حب الانسان لوطنه من منظور اسلامى
إن حب الإنسان لبلده ولوطنه شئ فطري لدي الإنسان تغني به الشعراء وكتب عنه الفلاسفة والحكماءمنذ فجر التاريخ وهو شئ محمود ومطلوب طالما هذا الحب سيترجم لأفعال إيجابه كالإخلاص في العمل وخدمة مصالح البلد والعمل علي إزدهاره والخوف عليه من الفتنه والخراب فالحب يصنع المعجزات كما يقولون،وهذا يتماشا مع الغاية التي خلق الله الإنسان لأجلها بعد عبادته وهي (( إعمار الكون ))
ولقدضرب لنا رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم المثل في حب الوطن عند خروجه من مكه قائلاً ” والله إني لأعلم أنك أحب بلاد الله الي الله وأحب بلاد الله الي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ""”
أماالعصبيه القـــبلية فإنها ليست من الإسلام في شئ فقد ساوي الإسلام بين عبيد مكه وأشرافها وأغنيائها وفقرائها وآخي بين المهاجرين والأنصار وبين العرب ومواليهم من الفرس والروم
ورسولنا صلي الله علية وسلم منذ أربعة عشر قرنا أخبرنا أن هناك ثلاث من الجاهليه لم يدعها المسلمين
فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:-
“ثلاث لم تزل بإمتي ( 1 ) التفاخر بلإحسا ب والأنساب ( 2 ) والنياحه علي الميت ( 3 ) والإستسقاء بالأنواء”
وعندما سمع رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بأن هناك رجلان يفتخران بأنسابهما فقال : " دعوها فإنها منــتنه""”
ليس من العيب أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه
للتعارف يقول الله تعالى: ( ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )
ولكن الخطأ أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر أو يتخذه سبب للتعالي والتكبر علي الآخرين
فالمعيار فقط حدده رب العلمين بقوله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير)
وعن جابر رضي الله عنه أن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع قَائلاَ ”
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلا لأحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاّ بِالتَّقْوَى )))
إخواني وأحبتي في الله الفخر والعز بالإسلام فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ولو طلبنا العزة في غيرة أذلنا الله
فهل نفع أبولهب نسبه الهاشمي القرشي وهل أضر بلال بن رباح المولي الأسود الحبشي
يقول الحق تبارك وتعالي : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا )ً
[آل عمران : 103]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والي أن نلتقي مرة أخري أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاء عبدالحق
المصدر: علاء عبدالحق
نشرت فى 15 أكتوبر 2011
بواسطة akhbar
شبكة ساقية دار السلام الإليكترونية
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
58,952