<!--
<!--<!--
أكتوبر شهر النصر..سادات القرار..وجندي الفجر..!!
دراسة للروائية ..مديحة مجدي
كلما توالت السنون وتباعدت العقود عن أكتوبر النصر أقتربنا من أكتوبر العزة أكثر نحن أبناء مصر وأجيالها لسنا وحدنا بل وكل بقاع الوطن العربى .. فما من فضائية عربية إلا وتتحدث فى كل مناسبة عن عظمة تلك الحرب .. وذلك لأسباب كثيرة يمر بها وطننا العربى وأكثر تلك الأسباب دامية .. فمع مرور السنوات يظهر ذلك الكيان البغيض فى وجهة القبيح بدعم أمريكى ومساندة اللوبى الصهيونى الذى تغلغل اكثر وأكثر فى الحكومة الأمريكية ومنذ وزير الخارجية الأمريكية ذلك اليهودى ( هنرى كيسنجر ) فى زمن أكتوبر العظيم .. يكفى أن بعد سنوات قليلة لا تتعدى الست سنوات وبعد أكتوبر النصر أطلقت صحف اسرائيل ذاتها ومنها معاريف وأيدعوت احرنوت وهمولام وكدونيكل وغيرها أن ديان هو القائد العار ! أن ديان يتحدث ويتحدث أكثر مما يفعل .. ماذا يفعل ديان فى فندق ( وان ) ليلة المعركة ؟ .. وبدلاً من النظرات التى كانت تتحدث عن الصهيونية وذراعها الطويل ورجل الشرطة فى الشرق الأوسط نجد رجل المخابرات الاسرائيلى ( فيكتور ستروفسكى ) يصدر كتاباً حاولت اسرائيل منعه ولكنه صدر بلغات عدة بعنوان ( بطريق الخداع ) والذى كان وحده لطمة لكل من ساند اسرائيل .. ناهيك عن اسرائيل نفسها التى توالت فيها سقوط الأقنعة وتوالت بعد ذلك الكتب بل والدراسات عن تلك الصفعة المصرية يوم أكتوبر العظيم .. وأبداً لن ننسى ارئيل شارون ذلك الصقر القديم من مجموعة صقورها التى تهاوت عندما أشار فى إحدى أحاديثة قبل عدة سنوات أنه يستطيع أن يدمر مصر عندما قال له صقر العرب فى حرب اكتوبرعزة العرب محمد حسنى مبارك وبالحرف الواحد وعلى الهواء مباشرة .. زمن 67 لن يعود .. وكانت بلهجة حاسمة فكان مبارك هو السبب فى إصدار كتاب ( عندما سقطت السماء فوق اسرائيل ) نعم وبلا شك ففى الساعة الثانية تماماً من السادس من اكتوبر كانت السماء تمطر الجحيم فوق رؤوسهم .. يقول رجل الموساد ( فيكتور ستروفسكى ) يالها من ساعات غيرت مفاهيم العالم تجاه اسرائيل !! .. فعندما كان رئيس الموساد الإسرائيلى يتحدث إلى الصحافة ووكالات الأنباء بعد الظهر وكان يوم عيدهم ( كيبور ) عن عملية التصفية الجسدية لرجال المقاومة الفلسطينية بعد حادث ( استريلا ) بروما حيث خطط فدائيو فلسطين لإسقاط طائرة ( جولدامائير ) فى الجو وفشلت العملية فى آخر لحظة .. تقدم منه رجل وأعطاه قصاصه ورقية .. وعندما قرأها الأخير أمتقع وجهه وهرول مسرعاً إلى مقر رئاسة الوزراء حيث كان إجتماعاً لرئيسة الوزراء بعد أن تناولوا الغذاء فى المطعم المقابل .. ويعطى ( الياهو ) الورقة فتطالع كلماتها فى ذهول وتقول فى صرخة .. يا إلهى .. بينما أمتقع وجه ( ديان ) فلقد كان مكتوب فيها ( لقد بدأت الحرب ) !! .. وتقول صحيفة الصنداى تايمز فى اليوم التالى .. اسرائيل تواجه أزمة .. وتقول الواشنطن بوست .. اسرائيل على حافة الهاوية .. هذه ( جولدامائير ) التى كانت تكره كل ما هو عربى مثل مؤسس كيانهم فى 15 من مايو 1948م ( مناحم بيجن ) الذى كان تلميذاً لقائدهم الأكبر ( هيرتزل ) الذى عقب إجتماعه الشهير 1898م ليقول انه يريد منهم اى تلامذته الصهاينة .. أن تكون دولتهم من نيل مصر إلى فرات العراق .. والتى قالت عن السادات أبداً لن تحارب .. وكان القرار وكانت اللطمة وكانت الضربة الجوية الموجعة التى تدرس للآن فى الأكاديميات العسكرية فى دول عديدة .. فلقد كانت القيادة المصرية بارعة فى التخفى كما يقول رجل الموساد ( دافيد اليعازر ) فمن التقارير التى أمامه يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973م وتلك التقارير التى تحسب على المصريين حتى أنفاسهم تقول .. أن قائد سلاح الجو المصرى محمد حسنى مبارك سيشرف صباح الغد أى 6 أكتوبر على التدريب فى 6 مطارات عسكرية .. كما أن الرئيس السادات سيرسل غداً أيضاً بعثة إلى الأرجنتين لتهنئة الرئيس ( بيرون ) بتولى الرئاسة .. وتقول التقارير أن الهدوء يسود القصر الجمهورى المصرى .. ولقد أرسلت تلك التقارير من شقة بالزمالك من اسرائيلية كانت تعمل فى القوات الجوية الاسرائيلية قبل ان تلتحق بالموساد .. ولكن تلك الإسرائيلية العراقية كانت تعمل لصالح مصر .. بل أن الشقة كانت هدية من المخابرات المصرية والتى عاشت فيها حتى توفيت عام 1995م ودفنت بالقاهرة .. ماذا كان يفعل ديان فى فندق ( وان ) ليلة الحرب ؟ .. أما تلك الجمعة فى تل أبيب فقد أرتاحت ( جولدامائير ) من تلك التقارير الاسترخائية من مصر .. وكانت قد عادت لتوها من النمسا بعد زيارتها لأبنتها سارة .. تلك التقارير التى جعلت ( موشى ديان ) يقابل صديقته ( راجيل ثورن ) والتى كانت لتلك الصداقة فضيحة مدوية فجرتها زوجته فيما بعد فى فندق (وان ) بتل أبيب فى الظهيرة وتجتمع وزارة ( مائير ) بعد ظهر الجمعة وبعدها تقول بالحرف الواحد ( مازال السادات فى حالة اللاحرب ) .. من هو الجندى الذى دخل القاعدة الجوية المصرية فجراً ؟ .. هذا التكتم وهذه البراعة هى التى جعلت رجل فى ملابس جندى نفر يسير على قدمية إلى قاعدة جوية فى غرب القاهرة ويقول كلمة السر لجندى الحراسة .. ويهرب الأبطال فى داخل القاعدة حيث كانوا يتناولون سحورهم .. فهذا الجندى لم يكن إلا قائد سلاح الجو محمد حسنى مبارك .. بل تلك البراعة فى التخفى والإستعداد جعلت القيادة العليا للقوات المسلحة تبعث برقية فى صباح السبت السادس من أكتوبر إلى كل الوحدات بالسماح للإجازات ولكن كان مع كل منهم مظروف لابد أن يفتحه وكان مكتوب به عد بسرعة إلى وحدتك العسكرية .. هذه هى مصر أكتوبر التى لم يطأ أرضها معتدى إلا وكانت أرضها ناراً تحت قدميه وسماؤها جحيماً فوق رأسه .. ( أم مرجم ) التى أطاحت بعقول الصقور فى اسرائيل .. أبداً لن ننسى ولن ينسى العالم أجمع تحطيماً لأسطورة الجيش الذى لا يقهر .. منذ متى جيشهم لا يقهر ! او كان لهم جيش ؟ فلقد جاءوا إلى أرض فلسطين متسللين وفى سرية واستولوا على المعدات الحربية التى تركها لهم الجيش الإنجليزى عند انسحابه لتحقيق وعد بلفور عام 1917م .. وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود توافد اليهود بداية من ( دافيد بنجربون ) وعصائبهم وأشهرها الهاجانات وحتى إنسحاب بريطانيا المتآمرة فى ليلة 15 مايو 1948م .. وكانت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد من الزعامة العربية مع الأسف حيث واجهت جيوش عربية لا يتعدى عددها العشرون ألف مجتمعة عصابة مدبرة على مدى الثلاثين عاماً وتبلغ قوتها الستون ألفاً فلقد أخذت فلسطين بالحيلة والخداع .. كا اعدت اسرائيل لضرب مصر فى الخامس من يونيه 1967م قبلهل بسنوات وسنوات ولكن عندما تكون المبادرة الحربية المصرية أصبح القائد الأسطورة ديان ( العار ديان ) كما تذكر صحفهم .. فأبداً لن ينسى شارون ثغرة السويس التى كانت مصيدة بحق لتدميرهم عن آخرهم .. وقد أعلنها الرئيس السادات وأعترف بذلك كل الخبراء العسكريين فى العالم بل ودونت ثغرة شارون فى المراجع العسكرية على أنها إستعراض قاتل لقوة عسكرية واهية تسمى إسرائيل .. كما أننا لن ننسى أبطالنا أبناء مصر بناة الحضارة منذ فجر التاريخ ولن ننسى الزعيم الراحل سادات الحرب والسلام .. وبطل الضربة القاصمة صقر العروبة محمد حسنى مبارك .. ومازالت الكتب والإصدارات العسكرية فى بطونها الكثير والمذهل لحرب رفعت رأسنا عالياً وإلى الأبد .. وكل عام وقواتنا المسلحة ومصرنا بخير .. المراجع .. عندما سقطت السماء فوق اسرائيل – محمد فيصل بطريق الخداع – فيكتور ستروفسكى حرب أكتوبر – دكتور حمدى الطاهرى أكتوبر فى الشرق الأوسط – حاييم وايزمان