<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

" بقلم الشيخ: مشهور فواز - محاضر في كلية الدعوة والعلوم الاسلامية - ام الفحم

جاء الاسلام وفريق من الناس ينكرون انسانية المرأة، وفريق آخر يرتابون فيها ، وغيرهم يعترف بإنسانيتها، ولكنه يعتبرها مخلوقا خلق لخدمة الرجل.

بينما نحن كمسلمين عندنا وثيقة الهية قد كرمت المرأة ايما تكريم وانصفتها أعظم إنصاف، وانقذتها من ظلم الجاهلية وظلامها، هذه الوثيقة هي القرآن الكريم الذي كرّم المرأة وانصفها انسانا وكرمها وانصفها انثى وكرمها وانصفها بنتا، وكرمها وانصفها زوجة، وكرمها وانصفها اما، وكرمها وانصفها عضوا في المجتمع.

فها هو القرآن الكريم يؤكد انسانية المرأة ومساواتها للرجل في اصل النشأة، فهما متساويان في الخصائص الانسانية العامة، متساويان في التكاليف والمسئولية متساويان في الجزاء والمصير.

وفي ذلك يقول القرآن الكريم { يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا}(النساء-1).

ونحن وإن كنا نقر ونعلم ان بعض المسلمين ظلموا المرأة في عصور شتى وحرموها حقها في التفقه في الدين والعمل في الدنيا وحرموها ما قرر لها الشرع من الذهاب الى بيوت الله للتعبد او التعلم وأجبروها على الزواج ممن تكره، وفرضوا عليها أن تظل عمرها حبيسة دارها.

ولكن ما حصل هذا وما وقع الا في ظل غيبة الوعي الديني الصحيح لما فرضه وأقره الاسلام للمرأة من حقوق.

وليس من شأن الحق وأهله أن نأخذ الاسلام بجريرة الجاهلية به والمعرضين عنه، فلا يؤخذ على الاسلام واهله في هذا الصدد أن أعرافا جاهلية في بعض المجتمعات الاسلامية،حلت محل نظام الاسلام وحكمه، لا سيما في كثير من القرى التي لا يزال سلطان الجهل مهيمنا عليها.

لذا عزمت على إعداد هذه العجالة السريعة من أجل عرض هذه الأعراف الجاهلية وأوضح فيها مدى سخافتها وبعدها عن هدي الاسلام وشرعه.

وانني أوصي بضرورة التحرر منها، بل أهيب بذوي السلطة والتدبير العمل على تطهير مجتمعاتنا الاسلامية منها ومن عواقبها.

ونحن في هذا الجهد المتواضع سنتعامل مع المضمون ولن نأسر أنفسنا لخداع الكلمات.

لن تعيش أبصارنا ببريق المصطلحات والرسوم، وإنما نبحث لبصائرنا عن غذاء الحقائق .. ولن نحاكم الادعاءات الا الى موازين المنطق والعدل بإذنه تعالى.

هذا وإن أصبت فمن الله وحده وإن اخطأت فمن نفسي وشيطاني.

اللهم لا تكلني الى نفسي فيما أكتب أو أرى.

*شـــــــــبهات وردود*

إن مجتمعاتنا تفيض بوقائع وعادات مجحفة بحق المرأة. وان الاسلام هو المتهم في ألسن المتحدثين عن المرأة وحقوقها، سواء من رجال المجتمع الغربي أو من سدنة المجتمع العربي عندنا.

بل إنهم عندما يتحدثون عن شيء من هذه العادات الجانحة، فإنهم لا يتحدثون عنها الا من حيث أنها- فيما يوهمون أو يتوهمون- مظاهر لما يقضي به الاسلام.

ولقد غدا من الأمور البديهية، أن هؤلاء الذين ينتقصون الاسلام من خلال ما يتظاهرون به من الدفاع عن المرأة وحقوقها، لا ينطلقون الى ذلك من غيره على المرأة وانما حقد ذاتي على الاسلام وأهله.

فإذا كان هذا هو الواقع المرئي، فالموضوع الذي يجب أن يعالج اذن ليس بقايا من عادات جاهلية موجودة فعلا، ولكن الموضوع هو:

هل صحيح أن الاسلام هبط بمكانة المرأة، وأنه هو المسؤول عن هذه العادات الجاهلية.

لذا فها أنا اضع بين يديك -أخي القارىء- افتراءات اجترأ عليها المبطلون في حق الاسلام، وعن مدى تكريم الله للمرأة من خلال شرائعه وأحكامه المنزلة، ثم بيان التقصير الذي يتحمله الجهال المتعصبون لعاداتهم البائدة المخالفة لشرع الله عز وجل، والالحاح على ضرورة مقاومة هذه المخلفات الآسنة التي تتحدى شرع الله وحكمه.

وسنجد كما ذكرت انها شذوذات عن الاسلام وعادات لا يؤيدها الدين الحق .. وان السياج الوحيد الذي يقي المجتمع من هذه الشذوذات انما هو هيمنة الوعي الاسلامي وصدق التمسك به والاحتكام اليه.

* الشبهة الاولى: شهادة المرأة وشهادة الرجل*

يختلط البعض فهم قوله تعالى في آية المداينة:{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى}.

فظن البعض أن هذا التفاوت في الشهادة بين الرجل والمرأة نقصا في انسانية المرأة او كرامتها.

وفي الواقع أن هذا التفاوت ليس لنقص إنسانية المرأة وكرامتها، بل لأنها بفطرتها واختصاصها لا تشتغل عادة بالأمور المالية والمعاملات المدنية.

انما يشغلها ما يشغل النساء-عادة- من شؤون الأسرة والبيت.

ومن ثم تكون ذاكرتها أضعف في شؤون المعاملات لهذا أمر الله تعالى أصحاب الدين إذا أرادوا الاستيثاق لديونهم أن يشهدوا عليها رجلين أو رجلا وامرأتين.

وعلل القرآن ذلك بقوله{ أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الاخرى}.

ولهذا يرى هؤلاء الفقهاء أنفسهم الأخذ بشهادة المرأة- ولو منفردة- فيما هو من شأنها واختصاصها كشهادتها في الرضاع والبكارة والثيوبة والحيض والولادة ونحو ذلك مما كان يختص بمعرفته النساء في العصور السابقة.

لذا اعتبار المرأتين في الاستيثاق كالرجل الواحد ليس لضعف عقلها، الذي يتبع نقص انسانيتها ، وانما هو لأن المرأة كما قال الاستاذ الشيخ محمد عبده:" ليس من شأنها الاشتغال بالمعاملات المالية ونحوها من المعاوضات، ومن هنا تكون ذاكرتها فيها ضعيفة، ولا تكون كذلك في الأمور المنزلية التي هي شغلها، فإنها فيها أقوى ذاكرة من الرجل، ومن طبع البشر عامة أن يقوى تذكرهم للأمور التي تهمهم ويمارسونها ويكثر اشتغالهم بها".

ويقول الأستاذ محمد شلتوت في كتابه (الاسلام عقيدة وشريعة) ص 213:" الآية جاءت على ما كان مألوفا في شأن المرأة ولا يزال أكثر النساء كذلك، لا يشهدن مجالس المداينات ولا يشتغلن بأسواق المبيعات، وإذا كانت الآية ترشد الى أكمل وجوه الاستيثاق وكان المتعاملون في بيئة يغلب فيها اشتغال النساء بالمبايعات وحضور مجالس المداينات، كان لهم الحق في الاستيثاق بالمرأة على نحو الاستيثاق بالرجل متى اطمأنوا الى تذكرها وعدم نسيانها على نحو تذكر الرجل وعدم نسيانه.

* الشبهة الثانية: حديث ناقصات عقل ودين ..*

هذا أيضا واحد من المتكآت التي يعتمد عليها المتقولون على الاسلام وشرعته، اذ يوهمون ان الشربعة الاسلامية رسخت مبدأ اللامساواة بين الرجل والمرأة وهبطت بمكانة المرأة الى مستوى الدون.

فقد وجدوا في حديث من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بغية نادرة رأوا انها قد تحقق آمالهم في تكريه الاسلام الى المرأة وحملها على التحرير من أحكامه وقيوده ..

وهو ما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجمع من النساء في حديث طويل :" ... ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن".

* الشرح والتحليل لهذا الحديث وإزالة الوهم في فهمه:

ان هذا الحديث لا يركز على قصد الانتقاص من المرأة بمقدار ما يركز على التعجب من قوة سلطانها على الرجال.

حيث انه من المقرر علميا في علم النفس التربوي، ان المرأة أقوى عاطفة من الرجل وأضعف تفكيرا منه، وان الرجل اقوى تفكيرا من المرأة وأضعف عاطفة منها.

وقد تشذ هذه السنة الربانية فتجد في الرجال من يتصفون بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الرقيقة والضجر من القضايا الفكرية العويصة، فيعد ذلك شذوذا في الرجال وقد ترى مظهر هذا الشذوذ في النساء ، فتبصر فتاة راقدة العواطف والوجدان، وذلك ايضا لدى العلم يعتبر شذوذا مخالفا للقاعدة والأصل.

فهذا الحديث يصف المرأة بضعف التفكير ثم يصفها في الوقت ذاته بالسيطرة على الرجل والقدرة على التحكم به. فالرسول صلى الله عليه وسلم وجّه كلامه هذا الى النساء على وجه المباسطة، كما يقول احدنا لصاحبه: قصير ويأتي منك كل هذا الذي يعجز عنه الآخرون !!.

وفي ذلك تقول الكاتبة الألمانية -استرفيلاد- في كتابها ( حق الرجل في التزوج بأكثر من واحدة )ص 34:" بالنسبة للنساء فإن بإمكانهن بسط سلطتهن على الرجال وذلك بالتحكم في غرائزهن الجنسية مما يجعل الرجال تابعين لها، وبما أن النساء في أغلب الأحيان هنّ أضعف جسميا وفكريا من الرجال، فإنهن يستطعن اضافة الى امكانية امتناعهن جنسيا عنهم ان يلفتوا انتباه الرجال اليهن بمثابتهن مواضيع رعاية".

وتمضي فتؤكد هذه الحقيقة على ألسنة النساء قائلة:" والمعروف في النساء قولهن: ان الرجل الذي ابتغيه هو ذاك الذي باستطاعته ان يكون قادرا على حمايتي وهو لن يقدر على ذلك الا اذا كان أطول قامة وأقوى بنية وأشد ذكاء مني .."هذا وقد أوردت مجلة العلوم الأمريكية

- Scientific American - في عدد مايو ايار 1994 بحثا تحت عنوان :" الفوارق في الدماغ بين الجنسين" حيث قررت علميا وجود الاختلاف بين الجنسين،وعزت ذلك لأسباب هرمونية تؤثر في تكوين المخ في كل من الفريقين لا الى اسباب بيئية او اجتماعية.

اي ان الاختلاف ناشىء عن اسباب عضوية في مخ كل من المرأة والرجل.

كما ان دراسة قامت بها مجلة " الريدرز دايجست" تحت عنوان " لماذا يفكر الأولاد تفكيرا مختلفا عن البنات؟".

جاء في هذه الدراسة : ان تخزين المعلومات والقدرات في الدماغ يختلف في الولد عنه في البنت، ففي الفتى تتجمع القدرات الكلامية في مكان مختلف عن القدرات الهندسية والفراغية، بينما هي موجودة في كلا فصي المخ لدى الفتاة... ومعنى ذلك ان دماغ الفتى اكثر تخصصا من مخ اخته، وهذا ما يفسر أن أغلب المهندسين المعماريين من الذكور دون الاناث.

ثم قالت الدراسة: وبإمكان أن يشذ فرد من هذا الجنس او ذاك عن القاعدة امر لا يلغي القاعدة في ذاتها ...

نخلص بنتيجة أن المرأة تشغل جزئين من أقصى المخ عند الكلام بينما يستعمل الرجل فصا واحدا مما يجعله أكثر تخصصا ودقة في ضبط الكلام،لأن الجزء الآخر قد تخصص عند الرجل لوظيفة الذاكرة فلا يحدث لديه التشويش في الذاكرة عند الكلام.

اذن قد آن للذين يتبرمون بإسلام ويمارسون حرفة هابطة مكشوفة في التقول عليه، يجلجلون بهذا الحديث في الاواسط النسائية خاصة، ويطيلون ألسنتهم بالنقد عليه ، ان يلجموا ألسنتهم عن النقد ويصغوا اليه بالاحترام والقبول ان لم تقل بالاستسلام والتقديس !!

بقي أن أبين بعد ذلك ما المقصود بنقصان الدين !

ان نقص الدين يراد به في الحديث قلة التكليفات الدينية. وذلك لأن المرأة خفف الله عنها بعض الوظائف الدينية وأسقطها عنها فهي لا تكلف بالصلاة أثناء الحيض، كما لا تكلف بها أثناء النفاس ولا تكلف بقضاء شيء منها بعد ذلك.

كما أسقط عنها تلاوة القرآن في الفترات ذاتها. ولكن دون ان ينقص شيء من أجرها سبب ذلك.

فالأمر ليس عائدا الى تقصير منها ولكنه عائد الى تخفيف من الله عنها.

فالمرأة توصف في هذه الحال بأنها ناقصة دين اي ناقصة التكاليف الدينية.

ومعاذ الله ان يكون المعنى انها مقصرة في دينها اذ ليس لها اي اختيار في امر فرضه الله عليها.      

=======================

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 91 مشاهدة
نشرت فى 14 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

ساحة النقاش

اكرم السيد بخيت (الطهطاوي)

akramalsayed
ثقافي اجتماعي ديني »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

861,295