جلس بعيدا عن الأعين المحدقة على الجانب الشرقى من النيل ، ...
أخرج من جيبه علبة السجائر "المعفصة" وعلبة الكبريت أيضا ،.....
أشعل سيجارته وسرح مع دخانها المتطاير ،و....
دس يده مرة أخرى داخل بنطلونه الجينز ذا اللون الكالح وبصعوبة
إلتقط
موسى الحلاقة الجديد وابتسم بمرارة واضحة ...
فض غلاف الموسى بتأن ِِ ،وضع السيجارة بين شفتيه وأمسك عليها
جيدا ،...
أزاح"استيك" الساعة الرقمية للخلف ، أغمض عينيه الدامعتين
وضغط بحد الموسى على أوتار اليد المعروقة حتى تفجر الدم و...
ابتسم بنفس المرارة مخفيا ألمه رغم إرتجافة شفته السفلى ..
- الحكاية سهلة خالص
غمس إصبعه فى الجرح الغائر ووضعه فى فمه الفاغر وتذوق الدم
وبصق
-طعم الدم حادق
......
عاملى فيها راجل يا بن ال..
انته طالع لإمك ... يا مره
قرص الشمس يحاول الإفلات من قيد السحاب الداكن و...
علّى الطلاق بالتلاته إن ما طلعت بره بيتى لأضربك بعيار
......
طعم الدم لازال حادقا حتى بعدما اختلط بدخان السجائر والدموع
...
تجلط الدم ....
أمسك بالموسى مرة أخرى وقطع فى مكان أخر ،اندفع الدم يجرى
على الصخرة التى كان يجلس عليها
توالت الصور تجرى ايضا ...
أمسك بالموسى مرة أخرى وربما مرات ...
عاد لايرى الشمس ...
تلاشت صورة الأب الممسك بالبندقية العتيقة ،...
تلاشت صورة الأم المغلوبة على أمرها .....
مازال الدم يجرى على الصخور مكونا نهرا صغيرا يصب فى النهر
الكبير
صورة إخوته الصغار بأيديهم الموسى.... دمهم يسرى على الصخور
فى نفس مكانه .... انهار صغيرة من الدم تصب فى النهر الكبير
تغير لون الكون ... نهر النيل اصطبغ بلون الدم
مرة اخرى ظهر الاب يلوح ببندقيته العتيقة
شيئا فشيئا تلاشت كل الصور والمشاهد ،
ارتخت أهدابه على صورة الشمس تعانى قيد السحاب الداكن