كتبت : مروة عبد الحكم
إن المجتمع في ظل مايمر به من تحديات وتطلعات لمستقبل
أفضل أخذ يشعر بأجراس الخطر تدق عليه من جديد
وتنبئه بوجود فئة هى ليست بالقليلة تدق على أبوابة
وتنذر بعواقب جسيمة إذا تغافلها المجتمع أكثر من ذلك
هذه الفئة هم "أصحاب الإعاقات كما كان يطلق عليهم فى الماضى
أو ذوو الاحتياجات الخاصة فى العصر الحديث" بقلم: مروة عبد الحكم
كيف تعامل المجتمع الإسلامي مع هذه الفئات :
قد ضرب المجتمع الإسلامي أروع الأمثلة فى احتواء هذة الفئات على يد قدوتنا ومعلمنا سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم "حيث كان يقول صريحا أن ما حل بإخوانهم من بلاء لاينقص قدرهم ولاينال من قيمتهم فى المجتمع فهم جميعا سواءلاتفاضل بينهم الا بالتقوى .ومن أمثلة العلماء المسلمين الذين كانوا يعانون من إعاقات ومع ذلك أصبحوا أعلاما ينصرون الدين بالقول والفعل مثل (أبان بن عثمان (كان لدية ضعف فى السمع ومع ذلك كان عالما فقيها .
)محمد بن سيرين (كان ذو صعوبة سمع شديدة ومع هذا كان راويا للحديث ومفسرا للرؤى .
"تعريف الإعاقة طبقا لمنظمة الصحة العالمية "
تعرف الإعاقة بأنها حالة تحد من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التى
تعتبر أساسية فى الحياة اليومية كالعناية بالذات أو ممارسة العلاقة الإجتماعية والنشاطات الإقتصادية..
وفى صدد ذلك يشير" أول تقرير عالمى حول الإعاقة الى أن أكثر من مليار نسمة فى العالم يعانون من شكل ما من أشكال العجز وهم يشكلون نسمة 15 % من سكان العالم تقريبا ( أى شخص معاق فى كل 7 أشخاص).
وسيستمر عدد المصابين بالعجز فى الإرتفاع بسبب شيخوخة السكان وتفاقم المعاناة من الحالات الصحية المزمنة
فى العالم.كما أشار هذا التقرير على أن الإعاقة تكثر فى البلدان النامية حيث بلغت نسبة الإعاقة فى هذه البلدان تتراوح
(مابين 4.9%-4,0% ) وذلك حسب بيانات الإسكوا (ESCWA,2014).
حيث يواجه المعاقون فى الدول العربية صعوبات جمة منها صعوبة الوصول للتعليم أو صعوبة المشاركة
فى سوق العمل .ومن الملاحظ أيضا أن أعلى نسبة للإعاقة أن فى هذه الدول العربية كانت فى السودان (4.9%) وفلسطين بنسبة (4.6%)حسب بيانات الإسكوا ( ESCWA,2014) .
"دور المجتمع فى الحد من الإعاقة "
لاشك أن لكل مجتمع فلسفته الخاصة الذى يتعامل بها مع أفراده والتى تؤثر بطبيعة الحال عليهم بالسلب أو بالإيجاب .
فاللمجتمع دورا محورى للحد من الإعاقة ليس فقط من خلال رفع الشعارات الواهية وإنما بإدماج هؤلاء الأشخاص فى الحياة وعدم النظر لهم بدونية والعمل بشكل كامل على التوعية وتغير الثقافات السائدة تجاه هؤلاء الأفراد .
فإذا نجح المجتمع فى ذلك فنحن إذن سنكون أمام (هلين كيلر) "أعجوبة المعاقين "
هى أمريكية كانت مصابة بالعمى والصم والبكم من صغرها ورغم ذلك تعلمت الكتابة والنطق ثم تعلمت اللغات
الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية .ودخلت الجامعة وتخرجت وتفرغت للكتابة والتأليف ولها كتب وقصص ومقالات ومن مؤلفاتها : قصة حياتى .ومن الشىء الذى يثير الدهشة ايضا !
عندما يتحدى شخصا إعاقته ليس فقط لكى يلبى احتياجاته وإنما أيضا ليلبى ويحكم شعبا
ذلك الشخص هو (الرئيس الامريكى فرنكلين روزفلت ) :هو الرئيس الثانى والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية ولد عام 1882 تخرج من كلية هارفارد ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا أصيب بشلل عام 1921 ورغم ذلك واجه الأمور بشجاعة ومثابرة الى أن انتخب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1932 .
وفى ختام الأمر نود أن نشير إلي هذه الفئة هى ليست بالقليلة .فضلا عن أن تهميش هذه الفئة أو شعورها بالدونية سيؤدى
بنا حتما إلى أن تعلو بهم الصرخات التى سوف يترسخ بداخلهم نوعا من التوحش ورغبة الانتقام من مجتمعة الذى دائما
ما كان يقلل من شأنه.
"أنا إنسان"أنا إنسان ولكن لى ظروفا خاصه
لست بمفردى بل معى رفاقى من كل مكانا وفى كل زمان...
إعاقتي ليست مصدر ألم لمجتمعى وإنما هى إشراقة أمل أبعث بها
لكل إنسان يساعدنى أن أعيش فى مجتمعى بكل أمان ...)
صرخة إنسان فى عالم النسيان