تقرير : غادة أبو لبن
يُعد (الإنترنت) من أبرز مظاهر التقدّم العلمي في مجال الاتصالات الحديثة، ولا يكاد بيت يخلو منه تقريباً، والإنترنت تندرج تحته عدّة عناوين أيضاً، تأخذ شكل التواص الاجتماعي من جانب، وتبادل المعلومات من جانب آخر، فالعالم أضحى معه قرية صغيرة، بل بيت واحد متعددة غرفه؛ وذلك لسهولة وسرعة الحصول على المعلومة ونقلها ونشرها، والإنترنت ليس خير كله، وفي المقابل ليس شر كله، فهو وسيلة تتعدد جوانب استخدامها، فله فوائد ويترتب عليه أضرا ر في ذات الوقت. فوائد الإنترنت سرعة الحصول على المعلومة. عدم تكلفة الحصول على المعلومة. تسهيل علمية البحث على عند طلاب المدارس والجامعات. عمل متابعات لقضايا حيوية ومهمّة بشكل جماعي وفردي. تشجيع المبادرات الشبابية، وذلك في الكثير من القضايا التي تهم الشباب، كقضايا وطنية أو اجتماعية. تسهيل التواصل الاجتماعي بين الأقارب والأصدقاء، بل على مستوى العالم كله. قيمة ثقافية عالية، تتمثل في غزارة المعلومات وتنوّعها في ذات الوقت. منطلقاً لتنمية الهوايات، وتحقيق الإبداعات. أضرار الإنترنت إضاعة الوقت، ولا سيّما عند من ليس لديهم برنامج واضح أو خطة، أو أهداف محددة في تعاملهم معه. فيه مجال ومتسع للانحطاط القيمي والأخلاقي، من خلال منظومة المواقع الإباحية، وتلك القريبة منها، فقد انتشرت هذه المواقع انتشار النار في الهشيم، وبصورة كبيرة جداً. منفذ سهل للأعداء، حيث ينفذون من خلاله إلى شباب الأمة، وذلك بنشر قيمهم الخبيثة ومبادئهم الهدامة من جانب، ومن جانب آخر التجسس على شباب الأمة ومقدّراتها. فيه متسع للتحايل الهادف إلى الإسقاط الأخلاقي والقيمي. ملتقى لبعض العناصر الإجرامية والمتطرّفة، لأهداف عرقية، أو عقدية مزعومة. انعزال الفرد عن المجتمع، والمحيط الحيوي، من حوله بسبب الإدمان على مواقعه المتعددة. الكسل والخمول، وقتل الحيوية والنشاط، وذلك لجاذبية المواقع المتنوعة سواء من ناحية الألعاب، أو التواصل الاجتماعي، أو الثقافة العامة. الحد من قيمة الكتاب الحضارية؛لتوفر البديل في الإنترنت من خلال تحميل الكتب، وبطرق مختلفة، سواء على أجهزة الحاسوب، أو أجهزة الهاتف المتعددة، ورغم إيجابية ذلك إلا أن للكتاب قيمة رمزية، وحضاريّة حقيقيّة لا يمكن الاستغناء عنها، فللمكتبة في المنزل قدسية خاصة عند من يعرفها ويدركها. يشجع على تفشي ظاهرة الكذب، ولا سيّما في مواقع المحادثات الجماعية؛ لما فيه من شيوع ظاهرة الأسماء المستعارة، التي خلفها العديد من علامات الاستفهام. الإنترنت أيضا يتسبب أحياناً في بث روح العداء، وتسميم العلاقات الاجتماعية، بسبب الاستخدام السيّئ له، ولا سيّما في شبكات التواصل، فكم من مشاكل ونزاعات قد حدثت بسببه التواصل بين الجنسين مثلاً. الإنترنت كغيره من الوسائل التي لها استخدام مزدوج، فمناط تحقيق الاستفادة، مرتبط بالمستخدم، والضرر المترتب عليها كذلك، فالمستخدم يملك إرادته الحرة، يوجه بوصلته للمسار الصحيح.