القلب كالنخيل له فوائد عظيمة.قد يجرح وينكسرومن اقرب الناس اليه. من احبابه وممن وثق فيهم واخلى لهم كل الاماكن بداخله. حتى اصبحوا هم اصحابه ومن يتملكونه ويتصرفون فيه برضى منه وشوق وفرح وفرح. وقد يصيبه المرض من كثرة الاساءة اليه. ونكران خيره ورفقه بهم ومحبته لهم. ولكنه سرعان ما يتعافى ويتذكرانهم وان خانوه فقد احبهم ووثق بهم. وان كانوا قد اساءوا اليه فقد احسن اليهم . وان كانوا قد كرهوه فقد احبهم واخلص لهم. وهذا هو المراد هذا هو القلب النقى الطيب الذى لا يعرف الكره ولا الخيانه .وان مبتغاه هو ارضائهم وبلوغ سعادتهم وان كانت على حساب سعادته هو.
فهو كالنخيل اذا جائته الرياح لاتقصمه. وانما يتمايل معها طربا وفرحا يعمه. وقد يكون حزنا والما يغمه. ولكنه لايسمح لها ان تقصمه او ان تحركه من مكانه. فهو ثابت يحبهم وان كرهوه. ويجود عليهم وان ابغضوه. يرمى بالحجرفيآلموه . ولكن بدون صوت ولا انين. ومن فرط الحب والحنين . وحنانه وشوقه وهيامه يخرج من جرحه وآلامه اطيب الثمار واحلاها. لايسقط اليهم الا طيب الطلة. ولا يرضى ان يسقط اليهم ما به عيب او علة. كالغزال يخرج المسك من جرحه وعذابه. يجرح نفسه ويتحمل آلامه .حتى يخرج لنا المسك من جنابه. وهو فى غاية فرحه وابتهاجه .فيعود القلب والنخيل ليقولا لنا ها انا ارمى ويخان . ويغدر بى ويهان. ولكن بداخلى تمر لا حجر وبداخلى وفاء لا غدر. وبداخلى حب لا هجر.ونور قد زهر .
فيا ليتنا كالنخيل وقلوبنا كقلبه نعطى ونجود .ونرحم ونعود .ونفى بالوعود .حتى نبقى مدى الدهر شامخين كالطود . اقوياء كالجلمود .لا تقصمنا ريح البغض والجحود .ونحيا بحب كحب الام لطفلها المولود .تعطى وتعطى ولا ترجوا الا رضا الرب المعبود.