مقالة نقدية: [بين الومضة و"الهايكو" رباعيات]
.."الهايكو" فن من فنون القول أقرب إلى الشعر منه للنثر، يعبر فيه الشاعر عن أحاسيس جياشة بأقصر تعبير، ويلتقط صورا للطبيعة متناغمة مع شعوره، حدده اليابانيون حسب لغتهم بمقاطع، وباللغة العربية بسطور، وهي لا تتعدى الأربعة حسب "الرباعيات" التي نقلها العرب عن الفرس قبل "الهايكو" بسنين.
..والومضة أحسبها كذلك مثل الرباعيات، فالوميض هو خفة البرق، ويستعار به الخفة والدقة بحيث كملتقط لصورة عابرة ينبغي أن يكون الشاعر.
..أتعجب كيف لا يزال النقد الأكاديمي يبالي بالشكل في كل الفنون، فيركز على التفريق بين الهايكو والومضة كما دأب التمييز بين الرواية و القصة بالطول وبعدد السطور، بيد أنه يسهل التصنيف بالمضمون.
..قد يعجز عن التصنيف بين الفنون من اعتاد القياس بعد السطور، في نفس الوقت يتم الحفاظ عن المظهر بالتخلي عن الروح، فيصبح بدل شعراء بناؤون ونجارون وخياطون...
والحل بسيط هو الرجوع للقياس بالشعور.
_حسين الباز/المغرب_