مرآة وظل
فجرٌ جديدْ
يُولدُ من رَحِمِ العتمةِ
والقرصُ الذهبىُ
يتربع على
عرش النهار منفرداً
واثق الخطى بين المجراتْ
يدنو من الأرضِ
يلثم جبينها
وما بين الأحضان والقبلاتْ
يسكن أطراف الزمانِ
فى حجرته المتهالكة الجدران
أمام مرآته التى يشطرها
نهرٌ عظيم المنبعِ
مشتت المصباتْ
يسوى هندامهُ
يتفرسُ رحلة الزمانِ
فى ربوع وجههِ
يتحسس تلك الوديان المتراميهْ
إيهِ أيها الزمانُ
ما أعظمك من نحاتْ
يستعطف خصلات الشعر الأبيض
أن تتوارى لحظاتْ
فما أجداه الاستعطافُ
ولا أسعفته التوسلاتْ
تناول قنينة عطرِه راودها
يتوسم بضع قطراتْ
انطلق يطوى الأرضَ
إلى ميعادْ .. ينظر الى جوارهِ
يتفحص ظلهُ .. يمعن فيه التأملاتْ
وهناك عند بائع الجرائدِ
تناول الجريدة يتصفحها
لم يقرأ حرفاً
وما استوقفهُ الخطُ الأحمرْ
حلم الوحدة العربيهْ
أصبح من الذكرياتْ
وعلى امتداد البصرِ
وثبت نظراتهُ .. أَطْلَقَ
لها العنان تقوده اليها
تحرك بضع خطواتْ
تلعثم وتراقصت على شفتيهِ
حروف الأبجديةِ
تلك كانت فيهِ
أسوأ العاداتْ
تشجع فناداها سيدتى
أنا من قلتُ فيكِ بالأمسِ شعراً
أنا من كتبتُ فيكِ قصائد حتى
جف القلمُ
ونَضُبَ معين الكلماتْ
أبغي الرضا سيدتي
أبغي عشقاً يعيد تكوينى
أبغي معك عمراً .. لا فرق عندى
دقائقٌ كان أو ساعاتْ
لم تُعِرْهُ اهتماماً
وَامْتَطَتِ الرحيلَ
كأنها تفر خوفاً
من فقرهِ الأبدىْ
من خجلهِ السرمدىْ
كأنها تفر خوفاً
من أحلك اللعناتْ
****
ثم عاد يناديها
حقاً أعانى الفاقةَ سيدتي
ولا أملك حُمُرَ النعمِ
لكن قلبى مدينةُ حبٍ ورديهْ
وروحى مملكة عشقٍ
ملكتِ فيها
العرش والتاج والصولجانَ
فلا تجعلى
روحى أطلالاً منسيهْ
وكأنها لم تسمع حرفاً
فراحت تحُث الخُطى
خلفتهُ وراءها
بقايا قصيدةٍ شعريهْ
وفى مفترقٍ للطرق
تباطأت خُطاها
وتبسمت عيناها
وَاسْتَسْلَمَتْ هناكَ
لكلماتِ غزلٍ هزليهْ
عاد يتأبطُ ظِلهُ
تَلُفُهُ خيبة الأملِ
يتمتم
(سَبكناهُ كُنا نحسبُهُ لُجيناً
فكشف الكِيرُ خَبَثَ الحديدْ)