل من فحول الشعر العربي المعاصر ، وصاحب مدرسة شعرية لها سماتها الفنية التي نميزها ، وله جمهوره ومريدوه ، وسوف نحاول في هذا البحث المصغر أنْ نتناول باختصار شيئا من حياته و شعره بما يناسب المقام ويتماشي مع طبيبعة بحث مصغر كهذا .

حياته :

ولد نزار توفيق قباني في الحادي والعشرين من مارس ( آذار ) عام 1923م ، في بيت من بيوت دمشق القديمة في ( مئذنة الشحم ) بحي ( الشاغور ) بالفرب من سوق الحميدية والمسجد الأموي( )

والشاعر مسلم سُنيّ وقد وصف نزار هذا المناخ الذي عاش فيه طفولته واصفا البيت الذي نشأ فيه بقوله (( هل تعرفون معنى أن يشكنُ الإنسان في قارورة عطر ، بيتنا كان تلك القارورة ، إنني لا أحاول رشوتكم بتشبيه بليغ ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر وإنما أظلم دارنا .....بوابة صغيرة من الخشب تنفتح ويبدأ الإسراء على الأخضر والأحمر والليلكيّ وتبدأ سيمفونية الضوء والظلّ والرخام .

شجرة النارنج تحتضن ُ ثمرها ، والدالية حامل والياسمينة ولدت ألف قمر ٍ أبيض ، وعلقتهم على جدران النوافذ ، وأسراب السنونو لا تصطافُ إلا عندنا ..أسودُ الرخام حول البركة الوسطى تملأ فمها بالماء .. وتنفجر وتستمر اللعبة المائية ليلاً ونهارًا ...لا النوافير تتعب ُ ولا ماء دمشق ينتهي .

الوردُ البلدي سجادُ أحمر ممدودُ تحت أقدامك .. والليلكة تمشطُ شعرها البنفسجي ، والشمشيرة والخبيزة ، والريحان والأضاليا .. وألوف النباتات الدمشقية التي أتذكر ألوانها ولا أتذكر أسماؤها ...ولا تزال تتسلق على أصابعي كلما حاولت أن أكتب .( )

هذه البيئة الثرية بألوانها والمترعة بالجمال كانت إحدى العوامل التي أسهمت في تشكيل شخصية نزار قباني ،، فقد بدأت تتفجر الموهبة لدى نزار ليس كشاعر بل كرسام لقد كان يعشق الألوان والخطوط والرسوم ،، وقد تسببت هذه الموهبة في بعض المشكلات في الأسرة فقد كان نزار يقوم باتخطيط بالألوان على جدران الحوائط مما يضايق الوالدين وفي النهاية انتهى الأمر بتخصيص حجرة للرسم يخطط الطفل على جدرانها كما يشاء ،، لقد شكلت هذه البيئة وجدان الشاعر وغذته فراحت تتفتق براعم الموهبة قيما بعد فتحول عن فرشاته إلى( الرسم بالكلمات) كما تقول تسمية إحدى مجموعاته الشعرية.

وللطفولة أثر بالغ في حياة نزار قباني( )

وكان لنزار علاقة قوية بأمه فقد كان ابنها المدلل فبعد أن التحق نزار بعد تخرجه بالعمل الدوبلماسي كانت ترسل له الطعام إلى مدريد كما يروي نزار وكأنها تظن ُّ أنَّ الطعام لا يخرج إلا من مطبخها ،،، ورغم علاقة نزار بأنه إلا أنه كان أكثر ميلاً إلى أبيه ذلك الرجل المثقف المتفتح الذي يناضل من أجل تحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي وقتئذ.

وكان أبوه رجلا ثريا من الطبقة المتوسطة حيث كان يمتلك مصنعًا للحلوى يديره بنفسه ،، وهذا ما حقق للأسرة حياة كريمة وعيشة رغدة ، سمحت لنزار أن يتلقي تعليما متميزا يتعلم من خلاله اللغات الانجليزية والفرنسية إضافة إلى العربية التي كان يجيدها منذ صغره، وقد التحق نزار بعد البكالوريا بكلية الحقوق التي أهلته بعد ذلك للالتحاق بالعمل الدبلوماسي ،، الذي جعله يطوف في العديد من عواصم العالم تابعا للسفارة السورية ، ولكن استقال من هذا العمل الدبلوماسي قُبَيْل ثورة حُزيران 1967 م حتى يتفرغ للشّعر إضافة إلى عدم رضاه عن هذه الوظيفة التي كشفت له عن مكامن العقن في السياسية العربية.

وقد قضي نزار حياته في صدام مع الحكام العرب فقد بدأ حياته بالصدام مع السلطة عندما كنبت قصيدته ( خبز وقمر وحشيش ) التي اختلفوا فيها وفي تفسيرها حتى أنهم أحالوها في النهاية إلى البرلمان ليناقشها وكانت هذه حادثة غير مسبوقة في تاريخ الشعر ,,وقد اصطدم بالحكام العرب فاضحا سياستهم تجاه الغرب وإسرائيل وكاشفا عوراتهم ومساوئهم وسعيهم إلى تكديس الأموال والثروات ، وإشباع الغرائز، إضافة إلى تكبيل الحريات وتكميم الأفواه ، فكانت كلمات نزار بمثابة السوط الذي يجلد الحكام العرب لذلك منع من دخول الكثير من العواصم العربية ، ومنعت أشعاره من دخول معظم البلدان فكانت تمرر في المطارات والموانئ تحت العمامة والدشداشة ، وهكذا عاش نزار يقاوم بالكلمة حتى انقضى أجله في نهاية مايو عام 1998م ، مخلفا ورائه إرثا شعريا ضخمًا إضافة إلى كتبه النثرية ومقالاته في الصحف التي كانت تعبر عن أرائه في الساسة والفن .

شعره :

يدور شعر نزار فباني في فلك مجموعة من القضايا أهمها ( المرأة – السياسة – الحرية ) والقارئ لشعر نزار لا يستطيع عزل هذه القضايا عن بعضها ففي أعظم قصائده في المرأة نجده يتحدث عن الحرية والسياسة ، وكذلك في قصائده السياسية نجد عطر المرأة يعطر القصيدة ومن هنا فالفصل بين هذه المحاور يعدُّ فصلا تعسفيا في أحيان كثيرة ,, وقدْ بدأ نزار حياته الأدبية بديوان ( قالت لي السمراء ) الذي يتناول قصائد في الحب والمرأة ونبعه بديوان ( طفولة نهد ) الذي واجه به نزار عاصفة من النقد في العواصم العربية حتى أن البعض أسماه ( طفولة نهر ) ليتخلص من الحرج الذي يحمله ذلك العنوان في فترة كانت المرأة عورة ( ناهيك عن جسدها )وبعد ذلك قام بنشر قصيدة (سامبا ) في ديوان مستقل ثم تبعه ديوان ( أنت لي ) ، ثم ديوان ( قصائد ) وبعده ( حبيبتي ) ثم ديوان ( يوميات امرأة لا مبالية ) وبعده ديوان ( الرسم بالكلمات ) ثم ديوان (100 رسالة حب) ثم ديوان (كتاب الحب) ثم ديوان ( قصائد متوحشة ) ثم ديوان (أشعار خارجة على القانون) ثم ديوان (كل عام وأنت حبيبتي) ثم ديوان (أحبك أحبك.. والبقية تأتي) ثم ديوان (أشهد أن لا امرأة إلا أنت) ) ثم ديوان (هكذا أكتب تاريخ النساء) ثم ديوان : (قاموس العاشقين) ) ثم ديوان( خمسون عاما في مديح النساء ) ثم ديوان ( تنويعات نزارية على مقام العشق)

وإذا أردنا تقسيم شعر نزار العاطفي إلى مراحل فأننا نستطيع تقسيمه إلى مراحل فقد انتبه بعض الدارسين إلى أهمية تقسيم شعر نزار قباني الغزلي على مراحل، لخاصية كل مرحلة، واستخلص من دراسته لشعره خمسة مراحل هي:

أولاً: مرحلة العطش والجوع وتمثلها دواوينه:

1-قالت لي السمراء (1944)

2-طفولة نهد (1947)

3-سامبا (1949)

4-أنت لي (1950)

ثانياً: مرحلة ما بين الذات والآخرين، وتمثلها دواوينه:

1-قصائد (1956)

2-حبيبتي (1961)

3-يوميات امرأة لا مبالية (1958-1968).

ثالثاً: مرحلة الارتواء والانطواء وتمثلها دواوينه:

1-الرسم بالكلمات (1966)

2-100 رسالة حب (1970)

3-كتاب الحب (1970)

4-قصائد متوحشة (1970)

رابعاً: مرحلة التخمة وإفلاس الشعور ويمثلها ديوانه

-أشعار خارجة على القانون 1972، لأنه وحده يشكل مرحلة نفسية مستقلة.

خامساً مرحلة الهاجس الزمني وتمثلها دواوينه:

1-كل عام وأنت حبيبتي (1977)

2-أحبك أحبك.. والبقية تأتي (1978)

3-أشهد أن لا امرأة إلا أنت (1979)

4-هكذا أكتب تاريخ النساء (1981)

5-قاموس العاشقين (1981)

استمع إليه يقول :

بعد خمسين عاماً

من التحصيل الابتدائي، والمتوسط، والعالي

لازلت أتعلم كيف أحب امرأة..

وكيف أعتني بشمع يديها..

وفضة نهديها..

وكيف أخاف عليها..

فكما أن الحرية لا سقف لها.

والديموقراطية لا سقف لها.

فإن المعارف النسائية..

لا سقف لها… (4 )

وكانت الأنوثة هي المطلب الأول في المرأة عند نزار :

 

أريدك أنثى.. ليخضر لون الشجر

ويأتي الغمام إلينا.. ويأتي المطر

(…)

لتبقى الحياة على أرضنا ممكنة

وتبقى الكواكب والأزمنة ))

إن الحقل المعجمي لدواوينه في هذا المجال يكشف عن عالم مدهش رافقه طوال مسيرته الشعرية: فالحجارة تلتفت إليها وتبكي وتطرب، وتنسجم عندما تلوح مخضرة الخطوة وهي واحة يحلم فيها كل مُسْتَرطِبٍ ولولاها وجه الأرض لم يعشب، في شفتيها يخضر الصدى، والشذا يجري بشعرها أنهراً، وهي وعد ببال الحقول، أو ببال العناقيد، أو ببال الدوالي، واسمها بكاء النوافير، ورحيل الشذا، وحقول الشقيق، ورف من سنونو يهم بالتحليق، وعينها صفصافة، بفيها رائحة المراعي، وفي ضفائرها يلهث القطيع، وهي سروة، وصفصافة، وهي تعادل عناصر الطبيعة وهذه العناصر ما وجدت إلا لخدمتها، ومن ثغرها تتدفق الينابيع، وهي كوخ أحلام، ونهداها مزرعتا زنبق، ومبسمها وريقة توت، وصدرها ثروة نادرة، ونهداها جدولا نبيذ وقهوة، ودورقا صيف ونور، وربوة تعانق ربوة، وشمس تدور، أو فلقة تفاحة، وثغرها تنفس الخابية، وأصابعها أنهار ماس، وهي عرائش وخضرة وزرع، وعشب الأرض من نعومة رجليها، ولولاها ما تنفس الصبح، وما صار للصخر قلب، وهي ديمة تعصر الرزق، وأن الطبيعة استمدت جمالها منها. وشعرها شلال ضوء، وسنابل لم تحصد، وتحت قدميها يخضر الحجر، وأقدامها هي التي تنمي الحشائش، وهي التي جعلت الأرض تزهر، وحين تمر يرتجف الفل، وشفتها نافورة صادحة، وباقة من كرز، وساقاها مزرعتان للفل، وأشرطة من الحرير وشلال من ذهب. وصدرها مزرعة ياسمين، وهي أصل هذا العالم فهو ماكان ليوجد لولاها، إذا حضرت حضرت الدنيا، وإذا غابت غاب العالم. فلو لم تكن عيناها ماذا تصير الأرض؟ ويقابل بين حال المرأة حين يهجرها الحبيب وحال الطبيعة، ويؤكد أن بعينيها بحاراً ولدت من أبحر، وانفتاحات على صحو، وعلى جزر، وأن النجوم فيها مبعثرة، والصيف إليها يعود كل سنة، وهي منثور الربى وزنبقها، وشهقات النجمات في المنحدر، وصحو مقبل بعطايا، وقمر أو شرفة في قمر، وهي عقدة خضراء تتحول إلى رمز لشجرة، ويتحول كم الدانتيل في ذراعها إلى مساند التفاح، والزنبق الأسود، وهي أفق نجماته نزلت تطوق الشاعر، وجنينة خضراء، وصنوبرة، وعيناها كروم عارشة، وبحار مجهولة وجزر، وبيت طفولة ووطن. ومن حول نهدها تلم الأقمار، وهي نوار هذا العالم، وصحو عيونها أمطار، ومن شفتيها يرشح الياقوت، وعيناها بحيرتا سكون، أمطارها سوداء، وفوق أجفانها ملايين النجوم، وتنورتها حقيبة أنجم، وهي صنوبرة، وغابة لوز، وشموس، وأنجم، وفراشة، ونيسان، وفستانها من دمع تشرين، ومن غصن ليمون، ومن صوت حسون، وأكمامه من عشب البحيرات، وأزراره قطيع نجمات، وفي عينيها مطر أسود، وشفتاها خوخ، وياقوت مكسر، وبصدرها قبة مرمر، وينابيع، وشمس، وصنوبر، وعيناها نهران من تبغ، ومن عسل، وكوخان عند البحر، في مياههما يذوب الحزن، وبرحيلها تنطفئ الشمس ويغيب القمر، وتتغير الأرض. هي الصيف الأخضر، والشمس الأجمل، ورغوة بحار، شفتاها زهرتا أضاليا، في صدرها زوج من حجل ورسائلها تقرأ للطبيعة. فيفهمهما النهر، والنجمة، والغدير، والريح، والغابات، والطيور، ويدها شمس، ونهر حريري، ونجمة هربت، أو نجمة تلعب، وشعرها شلال ظل، وثوبها ربيع، وهي جنة بثمارها، وعشبها ناضر، وفي صدرها استوطن زوج حمام، وثغرها غصن سلام، وحلمتها مزرعة ورد، وإبطها منبت حشائش طازجة المطلع، وهي قطعة صيف، وقد كانت مجهولة فاكتشفها الشاعر، فرمى على صدرها الأفلاك والشهب، وحول تراب نهديها ذهبا، وزرع بأرضها راياته. ثم كتب"أحبك" فوق جدار القمر أو سوره، وفوق كراسي الحديقة، وجذوع الشجر والسنابل، والجداول، والتمر، والكواكب، وورقات الزهر، والنهر، والمنحدر، وصدفات البحار وقطرات المطر، وعلى كل غصن، وحصاة، وحجر، وشمس. وثوبها كعشب البحيرات، وشعرها كبحر، وكسنابل، وهو يزرعه دفلى، وقمحاً، ولوزاً، وغابات زعتر، ونهدها قطعة جوهر، وحبها طير جميل أخضر، وجزيرة، وجدول تنمو حوله كروم وغلال، وهو ينمو ويزهر كالحقول، والشقيق الأحمر، واللوز، والصنوبر، وهو يجري كما يجري السكر بقلب الخوخ. وفي مرفأ عينيها أمطار، وشموس، وطيور، ومنهما تتساقط ثلوج، وهي ربيع، وزنبقة، ونجمة، وكرمة، وغابة، ولؤلؤة، وواحة، وينبوع ماء. وعيناها نيسانان، وطيران أخضران، أو بهما غفا طيران أخضران، وفمها مزرعة أزهار ليمون، وثوبها من الأرجوان، والياسمين.

وقد يتمنى الشاعر أن يكون حدائقياً في بساتين عينيها، وقد تتبعها الأشجار عندما تمشي، ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي، وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي، وقد يكون حضورها في الكون مثل حضور المياه والشجر تماماً، وقد تتحول إلى زهرة دوار شمس أو إلى بستان نخل، وقد يكون جسدها مليئاً باحتمالات المطر. وسرتها واحة ظليلة فوق الرمال ومركز الكون، وتحتها ميزان الزلازل يتنبأ باهتزاز الأرض، وهي مليئة كالسنبلة، وطازجة كالسمكة الخارجة من البحر.

وإذا كان البحر هو سيد التعدد، والإخصاب، والتحولات، فإن أنوثتها هي امتداد طبيعي له، وهي شجرة، أو هي أوراقها، وأن نهديها طفلان يتدحرجان على الثلج، والعصافير تأتي من عينيها أفواجاً أفواجاً من جهة البحر، صوتها يتسلق كعريشة زرقاء، وحول عينيها تدور المجموعة الشمسية، وفي وجهها شوارع، وفي صوتها أزقة للتجول، وتلحس الجداول السكر عن أصابع قدميها. وهي غابة تمشي على أقدامها، وترش الأرض بقرنفل وبهار، ومن عُتمة نهدها يطلع فجر، وبهار، ومحار، ونحاس، وشاي، وعاج، وبين نهديها شارع ضيق هو آخر عنوان يلتجئ إليه الشاعر، ومن عينيها يُنَقَّطُ العسل الأسود نقطة نقطة، وهي بستان الزعفران، وفي شعرها أدغال يصعب التغلغل فيها، وتحت نهديها شمس حارقة، وهي قابلة للتحول من حجر مستدير إلى نافورة ماء ومن قصيدة إلى حمامة. وهي سحابة حبلى بالشعر، نقطت فوق دفاتر الشاعر نبيذاً وعسلاً، وعصافير وياقوتاً أحمر، ونقطت فوق مشاعره قلوعاً وطيوراً بحرية وأقمار ياسمين، وهي المتحكمة في حركة الكون وكل مافيه من كائنات، وبرحيلها يتوقف الشجر عن النمو والقمر عن الاستدارة، والماء عن الاشتعال، وشعرها غابات يخبئ بها الشاعر وجهه، وقد يصيد المحار بشطآن عينيها، ومن ثغرها تنقر أسراب النورس الحنطة، واللؤلؤ الأسود قد اكتشف في عينيها، وجسدها خريطة جغرافية، وحول نهديها يلعب الأطفال بكرات ثلج، ويصطادون البط المائي، ويشاهدون كروية الأرض، وعلى نهديها جبال يكسوها الثلج وهي ملأى بالذهب، وفي عينيها يمكن قضاء عطلة صيفية، ويمكن السباحة في صوتها، ويدها سحابتان ربيعيتان لولاهما لمات العالم عطشاً. وهي مليكة تسير في رحابها الأشجار، والنجوم، والسحاب وعيناها شمس، وخداها نهرا حرير، وفي نهديها غابة أشجار تختبئ فيها الطيور، وقد يسقط القمح، واللوز، والتين من ركبتيها. ومن قفطانها تلوح رائحة البخور، والكافور، والبحار، وفي ضحكتها رائحة الأمطار، وهي صفصافة، ونخلة، وأشجار لوز،وخوخ يصعب الوصول إليها. وعيناها من عسل حجازي، وخصرها بعض مغازل الغمام، ويداها من ذهب، ومن عنب، ومن حبق، ومن قمر، ومن ريش نعام.

الشعر السياسي :

لقد كانت نكسة حزيران عام 1967 م العامل الفاصل في شعر نزار حتى تحول من شاعرا الحب إلى شاعر الوطن والسياسة وإن لم يتحول تحولا نهائيا كما سبق فهو لم يكن يفصل بين المرأة والوطن : يقول نزار :

يا وطني ..

يا وطني الحزين ..

حولتني بلحظة

من شاعر الحب والحنين

لشاعر يحفر بالسكين ..( )

ومن قصائده السياسية قصيدة (منشورات فدائية على جدران إسرائيل ) :

لن تجعلوا من شعبنا

شعبَ هنودٍ حُمرْ..

فنحنُ باقونَ هنا..

في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها

إسوارةً من زهرْ

فهذهِ بلادُنا..

فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ

مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها

مثلَ حشيشِ البحرْ..

مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها

في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها

في قمحِها المُصفرّْ

مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها

باقونَ في آذارها

باقونَ في نيسانِها

باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها

ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..

وفي الوصايا العشرْ..

 

2

 

لا تسكروا بالنصرْ…

إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو

وإن سحقتُم وردةً..

فسوفَ يبقى العِطرْ

 

3

 

لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..

ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..

لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ

ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ

لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ

فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ

فوقَ صحاري مصرْ…

 

4

 

المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ

نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ

وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ

سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ

 

5

 

من قصبِ الغاباتْ

نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ

من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ

من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ

من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ

من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ

من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ

من السطورِ والآياتْ…

فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ

ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..

لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..

فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ

من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ

 

6

 

لن تستريحوا معنا..

كلُّ قتيلٍ عندنا

يموتُ آلافاً من المراتْ…

 

7

 

انتبهوا.. انتبهوا…

أعمدةُ النورِ لها أظافرْ

وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…

أو لفتةٍ.. أو خصرْ

الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..

وخصلةٍ من شعرْ..

 

8

 

يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ

عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..

إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا

فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ

والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا

فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ

هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ

قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

 

9

ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ

ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم

وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ

من بابِ كلِّ جامعٍ..

من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ

سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ

 

10

إنتظرونا دائماً..

في كلِّ ما لا يُنتظَرْ

فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ

نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ

نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..

رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ

يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..

نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ

يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ

يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..

 

11

لقد سرقتمْ وطناً..

فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا

وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا

فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..

سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ

سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ

فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

وتنصبونَ مأتماً..

إذا خطفنا طائرهْ

 

12

 

تذكروا.. تذكروا دائماً

بأنَّ أمريكا – على شأنها –

ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ

وأن أمريكا – على بأسها –

لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ

قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ

صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ

 

13

 

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ

طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ

ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..

كالنقشِ في الرخامْ..

باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ

باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ

باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ

باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ

باقونَ في شعر امرئ القيس..

وفي شعر أبي تمّامْ..

باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ

باقونَ في مخارجِ الكلامْ..

 

14

موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ

موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"

 

15

ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ

وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..

 

16

 

للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..

للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ

للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ

وهؤلاءِ كلّهمْ..

تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ

في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ

تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ

وهؤلاءِ كلّهم..

في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ

من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..

 

17

..وجاءَ في كتابهِ تعالى:

بأنكم من مصرَ تخرجونْ

وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ

وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ

وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ

وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا

زِدنا على ما قالهُ تعالى:

سطرينِ آخرينْ:

ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ

وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ

بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..

 

18

 

سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ

باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ

باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ

في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ

باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ

باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ

باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ

باقونَ في عطرِ المناديلِ..

في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..

في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ

باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ

باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ

بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ

باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ

باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ

باقونَ في الصليبْ..

باقونَ في الهلالْ..

في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ

باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ

باقونَ في الدموعْ..

باقونَ في الآمالْ

 

19

تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ

با ويلكمْ من ثأرهمْ..

يومَ من القمقمِ يطلعونْ..

 

20

 

لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ

ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ

لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ

لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ

لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ

فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ

لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ

فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..

 

21

ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..

يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ

ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ

وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً

وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ

أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..

 

22

نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ

ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..

نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ

ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..

 

23

العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ

تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ

وانتقلت (هانوي) من مكانها..

وانتقلتْ فيتنامْ..

 

24

حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..

ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..

وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..

والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا

تغيّروا..

تغيّروا

 

25

 

أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ

أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ

أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ

أهطلُ كالسحابْ

أطلعُ كلَّ ليلةٍ..

من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ

من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ

من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ

أطلعُ من صوتِ أبي..

من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ

أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ

ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ

أفتحُ بابَ منزلي.

أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ

لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ

 

26

محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ

فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ

ومن هنا معاويهْ

سلامُكم ممزَّقٌ..

وبيتُكم مطوَّقٌ

كبيتِ أيِّ زانيهْ..

 

27

 

نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ

نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ

من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ

من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ

من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ

من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ

نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ

ونطمسَ الحروفَ..

في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..

 

ويقول في قصيدة من أروع قصائده الساسية (السيرة الذاتية لسياف عرب)يناقش فيها صور الحاكم الديكتاور الذي يملك صلاحيات مطلقة تصل به على حد التاله :

 

أيها الناس:

 

لقد أصبحت سلطانا عليكم

 

فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...

 

إننى لا أتجلى دائما..

 

فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى

 

اتركوا أطفالكم من غير خبز

 

واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى

 

إحمدوا الله على نعمته

 

فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،

 

والتاريخ لا يكتب دونى

 

إننى يوسف فى الحسن

 

ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى

 

وجبينا نبويا كجبينى

 

وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز

 

فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى

 

أيها الناس:

 

أنا مجنون ليلى

 

فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..

 

وابعثوا أزواجكم كى يشكرونى

 

شرف أن تأكلوا حنطة جسمى

 

شرف أن تقطفوا لوزى وتينى

 

شرف أن تشبهونى..

 

فأنا حادثة ما حدثت

 

منذ آلاف القرون..

 

2

 

أيها الناس:

 

أنا الأول والأعدل،

 

والأجمل من بين جميع الحاكمين

 

وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين

 

وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..

 

كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى

 

من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟

 

من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..

 

ومن يحيى عظام الميتين؟

 

من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟

 

من ترى يرسل للناس المطر؟

 

من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟

 

من ترى يصلبهم فوق الشجر؟

 

من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟

 

ويموتوا كالبقر؟

 

كلما فكرت أن أتركهم

 

فاضت دموعى كغمامة..

 

وتوكلت علىلا الله ...

 

وقررت أن أركب الشعب..

 

من الآن.. الى يوم القيامه..

 

3

 

أيها الناس:

 

أنا أملككم

 

كما أملك خيلى .. وعبيدى

 

وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى

 

فاسجدوا لى فى قيامى

 

واسجدوا لى فى قعودى

 

أولم أعثر عليكم ذات يوم

 

بين أوراق جدودى ؟؟

 

حاذروا أن تقرأوا أى كتاب

 

فأنا أقرأ عنكم..

 

حاذروا أن تكتبوا أى خطاب

 

فأنا أكتب عنكم..

 

حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر

 

فإنى بنواياكم عليم

 

حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى

 

فهذا عندنا إثم عظيم

 

والزموا الصمت، إذا كلمتكم

 

فكلامى هو قرآن كريم..

 

4

 

أيها الناس:

 

أنا مهديكم ، فانتظرونى

 

ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى

 

أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال

 

فى حب الوطن

 

فأنا صرت الوطنه.

المصدر: منشورات الشاعر و الناقد علاء البربري على فيس بوك
aladbwltarbia

أحمد المهني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2908 مشاهدة

ساحة النقاش

aladbwltarbia
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

146,095