ماذا تفعل إذا كنت تملك قطعة أرض.. وفجأة يدق على بابك زائر غريب بالطبع سترحب به وبدون أدنى مقدمات يعرض عليك مالا وفيرا مقابل أن تبيع له أرضك فتجيب طلبه بالرفض لان أرضك في الأساس غير معروضة للبيع وقبل أن يغادر منزلك تكتشف أن هذا الغريب يهودي ؟ هذا بالتحديد ما يحدث كل عام على أرض مصرحيث ينتهز بعض اليهود فرصة السماح لهم بإقامة مولد حاخامهم المزعوم "أبو حصيرة" ويطرقون أبواب المصريين ويغرونهم بالمال طالبين شراء الأرض التي تحيط بقبر الحاخام اليهودي "أبو حصيرة" في دمنهور مقابل خمسة ملايين للفدان ورغم أن الأهالي يقابلون هذا العرض بالرفض تبقى أسئلة عديدة تبحث عن إجابات لها .

من هو أبو حصيرة ؟
ربما لم يلق صاحب مقبرة كل هذا الجدل حول تاريخه.

فهناك من يقول أن أبوحصيرة اسمه الحقيقي يعقوب وكان يهوديا، وعمل اسكافي بمدينة دمنهور أوائل هذا القرن، وتوفي وتم نقل رفاته إلي مقبرة اليهود بقرية دمنيوه، وتلمح هذه الرواية إلي أنه اعتنق الاسلام قبل وفاته..

رواية أخري تقول أن أبوحصيرة أو يعقوب أبوحصيرة هاجر من المغرب إلي القدس وكان معه حصيرة هي كل متاعه من الدنيا، وعند وصوله إلي الاسكندرية قرر التوقف لزيارة أقاربه، وبعد أسبوع قامت ثورة عرابي عام 1882 ولم يستطع السفر فقرر البقاء وشاعت عنه أخبار الصلاح، وعندما توفي تم دفنه في أحد أطراف القرية وكتب علي قبره 'هنا يرقد رجل صالح جاء من المغرب عائدا الي التراب.

.. رواية ثالثة تؤكد أن صاحب القبر هو مسلم بدليل إنشاء المقابر علي الطريقة الاسلامية المتبعة في مصر... وأن صاحب المقبرة هو محمد بن يعقوب، ويصل نسبه إلي الفاتح العربي طارق بن زياد.. وان لقب أبوحصيرة يرجع إلي كونه لايمتلك شيئا من حطام الدنيا سوي حصيرة يحملها وهو يتنقل في رحلاته.. الخرائط المساحية لهذه المنطقة حتي عام 1930 لم يظهر عليها أي مواقع لهذه المقبرة ولم تظهر إلا بعدها بعامين في خرائط عام .1932

.. رواية مختلفة، تقترب من سابقتها تقول أن أبوحصيرة ليس يهوديا وأنما اسمه الحقيقي هو محمد بن يوسف بن يعقوب وهو إسكافي وهاجر من المغرب إلي مكة لاتمام مناسك الحج للمرة السابعة إلا أن المنية وافته وهو في الطريق وتم دفنه في موقعه الحالي وأن لقب أبوحصيرة يرجع إلي امتلاكه حصيرة يحملها معه في ترحاله لينام عليها.مهما كانت الروايات، فان أبوحصيرة لاوجود له في الكتب التاريخية والتي تناولت رحلات المتصوفين المغاربة الذين هاجروا الي مصر مثل السيد البدوي وابراهيم الدسوقي والمرسي أبوالعباس رضي الله عنهم.وعلي الجانب الآخر يروي اليهود قصة مختلفة.. يقولون أنه حاخام يهودي، جاء إلي مصر قبل قرن من الزمان زعموا أن هاتفا دعاه الي الهجرة من المغرب الي مصر وأنه من عائلة مغربية، أسمها عائلة الباز وتسكن في منطقة اسمها تافيلات بالصحراء الغربية.. وأنه علم بموعد وفاته وثلاثه من أتباعه ويدعي البعض أن أبا حصيرة هو يعقوب بن مسعود وهو يهودي مغربي ولد في سنة 1807 سافر من المغرب إلى فلسطين بهدف الحج إلى الأماكن التي يدعي اليهود أنها مقدسة لديهم في فلسطين.وبدأ اليهود بنسج الأساطير حول تلك الشخصية ، حيث قيل إن سفينته غرقت أثناء رحلته إلى فلسطين إلا أنه بسط حصيرته على سطح الماء وسبح حتى وصل إلى سوريا ومنها إلى فلسطين حيث أدى الحج وبعد أن انتهى من أداء طقوسه قرر العودة إلى المغرب سيرا على الأقدام مع ثلاثة من أتباعه إلا أنهم عند وصولهم قرية دوميتوه المصرية في دمنهور ماتوا ودفنوا هناك وفقاً لوصية " أبو حصيرة" .ويدعي بعض اليهود, الذين كانوا يعيشون في مصر في ذلك الوقت, أنه تُوجَد في منطقة المقابر, التي تضم رفات 88 من اليهود، مقبرة لحاخام يهودي من أصل مغربي يُدعَى "أبو حصيرة"، واسمه الأصلي "أبو يعقوب"، وأنه من أولياء الله, على حد زعمهم, وله "كرامات" مشهودة


حائط مبكى لليهود في دمنهور المصرية

مولد أبو حصيرة
منذ عام 1978 عقب توقيع اتفاق كامب ديفيد بدأ الصهاينة اليهود يطلبون رسميًا تنظيم رحلات دينية إلى قرية "دميتوه" الشهيرة الواقعة في محافظة البحيرة شمال مصر للاحتفال بمولد أبي حصيرة ويستمر الاحتفال حوالي 15 يومًا ابتداء من 26/ 12 حتى 2/ 1 من كل عام .

وبدأ عدد اليهود يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم بالآلاف يأتون كل عام من الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض الدول الأخرى، حتى بلغ عددهم قبل عامين قرابة أربعة آلاف .

وقد صدر حكم من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية عام 2001م بإلغاء الاحتفال في شهر يناير من كل عام وكذلك إلغاء قرار وزير الثقافة فاروق حسني بضم ضريح أبو حصيرة ضمن الآثار الإسلامية والمسيحية.

لكن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق سيلفان شالوم طالب مصر بالتراجع عن هذا القرار في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط في الثاني من أكتوبر 2004م ووعده الأخير بالعمل لاحقاُ للتوصل إلى نقاط اتفاق حول هذا الأمر عن طريق الطائفة اليهودية في مصر .

أما بالنسبة للاحتفال فيقال "أنه يقام فوق رأس أبي حصيرة مزاد على مفتاح مقبرته، يليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة وذبح تضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير وشوي اللحوم والرقص على بعض الأنغام اليهودية بشكل هستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم ، وترتيل بعض الأدعية والتوسلات إلى البكاء بحرقة أمام القبر وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك

 

الأمن والأمان

تقوم أجهزة الأمن المركزي المصرية والقوات الخاصة بإجراءات أمنية مشددة حول قرية ديميتوه الأمر الذي يؤدي إلى ضجرالأهالي من تلك الإجراءات ، حيث تنتشر على جانبي الطريق الزراعي وحتى مقبرة "أبو حصيرة" وتفرض حظر التجوال على الأهالي لتوفير الأمن لمئات اليهود.. كل ذلك يؤدي إلى أرباك الحياة في محافظة البحيرة وأصدر مجلس المدينة تعليمات بإغلاق المحال التجارية والمقاهي، بالإضافة إلى تعليمات مديرية التربية والتعليم بإغلاق مدرسة القرية وتعطيل الدراسة بهافيجد أهالي القرية أنفسهم محاصرين من قبل رجال الدين .

المصري هو المصري

يرفض أهالي وتجار القرية دائماً فتح محالهم للبيع لليهود كما يرفضون التحدث إلى وسائل الإعلام التي تصاحب المحتفلين .كما رفضوا عرضاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الذي قام بزيارة إلى دمنهور سرًا في سبتمبر 2005م على رأس وفد يهودي كبير رافقهم فيه شالوم كوهين السفير الأمريكي بالقاهرة، شراء الأراضي المحيطة بضريح "أبو حصيرة" بأية مبالغ يحددها أصحابها، رغم أنه عرض أكثر من خمسة مليون جنيه للفدان الواحد المحيط بالضريح، بعد رفض الأهالي التنازل عن شبر واحد من أراضيهم، في وقت طالبوا فيه بإطلاق اسم الشهيد محمد الدرة على القرية لتذكير اليهود دومًا بجرائمهم في حق الشعب الفلسطيني

سؤال يطرح نفسه؟

إذا كان أبو حصيرة مغربي الميلاد مصري الوفاة فما دخل الصهاينة في ذلك؟ وإذ كان أبو حصيرة هو خط يهودي في خريطة إسرائيل هل من الصعب على مصر أن تمحي ذلك الخط ؟


المصدر: شيماء نور جميع الحقوق محفوظة لموقع حماسنا
ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

  • Currently 55/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 634 مشاهدة
نشرت فى 27 ديسمبر 2010 بواسطة ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

ahmedsalahkhtab
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

621,592