حرب الاتهامات تتصاعد بين ساويرس والإخوان.. الجماعة تتهم مؤسس "المصريين الأحرار" بالطائفية والافتراء.. و"غزلان": ساويرس يهاجم الشريعة واعترف ب

ساويرس وغزلان

كتب محمد إسماعيل ومحمد حجاج

تصاعدت حدة بين جماعة الإخوان المسلمين ورجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، حيث وجهت الجماعة اتهامات عنيفة لـ"ساويرس" فى بيان صادر عنها، أكدت فيه أنه درج على نشر الافتراءات عن جماعة الإخوان، وأنه دعا بعد الثورة مباشرة إلى حذف المادة الثانية من الدستور، التى تنص على أن دين الدولة الرسمى الإسلام واللغة العربية هى لغتها ومبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، ورجع عن كلامه عندما وجد معارضة، كما أشارت الجماعة إلى أنه هاجم ارتداء النساء فى مصر للزى الإسلامى وهاجم بعض المظاهر الإسلامية بشكل ساخر، وعندما قاطع بعض المسلمين شركاته، عاد ووصف نفسه بالغباء.

وأكد بيان الإخوان أن ساويرس أسس الكتلة لمواجهة الإخوان المسلمين، ولجأ إلى الكنيسة لتأييد هذه الكتلة فى تصرف طائفى سافر، بحسب تعبير البيان.

واتهم بيان الإخوان ساويرس بأنه افترى على الإخوان فى حديث له مع صحيفة كندية، واتهمهم بأنهم يتلقون تمويلاً من قطر، واوضح البيان أن أحد أعضاء الإخوان تقدم ببلاغ ضد ساويرس إلى النائب العام، وذكر البيان أن ساويرس دعا الغرب إلى تمويل كتلته السياسية فى السر، ودعاهم أيضًا للتدخل لحماية الأقباط بعد أن صورهم – كذبًا – أنهم مضطهدون.
وأكد الدكتور محمود غزلان، المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان المسلمين، أن نجيب ساويرس تعدى حدوده، وذلك بعد ترديد الشائعات على خلفية الاتهامات التى وجهها ساويرس لهم بتلقى أموال من قطر والسعودية، وأن أمريكا تتغاضى عن التمويل الذى تحصل عليه التيارات الإسلامية فى مصر.

وقال المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان المسلمين، إن ساويرس دائماً ما يردد الأكاذيب على الإخوان، وكذلك القول بالافتراء عليهم من ناحية التمويل الخارجى، مشيراً إلى أن تمويل الجماعة من جيبوهم ومن أموال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف غزلان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ساويرس اعترف فى كلامه اعترافاً صريحاً بأن أمريكا تمول خصومه الإسلاميين، لإجهاض تحركهم المبنى على رغبة الشعب والديمقراطية، لافتاًَ إلى أن ساويرس دعا للتدخل الغربى فى شئون مصر، مشيراً إلى أن كلامه يفتقد إلى الحس الوطنى، قائلا، "كل من ينادى بالتدخل الغربى يفتقد للحس الوطنى".

وتابع، لو أن ساويرس يمتلك دليلاً واحداً ضد الإخوان بأنهم يتلقون تمويلات من الخارج يقدمه على الفور إلى الجهات الرسمية، قائلا، "اللى عنده دليل يقدمه ويشتكى، وكلامه مجهل تماما"، كما اتهمه بإثارة الفتن الطائفية باستمراره التحريض على المسلمين دائما، لافتا إلى أنه قال من قبل – أى ساويرس – إنه يدعم حزب الجبهة ويموله، والآن يمول "المصريين الأحرار" ضدنا، وكذلك الأحزاب الليبرالية، مشيراًَ إلى أن ساويرس أثار ذلك، بعد أن قال الشعب كلمته وأعطى للإخوان صوته فى الصندوق، وعزف عن الكتلة، بدأ يتبع الأكاذيب.

وعقب المتحدث الإعلامى باسم الجماعة على أقاويل ساويرس، بأن الجماعة زورت فى الانتخابات البرلمانية بالمرحلة الأولى، قائلا، "إنه يزعم ذلك"، مشيراً إلى أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات كذبه حينما قال إن المخالفات فى المرحلة الأولى كانت بسيطة للغاية ولا تؤثر فى العملية الانتخابية.

وأضاف غزلان، أن ساويرس دائماً ما يهاجم الشريعة الإسلامية، كما حدث من قبل واعتذر، ويحاول الآن جمع الكل ضد الإخوان المسلمين، وهو بذلك يسعى لإثارة النعرة الطائفية، عكس ما يسعى إليه الحرية والعدالة من تجميع الناس حول هدف واحد وهو مصر.

فى المقابل، اتهم أحمد خيرى، القيادى بحزب المصريين الاحرار، جماعة الإخوان بالغطرسة والتواطؤ مع المجلس العسكرى للحفاظ على بقائه فى السلطة أطول فترة ممكنة من خلال إفساد الوفاق الوطنى وإثارة حالة الشقاق بين القوى السياسية.

وأشار خيرى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن بلاغ الإخوان ضد ساويرس لا قيمة له من الناحية القانونية، نظراً لأن الجماعة كيان غير قانونى. وأضاف، "على حد علمى لا توجد جماعة رسمية اسمها الإخوان المسلمين بعد أن صدر قرار بحلها عام 1954".

واعتبر خيرى أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لإفساد التوافق الوطنى، وأشار إلى أن ممثلى حزب الحرية والعدالة انسحبوا من المجلس الاستشارى من أجل مصالحهم الخاصة وليس من أجل موقف مبدئى.

وتابع، "بيانات الإخوان فى الفترة الأخيرة تنضح بالغطرسة والتعالى وإيثار مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن ويتصرفون كما لو كانت مصر أصبحت إرثا لهم، مشيرا إلى أن الجماعة لم تلتفت لدماء الشهداء فى أحداث مجلس الوزراء، ولم ترَ فيها سوى أنها محاولة لوقف تقدمهم فى الانتخابات.

وأضاف، "لا يعنينا فى بيان الإخوان سوى الافتراء والادعاء بأن قوائم الحزب مدعومة من الكنيسة، وهو الأمر الذى ثبت كذبه ولا يوجد دليل واحد عليه، وفى المقابل نحن لدينا مئات الأدلة التى تثبت استخدام الإخوان للدين والمساجد، ويبدو أنهم افتعلوا كذبة قوائم الكنيسة لتبرير استخدامهم الفج للدين فى العملية الانتخابية".