بقلم صبيح صادق
في استطلاع قامت به مجلة بادريس الاسبانية حول عادات المجتمع في أعياد الميلاد، ومدى تعرضها للتغيير في السنوات الاخيرة، ظهر ان الاسبان لا يزالون متمسكين بعاداتهم حول أعياد الميلاد، وهي عادات متميزة عن باقي الدول، وحسب هذا الاستطلاع فإن 77 % من الإسبان يفضلون ملوك الشرق على بابا نويل. وملوك الشرق هؤلاء، حسب الروايات الشائعة، هم ثلاثة، واسماؤهم (ملجور وكاسبار وبالتاسار)، كانوا يبحثون عن السيد المسيح عند ولادته في مثل هذه الأيام، فتتبعوا نجما في السماء قادهم اليه، وعند وصولهم اليه استبشروا بولادته وقدموا له الهدايا بهذه المناسبة. ومن عادة الاسبان الاحتفاء، في كل مدينة وبلدة، بملوك الشرق الثلاثة، ضمن قافلة يتم فيها تقديم فعاليات عديدة وتشارك فيها فرق موسيقية، في احتفالات مهيبة، يوم 5 يناير (كانون الثاني) ويظهر الملوك الثلاثة ضمن هذه القافلة بملابسهم الزاهية، ليوزعوا الحلوى والهدايا على الاطفال، في احتفالات رسمية وشعبية.
وجاء في الاستطلاع ايضا، ان 88 % منه الإسبان يأكلون في ليلة رأس السنة الميلادية، اثنتي عشرة حبة عنب عندما تدق الساعة الثانية عشرة معلنة دخول العام الجديد. العادة الإسبانية التي انتقلت إلى العديد من دول أميركا اللاتينية وتكمل عامها المائة خلال احتفالات رأس العام الجديد القادمة، تشير إلى أنه لرؤية آمالك حقائق على أرض الواقع، وخلال وداع عام واستقبال أخر جديد يجب أن يتم تناول «اثنتي عشرة عنبة»، أي بواقع عنبة لكل شهر «مع كل دقة من دقات الساعة في منتصف ليلة 31 ديسمبر (كانون أول).
وترجع الأقاويل الشعبية أصل هذه العادة إلى عام 1909 عندما بلغ موسم حصاد العنب ذروته ما دفع مزارعيه إلى توزيع الفائض وتشجيع استهلاكه لجذب الحظ السعيد. ومما لا شك فيه أن العنب يتربع على مائدة أعياد الميلاد ويأتي على رأس قائمتها لما يحتوي عليه من مضادات للأكسدة، والفوسفور، والبوتاسيوم، والحديد، والفيتامينات، حيث يستهلك منه خلال الأسبوع الأخير في العام في أسبانيا بين مليون ونصف ومليوني كيلوجرام.
ونظرا لأن المهاجرين لا يتركون عاداتهم لدى مغادرتهم البلاد، نقل 260 ألف إسباني يعيشون في الأرجنتين وهي أكبر جالية إسبانية في الخارج هذه العادة التي أصبح الأرجنتينيون يقومون بها في ليلة رأس العام الجديد ومن ثم انتشرت حبات العنب أيضًا في سائر دول أميركا اللاتينية.
يذكر أنه تم ضم ثمار العنب إلى قائمة المعتقدات الشعبية التي تشمل عادات مثل تناول العدس من أجل الحصول على الوفرة، ووضع النقود في الأحذية لتكوين ثروة، والتنزه بحقائب من أجل السفر في العام المقبل.
ومما جاء في الاستطلاع ايضا، ان 70 % من العوائل الاسبانية تنصب شجرة عيد الميلاد في المنزل. وحول أفضل شيء في أعياد الميلاد قال 50 % منهم ان أفضل ما يتمنونه في هذه الأعياد، هو الالتقاء مع الأهل، وذكر 12 % انهم يتمتعون عند رؤية الأطفال وهم يمرحون ويلعبون، وبالنسبة لـ8 % فإن أفضل شيء لديهم في هذه الأعياد هو الطعام. وحول أفضل ليلة ضمن هذه الأيام، فإن 55 % يفضلون يوم ليلة 24 ـ 25، بينما يرى 33 % ان ليلة رأس السنة 31 ـ 1، هي الأفضل. وذكر 55 % بأنهم يهتمون بزيارة مظاهر احتفالات أعياد الميلاد التي تقام كل عام في الساحات والشوارع والمحلات المهمة.
وحول ألعاب اليانصيب المعروفة باسم (الغوردو) التي تجري يوم 22 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، فان 88% من الاسبان يشترون على الأقل بطاقة واحدة. ومن عادة الاسبان الاهتمام بهذا اليوم، على المستوى الشعبي والرسمي، حيث تنقل قنوات التلفزيون والراديو الخاصة والعامة، وقائع سحب يانصيب الغوردو، ويقوم مجموعة من الأطفال المدربين بسحب الارقام الفائزة أمام لجنة مختصة بهذا اليانصيب، وتستمر العملية لعدة ساعات، ويقوم الفائزون باقامة الاحتفالات في المقاهي والشوارع والمناطق التي يسكنون فيها، وتقوم عدة قنوات تلفزيونية بنقل حي لتلك المظاهر، كما تشارك الصحف في نشر الأرقام الفائزة بالكامل.
المصدر:
نقلاً عن الشرق الأوسط
نشرت فى 7 ديسمبر 2010
بواسطة ahmedsalahkhtab
أحمد صلاح خطاب
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
636,835