كتبت صفاء جلال
حمل استقبال السيسي للمحتجزين الإثيوبيين العائدين من ليبيا بمطار القاهرة، عدة رسائل للشعب المصري، الأثيوبي، الإفريقي، العربي، بل والعالم كله، حيث قام الرئيس السيسي باستقبالهم بنفسه، ما آثار تساؤلات عدة حول الجهود التي بُذلت من الجانب المصري في المفاوضات مع الخاطفين الليبيين. وقال الدكتور أيمن السيد عبدالوهاب المتخصص في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام بالدراسات السياسية والاقتصادية، لـ"الوطن"، إن ما فعله السيسي اليوم يحمل عدة دلالات والتي من بينها الآتي: 1ـ التأكيد على دور مصر وريادتها وقوتها والمسؤولية التي تحملها ليس فقط تجاه العالم العربي أوالإفريقي بل أنها دولة تتحمل المسؤولية تجاه العالم كله. 2ـ كما أن ما حدث اليوم يحمل رسالة مباشرة للمجتمع الإثيوبي، أن مصر تقف بجانبهم وعلى استعداد كامل للوقوف بجانب الشعب الإثوبي قبل الحكومة الإثيوبية. 3ـ تغيير وجهه نظر الرأي العام الإثيوبي في مصر، الذي قضي سنوات يهاجم مصر ونظامها في كافة وسائل الإعلام ظنًا منه أن مصر تريد إلحاق الضرر بهم. 4ـ هذا التحرك المصري والمفاوضات التي جرت بينها وبين الجانب الليبي المسلح للإفراج عن هؤلاء السجناء يعطي فكرة للقيادة الإثيوبية أن مصر دولة صديقة تريد تعاون مشترك وليس عداء. 5ـ نبذ مصر للإرهاب وكافة أشكاله لأي انسان في العالم، بصرف النظر عن جنسيته، أو لونه، أو ديانته، وبعث رسالة طمأنة للجانب الإثيوبي أولًا، والعالم ثانيًا، أن مصر تقف ضد الإرهاب والجماعات المسلحة. 6ـ صرف نظر الاتحاد الأوروبي عن أن الإرهاب يتمثل في "داعش" وجماعة أنصار بيت المقدس فقط، كما أنه ينحصر في دولتين فقط وهما الشام والعراق، بل أن الإرهاب تغلغل في ليبيا ويجب التصدي له فورًا. 7ـ كما أن الدلالة الأخيرة هي أن الأحداث السياسية التي مرت بها مصر مؤخرًا لم تضعفها، بل جعلتها أقوى مما كانت عليه، واستطاعت مصر إجراء مفاوضات ليتم الإفراج عن المحتجزين الإثيوبين بسلام دون ذبح أو قتل مثلما رأينا في الشهور الماضية.