كتبت / صفاء جلال
قال تجار إن أسعار الأرز الأبيض ارتفعت محليا إلى مستوى 6200 جنيه للطن وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة. وأشارت تقارير وكالات أنباء عالمية إلى ارتفاعات متوقعة فى أسعار الأرز فى الدول الكبرى المنتجة بشرق آسيا. ووفقا للبورصة، قال محمد معوض، رئيس شركة مضارب البحيرة، إن الشركات طالبت القابضة للصناعات الغذائية باستيراد كميات من الأرز قبل بداية شهر رمضان للحد من الارتفاعات المستمرة فى الأسعار. تابع معوض ان مضارب القطاعين العام والخاص طالبوا برفع سعر توريد الأرز للشركة القابضة للصناعات الغذائية من 4750 جنيه للطن إلى 5200 جنيه للطن بحد أدنى والكميات التى تحتاجها الشركة خلال شهر رمضان تبلغ 50 ألف طن. وأشار مجدى الوليلى عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات إلى ارتفاع أسعار الأرز الهندى إلى 4700 جنيه للطن مقارنة 4000 جنيه للطن خلال الشهر الماضى متوقعا ارتفاع استمرار زيادة الأسعار بسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه. وأشارت وكالة أنباء رويترز فى تقرير لها أمس إلى أن بيانات وزارة الزراعة الأمريكية تتوقع انخفاض مخزونات الأرز فى أكبر ثلاث دول مصدرة له «الهند وتايلاند وفيتنام» بنحو 30% فى نهاية 2016 لتصل إلى 19 مليون طن، وهو أكبر انخفاض سنوى منذ 2003. وقد شهدت آسيا موجة جفاف شديدة تنذر بخفض الإنتاج العالمى للأرز هذا العام للمرة الأولى منذ عام 2010. حيث اجتاحت موجة حر الهند أكبر مصدر للأرز، بينما تواجه تايلاند ثانى أكبر مورد له موجة جفاف للعام الثانى. ويهاجم الجفاف أيضا مساحات واسعة من الأراضى الزراعية فى فيتنام ثالث أكبر مورد للأرز مع نضوب مياه الرى المستمدة من نهر الميكونج. وتساهم الدول الثلاث بأكثر من 60% من تجارة الأرز العالمية الذى يقارب حجمها 43 مليون طن. وقد شهدت أسعار الأرز المحلى ارتفاعات متتالية منذ بداية العام الحالى رغم وفرة المحصول 2.4 مليون طن أرز أبيض، فى حين لا يزيد حجم الاستهلاك المحلى على 1.3 مليون طن إلا أن اتجاه التجار الى تخزين الأرز أدى إلى ارتفاع الأسعار بصفة مستمرة خاصة فى ظل فشل 3 مناقصات عالمية ومحلية أجرتها هيئة السلع التموينية بسبب رفض الهيئة للأسعار المقدمة من خلال المناقصات، والتى تراوحت بين 355 دولارا فى المناقصة الأولى و390 دولارا فى المناقصة الأخيرة. وتراوحت أسعار الأرز التيلاندى 389.50 دولار للطن خلال الشهر الماضى بزيادة 13% عن أدنى مستوى له فى ثمانى سنوات البالغ 344 دولارا، الذى سجله فى سبتمبر الماضى. ويتوقع التجار زيادات جديدة فى الأسعار بحلول يونيو المقبل إذ ليس من المتوقع أن تنتج الهند محصولا كبيرا قبل سبتمبر المقبل، ولن تنتج تايلاند محصولها الرئيسى قبل نهاية العام. ويتوقع مجلس الحبوب العالمى وصول إنتاج الأرز فى العام الجارى 473 مليون طن انخفاضا من 479 مليونا فى 2015 بما يمثل أول انخفاض فى ست سنوات. ولم يبلغ المحصول الرئيسى السابق فى تايلاند سوى نصف الذروة، التى بلغها الإنتاج قبل سنوات قليلة، وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية انخفاض الإنتاج بأكثر من20% إلى 15.8 مليون طن هذا العام. وفى فيتنام قالت الحكومة: إن الإنتاج قد ينخفض 1.5%هذا العام إلى 44.5 مليون طن، بينما تبلغ الصادرات 8.7 مليون طن وتدرس بعض الدول الآسيوية أيضا زيادة الواردات. ومن المتوقع أن تسجل إندونيسيا قفزة فى مشتريات العام الجارى بنسبة تزيد على 60% لتصل مليونى طن مقارنة مع مستواها قبل سنوات قليلة. وتشترى الصين أكبر مستورد فى العالم نحو خمسة ملايين طن سنويا، ومن المتوقع أن تستمر على هذه الوتيرة. ويتوقع مجلس الحبوب العالمى أن يقل إنتاج الصين فى 2016 عن حجم الاستهلاك للعام الثالث على التوالى. وقال مصطفى النجارى، رئيس لجنة الأرز بالمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن أسعار الأرز لن تنخفض قبل بداية الموسم الذى سيبدأ فى شهر أغسطس المقبل مطالبا بضرورة تدخل الدولة مع بداية الموسم والإعلان عن شراء الأرز من المزارعين بسعر عادل لضمان عدم ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه. تابع النجارى: أن ارتفاع أسعار الأرز المحلية أدى إلى تراجع الصادرات خلال الموسم الذى بدأ فى أكتوبر الماضى حيث لم تتجاوز صادرات الأرز 40 ألف طن فى ظل ارتفاع سعره الأرز المصرى إلى 800 دولار بسبب رسم الصادر المفروض عليه، ويبلغ 2000 جنيه مقابل كل طن يتم تصديره.