جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
س 187 : إلى كم تنقسم المعاصي ؟
ج : تنقسم إلى صغائر هي السيئات ، وكبائر هي الموبقات .
س 188 : بماذا تكفر السيئات ؟
ج : قال الله تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً ) ( النساء : 31 ) .
وقال تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ( هود : 114 ) .
فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفّر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث : [ وأتبع السيئة الحسنة تمحها ]. ر واه أحمد والترمذي .
وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على المكاره ، ونقل الخطا إلى المساجد ، والصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان وقيامه ، وقيام ليلة القدر ، وصيام عاشوراء وغيرها من الطاعات أنها كفارات للسيئات والخطايا ، وأكثر تلك الاحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه يحمل المطلق منها ؛ فيكون اجتناب الكبائر شرطاً في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها .
س 189 : ما هي الكبائر ؟
ج : في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل : هي كل ذنب ترتب عليه حد ، وقيل هي كل ذنب أُتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله ، وقيل غير ذلك ، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها ؛ فمنها كفر أكبر كالشرك بالله والسحر ، ومنها عظيم من كبائر الإثم والفواحش وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ، والتولي يوم الزحف ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وقول الزور ، ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، وشرب الخمر ، وعقوق الوالدين وغير ذلك .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع .
ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة / من إتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد فإنه يجدها كثيرة جداً .
س 190 : بماذا تكفّر جميع الصغائر والكبائر ؟
ج : تكفّر جميعها بالتوبة النصوح قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً ، عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ) ( التحريم : 8 ) وعسى من الله محققة .
وقال تعالى : ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات ) ( الفرقان : 70 ) .
وقال تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجناتٌ تجـري من تحتها الأنهار ) ( الآيات آل عمران :135 ) وغيرها .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ الله أفرح بتوبة عبده من رجل نـزل منـزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ] . متفق عليه.
س 191 : ما هي التوبة النصوح ؟
ج : هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء : الإقلاع عن الذنب ، والندم على ارتكابه ، والعزم على أن لا يعود أبداً ، وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن فإنه سيطالب بها يوم القيـامة إن لم يتحللها منه اليوم ويقتص منه لا محالة ، وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيـئاً ، قال صلى الله عليـه وعلى آله وسلم : [ من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهـم إن كان لـه حسنات أخذ من حسناته وإلا أخـذ سيئـات أخيـه فطرحت عليه ] . رواه البخاري .
س 192 : متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس ؟
ج : قال الله تعالى : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبـون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً ) ( النساء :17 ) أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن كل شيء عصى الله به فهو جهالة سواء كان عمداً أو غيره ، وإن كل ما كان قبل الموت فهو قريب .
وقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ] رواه أحمد والترمذي . ثبت ذلك في أحاديث كثيرة ؛ فأما إذا عاين الملك وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرة النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذٍ ولا فكاك ولا خلاص ( ولات حين منـاص ) ( ص: 3 ) وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية : ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضـر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) ( النساء : 18 ) .
س 193 : متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا ؟
ج : قال الله تعالى : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) ( الأنعام : 158 ) .
وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها ] ( الأنعام: 158) ثم قرأ الآية .
وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأمهات وغيرها ، وقال صفوان بن عسّال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : [ إن الله فتح باباً قبل المغرب عرضه سبعون عاماً للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه ] رواه الترمذي وصححه النسائي وابن ماجة في حديث طويل .
س 194 : ما حكم من مات من الموحدين مصراً على كبيرة ؟
ج : قال الله عز وجل : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) ( الأنبياء : 47 ).
وقال تعالى : ( الوزن يومئذٍ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ) ( الأعراف : 8 ، 9 ) .
وقال تعالى : ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء ) ( آل عمران : 30 ) .
وقال تعالى : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمـون ) ( النحل : 111 ) .
وقال : ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توّفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) ( البقرة : 281 ) .
وقال تعالى : ( يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ، فمن يعمل مثقال ذرةٍ خـيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) ( الزلزلة : 6 ، 8 ) وغير ذلك من الآيات .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ من نوقش الحساب عذب ] فقالت له عائشة رضي الله عنها : أليس يقول الله : ( فسوف يحاسب حساباً يسيرا ) ( الانشقاق : 8 ) ، قـال : [ بلى إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب ] .
وقد قدمنا من النصوص في الحشر وأحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحسـاب والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس وتباين أحوالهم في الآخرة بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم وضدها من سابق ومقتصد وظـالم لنفسه ، إذا عرفت هـذا فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الأول من الصحابة والتابعـين لهم بإحسان من أئمة التفسير والحديث والسنة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات :
الأولى : قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبداً .
الثانية : قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار ، وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يوقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يوقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وتناديهم فيها قال : ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون . وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) - إلى قوله - ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) ( الأعراف : 46 ، 49 ) .
الثالثة : قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش ومعهم أصل التوحيد والإيمان فرجحت سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم ، فمنهم من تأخذه إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار إلا أثر السجود ، وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولغيره من بعده من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء الله أن يكرمه ، فيحد لهم حداً فيخرجونهم ثم يحد لهم حداً فيخرجونهم ثم هكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير ، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة من خير ، إلى أن يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء : ربنا لم نذر فيها خيراً . ولن يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ولو عمل أي عمل ، ولكن كل من كان منهم أعظم إيماناً وأخف ذنباً كان أخف عذاباً في النار وأقل مكثاً فيها وأسرع خروجاً منها ، وكل من كان أعظم ذنباً وأضعف إيماناً كان بضد ذلك ، والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : [ من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه ] . أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام واختلفوا فيه اختلافاً كثيراً : ( فهـدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ( البقرة : 213 ) .
س 195 : هل الحدود كفارات لأهلها ؟
ج : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحوله عصابة من أصحابه : [ بايعـوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهـو كفارة له ومن أصـاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه ] . متفق عليه .
يعني غير الشرك قال عبادة : فبايعناه على ذلك .
س 196 : ما الجمـع بين قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذ الحديث : [ فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه ] ، وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار ؟
ج : لا منافاة بينهما فإن من يشأ الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسّره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالعرض وقال في صفته : [يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول : عملت كذا وكذا فيقول : نعم ، ويقول : عملت كذا وكذا يقول : نعم فيقرره ثم يقـول : إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ] . رواه البخاري.
وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب وقد قال صلى الله وعلى آله وسلم : [ من نوقش الحساب عذب ] . رواه البخاري.
س 197 : ما هو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ونهانا عن اتباع غيره ؟
ج : هو دين الإسلام الذي أرسل به رسله ، وأنزل به كتبه ولم يقبل من أحد سواه ولا ينجو إلا من سلكه ، ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق وتفرقت به السبل .
قال الله تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ( الأنعام : 153 ) .
وخط النـبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطـا ثم قال : [ هذا سبيل الله مستقيماً ] ، وخط خطوطاً عن يمينه وشماله ، ثم قال : [هذه سبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه] ، ثم قــرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ) ( الأنعام : 153 ) .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصـراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخـاة وعل باب الصراط داع يقول : يا أيهـا الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعاً ولا تفرقوا وداعٍ يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيـئاً من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ، فالصراط : الإسلام ، والسوران : حدود الله ، والأبواب المفتحة : محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط : كتـاب الله ، والداعي من فوق الصـراط : واعـظ الله في قلب كـل مسلم ]. رواه أحمد والترمذي .
س 198 : بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه ؟
ج : لا يحصل ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسنة والسير بسيرهما والوقوف عند حدودهما وبذلك يحصل تجريد التوحيد لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) ( النساء : 69 ) .
وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون هـهنا تفصيلاً هم الذين أضاف الصراط إليهم في فاتحة الكتاب بقوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ( الفاتحة : 6 ، 7 ) .
ولا أعظم نعمة على العبد من هدايته إلى هذا الصراط المستقيم ، وتجنيبه السبل المضلة ، وقد ترك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته على ذلك كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ تركتـكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ] . رواه أحمد وابن ماجة.
س 199 : ما ضد السنة ؟
ج : ضدها البدع المحدثة وهي شرع ما لم يأذن به الله وهي التي عناها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] . متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة ضلالة ] . رواه أحمد والترمذي. وأشار صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى وقوعها بقوله : [ وستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ] .
وعينها بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ] . رواه الترمذي.
وقد برأه الله تعالى من أهل البدع بقوله ( إلا الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ) ( الأنعام : 159 ) .
س 200 : إلى كم قسم تنقسم البدعة باعتبار إخلالها بالدين ؟
ج : تنقسم إلى قسمين : بدعة مكفّرة ، وبدعة بدون ذلك .
س 201 : ما هي البدع المكفّرة ؟
ج : هي كثيرة وضابطها من أنكر أمراً مجمعاً عليه متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل ، والقول بخلق القرآن أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليــلاً وكلم موسى تكليماً وغير ذلك ، وكبدعة القدرية في إنكار علم الله تعالى وأفعاله وقضائه وقدره ، وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الأهواء ، ولكن هؤلاء منهم من عُلم أن عين قصـده هدم قواعـد الدين وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنبي عن الدين من أعـدى عـدو له ، وآخـرون مغرورون ملبس عليهم ، فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم وإلزامهم بها .
س 202 : ما هي البدعة التي هي غير مكفرة ؟
ج : هي ما لم تكن كذلك مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله كبـدعة المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ولم يقروهم عليها ولم يكفروهم بشيء منها ، ولم ينزعوا يداً من بيعتهم لأجلها كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها ، وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد . والجلوس في نفس الخطبة في الجمعة . وغيرها ، وسبهم بعض كبار الصحابة على المنابر ونحو ذلك ممـا لم يكن منهم عن اعتقاد شرعيته بل بنوع تأويل وشهوات نفسانية وأغراض دنيوية .
س 203 : كم أقسام البدع بحسب ما تقع فيه ؟
ج : تنقسم إلى بدع في العبادات وبدع في المعاملات .
س204 : إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات ؟
ج : إلى قسمين :
الأول : التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو والرقـص والصفق والغناء وأنواع المعازف وغيرها مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم : ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ) ( الأنفال : 35 ) .
والثاني : التعبد بما أصله مشروع ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلاً هـو في الإحـرام عبادة مشروعة فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرّمة ، وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي وكصيام يوم الشك وصيام العيدين ونحو ذلك .
س 205 : كم حالة للبدعة مع العبادة التي تقع فيها ؟
ج : لها حالتان :
الأولى : أن تبطلها جميعاً كمن زاد في صلاة الفجر ركعة ثالثة أو في المغرب رابعة أو في الرباعية خامسة متعمداً ، وكذلك إن نقص مثل ذلك .
الحالة الثانية : أن تبطل البدعة وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيـه كمن زاد في الوضوء على ثلاث غسلات ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل ببطلانه بل قال : [ فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم ] أخرجه النسائي وابن ماجه ونحو ذلك .
س206 : ما هي البدع في المعاملات ؟
ج : هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله كاشتراط الولاء لغير المعتق كما في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء ، قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؛ فحمد الله وأثنى عليـه ثم قال : [ أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطاً ليس في كتاب الله فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطـل ، وإن كان مائة شرط فقضـاء الله أحق وشرط الله أوثق ، ما بال رجال منكم يقول أحدهم : أعتق يا فلان ولي الولاء ، إنما الولاء لمن أعتق ] . متفق عليه.
وكذلك كل شرط أحل حراماً أو حرّم حلالاً .
ساحة النقاش