كنت في حوار فكريّ مع أحد أصدقائي ، تجاذبنا فيه أطراف الحديث عن موضوع الكتابة الإبداعية وأثرها في تغذية الفكر ورقي المشاعر والأحاسيس و التواصل الفكري مع الآخرين فسألت صديقي:
لماذا توقفت عن إبداعاتك الأدبية التي تميزت بها؟ فجاءت إجابته مقتضبة بإيجاز شديد وقال : إنني لا أشعر بالرغبة في الكتابة وحدث صمت ، ثم طغت على ذهني مجموعة من الأسئلة ،ما سبب ابتعادنا عن الكتابة ؟هل هو فتور ؟ أم شعور بالملل؟ أم عدم رغبة في الكتابة؟ أم نكون قد وصلنا إلى درجة التشبع من ممارسة هذا العمل أو مررنا بتجارب محبطة .
برغم أن عشق القلم والقرطاس لايضاهيه عشق فهو يبث فينا رغبة الكتابة بمغازلة الأفكار و حياكة الموضوعات المرصعة بالقيم والسلوكيات السليمة بلغة بسيطة وأسلوب ممتعة مريح للقارئ مدعما بالدليلين: الفكري والعاطفي
و قد يكون ابتعادنا عن الكتابة هي حالة من الانطفاء الفكري التي نمر بها أونشعر نحوها بإحساس غريب وهي حالة نفسية يتعرض لها أي إنسان سواء كان مُرسِل أو مستقبل .
ولمعالجة هذه الظاهرة السيكولوجية نحتاج لهدوء وراحة فكرية ونفسية ،يعقبها مثير يحرك فينا الرغبة والشوق لمصاحبة القرطاس والقلم يليه تعزيز مادي و معنويا يفجر الطاقة الإبداعية الخاملة؛ ليخرجها إلى بؤرة الشعور فتبث فينا الحياة والروح بعد انطفاء لحظي وتفتح شهيتنا للإبداع في مغازلة الأفكار وحياكة الموضوعات الراقية المثمرة . و هذا التعزيز يكون عن طريق القراءة والمناقشة والحوار والاتصال المباشر وغير المباشر مع الآخرين و المشاركة الإيجابية في أنشطة ثقافية فكرية متنوعة تجدد شحن بطارية الإبداع بأفكار قيمة وأهداف نبيلة راقية تزرع الأمل في القراء وتعزز الثقة لدى الكاتب وترفع روحه المعنوية فتجعله يحتضن قرطاسه وقلمه وتعود بينهما المحبة والوئام ليبدع وينتج وينسج أجمل ثياب التواصل الفكري مع محبيه