جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الطب المكمل والطب البديل: ما معنى هذا؟
وماموقف مريض السكري منه ..؟
مروراً بالأعشاب ، والوخز بالإبر … لقد أصبح الطب البديل يزداد شيوعاً وأزداد شعبيه … لكن يجب أن تتعلم مبادئه (فلسفته) وطُرقه لكي تكون على بينة من أمرك ..!
لنبدأ بداية تقليدية !!... عندما كان المرء … طفلاً ويُصاب بمرض من الأمراض مثل الإنفلونزا أو إلتهاب بالصدر ، أو تعرض لكسر بالساق كان في الغالب … يأخذه والده إلى المستشفى حيث يتلقى العلاج وتنتهي القصة. اما عندما أصبح الإنسان بالغاً وتقدم به السن ، فبالإضافة إلى أنه لا زال يستشير الأطباء ، إلا أن هناك تداخل من قِبل أصدقائه ، حيث يقترح عليه أصدقائه الطب البديل ، الذي لم يسمع عنه من قبل ، وكأن الأمر محسوم ، أي إما أن يستعمل الطب البديل ... أو ... أن يبقى بعلله طوال حياته ، ومن أمثلة الطب البديل … الوخز بالإبر ، الأعشاب ، والطب الأيورفيدا (ayurveda) و طب الهوميوباثي (Homeopathy).
والآن ما هي الطرق العلاجية في الطب البديل ؟ هل هذه الطرق آمنة وغير ضارة ؟ هل لها مفعول فعلاً ؟ من الأفضل أن تتعلم مبادئ طرق علاج الطب البديل ، ودائماً ... ودائماً أ ُخبر طبيبك بالطب البديل الذي سوف تستعمله.
ما هو الطب البديل ؟ وما هو الطب المكمّل؟
الطريقة النموذجية لعلاج الأمراض هي الطب التقليدي المتعارف عليه ، وهو الطريقة النموذجية لعلاج الأمراض لأنه مبني على دراسات دقيقة وأبحاث كثيرة للتأكد من فاعلية الأدوية وطرق العلاج وعامل الآمان. والطب البديل عبارة عن طريقة لا تُستخدم عادة في الطب التقليدي، مع مراعاة نقطة هامة هو أن بعض طرق الطب البديل يتم دراستها بدقة وفي حالة ثبوث فاعليتها فإنها تَنضم تلقائياً إلى الطب التقليدي بعد أن تمر بعدة مراحل كإستخلاص المادة الفاعلة وتنقيتها ودراستها وتجربتها ... إلخ. إذن:
▪ الطب البديل: يُنظر إلى هذا الطب ، كطب بديل ويُغني عن الطب التقليدي ، فبدلاً من أن تستشير طبيبك ، عليك بالذهاب إلى الطب البديل مثل الهوميوباث (Homeopath) أو النات يوروبات (Naturopath).
▪ الطب المكمّل: المكمّل للطب التقليدي ، أي أن طبيبك قد يقوم بإضافة شيئ ما إلى الطب التقليدي لمساعدتك في الشفاء من دائك مثل بعض طرق الإسترخاء كالـ (تاي شيTai Chi) والتدليك في بعض حالات التوتر النفسي والقلق.
▪ الطب التكاملي: هذا عبارة عن طب تقليدي + طب مكمّل ، في الحقيقة الأطباء أصبحوا على معرفة بأن الطب البديل والطب المكمّل أصبح شائعاً لدرجة أن حوالي نصف المرضى من الذين يقومون برعايتهم يتجهوا إلى الطب البديل أو الطب المكمّل. فوجب عليهم أن يهتموا بهذا الأمر جيداً. هذا الأمر جعل بعض المؤسسات للرعاية الصحية تدمج بعض أنواع الطب المكمّل إلى الخطط العلاجية التي توفرها للمرضى ولكن بصورة إستثنائية ، كما أن بعض مدارس الطب أصبحت تضيف في مناهجها مفهوم الطب الغير تقليدي ، وكلما أثبت الطب المكمّل أو الطب البديل فاعليته .. كلما تم دمجه مع الطب التقليدي ، وهذا ما يُعرف بالطب التكاملي... فأنت تمارس في الطب التكاملي إذا قررت إضافة طب مكمّل للطب التقليدي ، على سبيل المثال أنك تعاني من زيادة نسبة الدهون بالدم ووصف لك الطبيب دواء الستاسين (statin) وهو الدواء الشائع إستعماله في علاج زيادة نسبة الدهون بالدم ثم قررت أن تضيف زيت السمك (الذي يحتوي على نوع من أنواع الدهون الغير مشبعة وموجودة بكثرة في الأسماك وهي مفيدة للجسم) ، فأنت في هذه الحالة تمارس بما يُعرف بالطب التكاملي. ولكن على أية حال إذا أردت أن تضيف أي نوع من أنواع الطب البديل أو الطب المكمّل لدوائك فمن الأفضل أن تستشير طبيبك أولاً ، وذلك تفادياً للمشاكل التي قد تطرأ من تناول الطب البديل أو الطب المكمّل.
ما هي مبادئ الطب المكمّل والطب البديل ؟
معظم المتخصصون في الطب البديل والطب المكمّل يعتمدوا في عملهم على مبادئ مشتركة ، بعض هذه المبادئ مشابها لمبادئ الطب التقليدي والبعض الآخر منها يختلف تماماً. والفلسفات الأساسية التي يتبناها هؤلاء المتخصصون في الطب المكمّل والطب البديل هي:
▪ الوقاية مفتاح الصحة الجيدة:...وهذا الكل متفق عليه ،... فعلاً الوقاية خير من العلاج.
▪ جسمك له القدرة على أن يشفي نفسه بنفسه !: يرى بعض المتخصصون في الطب البديل أنهم عبارة عن عوامل مساعدة فقط ، كل ما يفعلونه هو إعطاء الفرصة للجسم لكي يُشفي نفسه بنفسه ، وذلك ببعض الأدوية التي يقترحونها عليك.
▪ التعليم والشفاء معاً يد بيد !: وهذه الفلسفة لا تختلف كثيراً عن سابقتها إلا أن المتخصص في هذا المجال يعتبر في نفسه أنه القدوة والمعلم وبإمكان أن يوجهك إلى الطريقة التي تُمكن جسمك من أن يُشفي نفسه بنفسه.ببعض التوجيهات والمهارات.
▪ العلاج بنظرة شمولية: الطب التقليدي ليس لدية هذه الرؤية (نسبياً) أقصد إذا كان على سبيل المثال تعاني من إلتهاب بالرئة ، فالطبيب التقليدي يقوم بوصف المضاد الحيوي المناسب لعلاج هذه الإلتهابات وتُشفى وتنتهي القصة ، أما المتخصصون في الطب البديل المتبننون لهذه الفلسفة يرون أن التركيز ينبغي أن يكون على علاج المريض ككل وبنظرة شمولية أكبر ، إعتقاداً منهم بأن الصحة الجسدية والعقلية ، والعلاقات الأخرى والإحتياجات الروحانية ، كلها مترابطة بعضها البعض وهي التي تلعب دوراً أساسياً في الصحة العامة. فوجب التركيز عليها جميعها.
......... إذن وبعد معرفة بعض الفلسفات التي يتبنونها المهتمون بالطب البديل والطب المكمّل ... لنرى بعض الأمثلة لهذا الأنواع من الطب.
ما هي الأمثلة للطب المكمّل والطب البديل ؟
قامت بعض المعاهد الصحية بتصنيف الطب المكمّل والطب البديل وذلك للمساعدة في فهم هذاه الطرق المستخدمة في هذه الأنواع من طرق العلاج. ولكن بالرغم من وجود هذه التصنيفات إلا أن التمييز بين الطرق المستخدمة في العلاج على أرض الواقع ليست بالوضوح الموجود في هذه التصنيفات، فعلى سبيل المثال الطب الصيني التقليدي يمتاز بمزيج من الطب المكمّل والطب البديل ، وكذلك بعض التقنيات التي تستخدم في الطب البديل بالإمكان أن يتم وضعها في عدة تصنيفات ، على سبيل المثال الأكوبريشر (Acupressure) فهذه التقنية ربما تندرج تحت تصنيف اللمس والتدليك أو ربما تندرج تحت تصنيف الطاقة العلاجية. على كلٍ الأصناف التي تستخدم في العلاج المكمّل والبديل هي:
1- الأنظمة الشافية: وهو عبارة عن محموعات كاملة من النظريات والتطبيقات العملية ، فالتطبيق العملي لهذه الأنظمة لا يعتمد على شيئ واحد فقط مثل الماساج (Massage) أو دواء معين ، بل يوجد تداخل بين هذه الأشياء العلاجية وعوامل أخرى لمساعدة الجسم للتماثل للشفاء أي أن هذه الأنظمة مبنية على فلسفة معينة ألا وهي قوة الطبيعة أو وجود طاقة بداخل الجسد تمكن الجسد من أن يشفي نفسه بنفسه. معظم هذه الأنظمة الشافية ظهرت قبل الطب التقليدي.
ومن أمثلة الطب البديل والطب المكمّل التي يندرج ضمن هذه الأنظمة الشافية الآتي:
▪ الأيورفيدا (ayurveda).
▪ الهوميوباث (Homeopath).
▪ النات يوروبات (Naturopath).
▪ الطب القديم(Ancient medicines).
2- إرتباط الجسم بالعقل:الطرق التي تستخدم في هذا التصنيف تعتمد على تقوية الإرتباط بين العقل والجسم ، والمتخصصون في هذا المجال يٌشيروا إلى أنه يوجد هناك توافق بين هذين العنصرين (الجسم والعقل) للمحافظة على الصحة العامة. ومن أمثلة هذا التصنيف الآتي:
▪ التأمل.
▪ اليوجا.
▪ التنويم المغناطيسي.
▪ طرق للإسترخاء وبعض الفنون الأخرى مثل الشعر، والموسيقى، والرقص
▪ الإرتجاع البيولوجي (Biofeedback): وهو ببساطة محاولة السيطرة بإستخدام التركيز على بعض الوظائف الحيوية ، مثل نبض القلب !.. والشعور بالآلام وحركة الأمعاء ....وغيرها.
3- المواد الغذائية والعلاج بالأعشاب: وهذا النوع من الطب البديل أو المكمّل يعتمد على بعض المواد الغذائية الهامة والنباتات الطبيعية ... وصحيح أن هذه المواد طبيعية وأن إستخداماتها مجرّبة منذ سنوات كثيرة مضت ... ولكن إنتبه قد تحدث مضاعفات نتيجة الإستعمال السيئ لهذه الأعشاب والمواد الأخرى ... ولمعرفة بعض أمثلة الأعشاب والمواد الموجودة في هذه الأعشاب وبعض المواد الغذائية ( فوائدها ومضارها ) يُفضل الإستعانة بإحدى الكتب المتخصصة في هذا المجال أو البحث بالإنترنت على المواقع الموثوق بها وذلك للإطلاع وزيادة المعرفة.
4- اللمس والتدليك: في هذه الطريقة كل ما يُعتمد عليها هو اللمس والتدليك من قِبل المتخصص ، لبعض الأماكن بالجسم ( المحددة ) ومن أمثلة الطرق التي تندرج ضمن هذا التصنيف هي:
▪ اللمس والتدليك لتقويم العمود الفقري.
▪ تدليك الجسد أو ماساج ( Massage ).
▪ الأكوبريشر(Acupressure)
▪ أوستيوباثي (Osteopathy) و الكرانيال أوستيوباثي (Cranial osteopathy).
5- الطاقة العلاجية: بعض المتخصصون في الطب البديل والطب المكمّل في هذا المجال.. عندهم إيمان .. بأن هناك سريان لطاقة غير مرئية بداخل جسدك ! وأي عامل يعيق سريان هذه الطاقة أو يسبب في عدم توازنها ، فإن هذا الأمر يؤدي إلى إعتلال الصحة وحدوث المرض.
تضاربت التسميات لهذه الطاقة من بلد لآخر .. فمنها ما يُطلق على هذه الطاقة التشي (Chi) أو برانا (Prana) أو قوة الحياة (life force) . إذن إذا إستطعنا أن نزيل العائق لممرات هذه الطاقة الغير مرئية أو نستطيع أن نعيد التوازن لهذه الطاقة الغير مرئية فإن الأمور ستسير إلى الأفضل والشفاء من الأمراض وارد. وكل متخصص في هذا المجال له طريقته الخاصة لإزالة العوائق لممرات الطاقة أو لإعادة التوازن لهذه الطاقة ، فالمتخصصون بالإبرة الصينية يرون أن زرع الإبر في نقاط محددة وهي النقاط التي تقع في ممرات الطاقة الغير مرئية ، يرون أن زراعة هذه الإبر يودي إلى رجوع الطاقة إلى وضعها الطبيعي وتتم عملية الشفاء. إذن من أمثلة الطاقة العلاجية الآتي:
▪ الوخر بالإبر (مثل علاج بالإبرة الصينية)
▪ العلاج باللمس
▪ الريكي (Reiki)
▪ العلاج بالمغناطيس.
▪ العلاج بممرات الجاذبية والتقاطب
▪ العلاج بالضوء.
هل الأطباء التقليديين يعارضوا فكرة الطب البديل أو الطب المكمّل ؟
الكثير من الأطباء التقليديين لا يعارضوا فكرة الطب البديل أو الطب المكمّل. ولكن معظم الأطباء التقليديين لم يمارسوا هذا النوع من الطب في حياتهم المهنية العملية ولم يتلقوا التدريب على الطب البديل أو الطب المكمّل ، ثم أن الطب التقليدي كما أسلفت الذكر هو الطب النموذجي المبني على الأبحاث والتجارب العملية ، كما أن الأطباء التقليديين يشتغلوا في واقع ملموس ويرون نتائج عملهم تسير بنهج علمي لا غبار عليه. فبالتالي معظم الأطباء لا يستريح إلى الحديث والنقاش في مفاهيم الطب البديل والطب المكمّل. على أية حال ... في حال ثبوث فاعلية أي نوع ( الثبوث العلمي المبني على الأسس العلمية المتعارف عليها) فإن إدماج هذا النوع إلى الطب التقليدي .. لن يجد أية معارض له. وصحيح أن الطبيب التقليدي لا يستريح للحديث في الطب البديل ولكن على المريض الذي يرغب في أخذ أو إتباع إحدي طرق الطب البديل فعلية أن يُخبر طبيبه بذلك الأمر .. وذلك تفادياً لحدوث مضاعفات نتيجة الطب البديل.
ثم أن هناك أمر آخر يجعل الطبيب التقليدي يزداد شكاً في الطب البديل والطب المكمّل ، والأمر هذا هو إدعاء الأطباء المتخصصون في الطب البديل وبصورة ... وبصورة مبالغ فيها أنهم الأقدر على شفائك من الأمراض .. بل.. والبعض منهم يأمرك بأن تترك علاج طبيبك التقليدي وإستخدام الطب البديل فقط !.. تذكر أن بعض طرق علاج الطب البديل قد تؤذيك .. فأنتبه.
القاعدة العامة تُشير إلى أن الطب البديل أو الطب المكمّل قد يُفيد وقد يُضر وللتأكد يجب أن يخضع هذا النوع من الطب إلى الدراسات المبنية على الأسس العلمية الحديثة للتأكد من نتائج الطرق المتبعة في هذا المجال.
لماذا لا يوجد أدلة علمية على صحة الطب البديل أو الطب المكمّل ؟
من أهم الأسباب لعدم وجود أبحاث جدية لدراسة الطب البديل والطب المكمّل هو التكلفة العالية التي تحتاجها الأبحاث العلمية في مجال الطب. معظم الحكومات وشركات الأدوية تُسخر مواردها المالية لتغطية الأبحاث الطبية المهتمة بإختبار الأدوية وبعض الطرق العلاجية في الطب التقليدي لما للطب التقليدي من فوائد ملموسة. ومعظم المتخصصون في الطب البديل أو الطب المكمّل لا يجدوا من يمول أبحاثهم ، ولهذا السبب نرى قلة الأبحاث في مجالات الطب البديل والطب المكمّل. ولكن على العموم يوجد هناك بعض الأبحاث الجارية حالياً في بعض مجالات الطب البديل لمعرفة الطريقة المفيدة من عدمها ... مثل أبحاث على بعض الأعشاب ,وأبحاث على اليوجا (Yoga) . كما أن هناك بعض الدول التي أصبحت تُقنن الطب البديل والطب المكمّل. وذلك لمساعدة المرضى في الإختيار المناسب للطب البديل الذي يتناسب مع طبيعة المرض للشخص.
دائما أُخبر طبيبك بالعمل الذي ستقوم به إذا أردت أن تستعمل الطب البديل أو الطب المكمّل. (أسئل طبيبك عن الفوائد والضرر الذي ربما يحدث).
فمرض السكر لا يحتمل أي خطأ ، فإذا أردت أن تستعمل الطب البديل ، فيجب أن تُخبر طبيبك بالذي سوف تقوم به ، أما بخصوص حقنة الإنسيولين فإنه ممنوع ..ممنوع أن يتصرف بها أحد إلا الطبيب المعالج لك.
وأعلم أن الطب البديل أو الطب المكمّل ليس بديلاً عن الطب التقليدي ولكن ربما يكون تكاملي. وأنصح كل مريض بأن يبحث عن طبيب متخصص في علاج مرض السكر يثق به (طبيب تقليدي طبعاً) ولا يقوم بأي عمل له علاقة بمرضه إلا بعد إستشارة طبيبه وأخذ الإذن منه.
مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك
الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب
ساحة النقاش