أبو سيرين الشافعى

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَة والمَوْعِظَة الحسنة

 

عندنا في منطقتنا أناس يقيمون احتفالاً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في ذكرى مولده ، ويعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس مثل البشر ، بل هو نور من نور الله الذاتي وهو حاضر وناظر في كل مكان، وأن يحضر بذاته في كل مجلس للاحتفال بميلاده ويسمع كلام المحتفلين به ، وأنه يحضر معهم ولذلك فهم يقومون ويقولون معـًا : يا نبي الله ، يا رسول الله ، يا حبيب الله سلام عليك ، وينادونه كالشخص الحاضر بينهم تمامـًا ، ويستغيثون به ويطلبون عونه فما حكم ذلك في الشريعة الإسلامية ؟ وهل هذا العمل صحيح أم لا ؟ وهل هو سنة أم بدعة أم ماذا ؟

الجـواب :
     الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
أولاً :
     إقامة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم وهدي خلفائه الراشدين وصحابته رضي الله عنهم ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ] .
ثانيـًا :
     اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كمثل البشر ، بل هو نور من نور الله الذاتي ليس اعتقادًا صحيحًا ؛ لأنه مخالف للقرآن فقد بين الله بشريته صلى الله عليه وسلم ، وما يمتاز به على البشر بقوله تعالى : ( قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إلهٌ واحد ، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربـه أحدًا ) (الكهف/110) ، والبشر مخلوقون كما قال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء ) (النساء/1) ، وقال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريبٍ من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ) (الحج/ 5) ، وقال تعالى : ( إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا * وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجـًا منيرا ) (الأحزاب/45-46) ، أما الله جل وعلا فهو الأول الذي لا بداية لأوليته بين ذلك بقوله تعالى :( هو الأول والخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) وسمى الله نبيه نورًا وسراجـًا منيرًا لما بعثه الله به من الهدى والنور الذي هدى الله به من أجاب دعوته عليه الصلاة والسلام ، كما قال تعالى :( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) (المائدة/15) .
ثالثاً :
    القول بأنه حاضر وناظر في كل مكان ، وأنه يحضر بذاته في كل مجلس ميلا د وهو يسمع كلام الحاضرين قول باطل لا دليل عليه من الكتاب ولا من السنة .
رابعـًا :
    أما نداؤه والاستغاثة به وطلبه المدد والنصر فهذا نوع من أنواع الشرك الأكبر الذي لا يجوز فعله معه صلى الله عليه وسلم ولا مع غيره من المخلوقات لقول الله تعالى :( فلا تدعو مع الله أحدًا ) (الجن/18) ، وقوله عز وجل : ( ومن يدع مع الله إلهـًا آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون )
فتاوى اللجنة الدائمة) .

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2011 بواسطة al3llama

ساحة النقاش

أبوسيــــــــــــرين الشافعـــــــــــــى

al3llama
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

131,363