authentication required

يسرقون ......والصغار بالرجلين

 احمد ناهي البديري 

اختار الرجل إحدى أرصفة الطريق ليجلس عليها بانتظار صديقة الذي وعده بتوفير فرصة عمل له بعد الجهد الجهيد الذي بذله ليدخل منطقة العمل و بعد التفتيش الدقيق وموجه الأسئلة التي واجهها ليدخل بوابة الرحمة للولوج إلى منطقة العمل ولاسيما أن المنطقة متخمة بالذهب وخيرات الله الوفيرة لكن بفعل الظروف الجغرافية والاستبدادية جعلتها لأشخاص معينين دون سواهم ...... بقى جالسا لساعات طويلة تجاوزت الست وهو يرى بأم عينة يسرقون مرارا وتكرارا و أكياس وعربات النقل تحمل ليرات الذهب والكنوز تذهب إلى أشخاص نافذين في الحكومة والفقراء يتحسرون على (لقمة خبز) وهو يردد مع نفسه (استغفر الله العظيم )( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) لما يشاهده من سرقة لخيرات الوطن دون رقيب أو رقابة إنما يتقاسمها من نصب نفسه وليا أو قائدنا على الشعب دون شعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقة ويستثمر خيرات وطنه لأجل شعبة ومواطنيه بينما سرح في قراره نفسه .... سمع صوت ليرة الذهب تدنو مترنمة إلية وهو جالس بعدما سقطت من الكيس متجهة إلية فرح كثيرا ومد يده ليلتقطها وهو يقول (الحمد لله رزقكم في السماء وانتم لا تعلمون) رفع رأسه وعلى وجهه ابتسامة عريضة وإذا هو يشاهد العشرات من أفراد الشرطة حاصروه والقوا القبض علية بتهمة سرقة المال العام واقتادوه إلى السجن وذهبت أحلامه بالعمل والذهب إلى المجهول ... رغم انه لم يسرق شيئا بل فقط شاهد الكثير من السرقات والعديد من السرقات وأصبح شاهد عليهم كبقية الشهود الذين لأحول لهم ولاقوه سوى الاستعانة برب العالمين ليخلصهم من الظالمين وإرجاع الحق إلى أهلة والعيش بنعيم رباط السالفة.......... الكثير من هذه الأمور تحدث اليوم على مرأى ومسمع الجميع وتتجدد يوميا بقيام كبار المسئولين في الدولة والحكومة والسياسيين الكبار يسرقون نفط وخيرات الوطن ونسمع بان الموظف الصغير (س)أو (ص) أحيل إلى القضاء بتهمة الفساد الإداري أو الرشوة من قبل هيئة النزاهة تاركين (العمالقة) تصول وتجول في الوزارات وتنهب الأموال لحساب شخصيات وفئات محدودة دون مراعاة حرمة المال العام بتمثيله الشعب وصغار القوم في السلم الوظيفي والحكومي هم من تقع على رأسهم إحكام السرقة والحد تناست النزاهة و المفتشين أو غضوا إبصارهم عما يحصل من فساد مالي وأداري في جميع المؤسسات الحكومية بانتظار من يحمي أموال الوطن وخيراته من جيوبهم بعدما تفشت هذه الظاهرة وأصبحت مستشرية في العراق

المصدر: احمد ناهي البديري
  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 11 فبراير 2011 بواسطة ahmedalbdeery

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

6,073