قام الباحثون في مجالات التربية وعلم النفس والطب بدراسة الإعاقة العقلية احدي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وترتب علي ذلك تطور ملحوظ في رعاية ذوي الإعاقة العقلية وتنمية قدراتهم الايجابية فمن مرحلة الإبادة للأفراد المعاقين عقلياً في جمهورية أفلاطون وفي العصور الرومانية إلي مرحلة الدمج الأكاديمي والاجتماعي ضمن الأفراد العاديين .
ويعتبر الكتاب الحالي واحد من الجهود المقدمة للأطفال ذوي الإعاقة العقلية حيث نعرض من خلال الكتاب الحالي بعض التوجيهات والتدريبات التي قد تفيد آباء الأطفال المعاقين عقلياً , وتساعدهم في تحسين وتطوير مهارات أطفالهم من حيث تدريبهم علي مهارات التواصل مع الآخرين , والاعتماد علي النفس , وتحمل المسؤولية , التعاون والمشاركة , قضاء وقت الفراغ , ويقوم الآباء من خلال هذا الدليل بدور المعالج النفسي والمرشد لأطفالهم حيث أنهم الأقدر علي رعاية أطفالهم وتقديم يد العون لهم , وخلصت الدراسات السابقة إلي أن تدريب الآباء كمعالجين لمشكلات أطفالهم من انجح الأساليب العلاجية في خفض مشكلات الأبناء.
وإتقان الأطفال للمهارات الاجتماعية المشار إليها في الدليل يؤدي إلي تحسين السلوك الاجتماعي لدي الأطفال المعاقين عقليا ومن ثم يترتب عليه خفض الاضطرابات السلوكية والنفسية التي قد تصاحب القصور في المهارات الاجتماعية مثل اضطرابات النشاط الزائد والاندفاعية ونقص الانتباه واضطراب المسلك والعناد المتحدي والضوضاء واللامبالاة .
ويفيد الكتاب الحالي الباحثين حيث يتعرض المؤلف من خلال فصول الكتاب إلي مفهوم اضطرابات السلوك الفوضوي باعتبارها مجموعة من الاضطرابات السلوكية تعوق أداء الطفل المناسب , كما أنها تسبب الألم والضيق والارتباك للمحيطين بالطفل , وذلك من خلال عرض مفهوم اضطرابات السلوك الفوضوي ومكوناته وأعراضه والآثار السلبية المترتبة عليه.
وتناول الفصل الثاني مفهوم المهارات الاجتماعية من حيث المفهوم والأهمية والأنماط وكذلك مفهوم التدريب علي المهارات الاجتماعية كأسلوب علاجي وأيضا خصائص البرنامج العلاجي أو التدريبي القائم علي المهارات الاجتماعية مع التركيز علي الأطفال المعاقين عقلياً.
ويتناول الفصل الثالث التدريب الوالدي ودور الآباء كمعالجين وأهمية تدريب الآباء وخصائص البرنامج التدريبي القائم علي أعضاء الأسرة كما يتناول الفصل الرابع الإطار النظري لدليل الآباء المعروض في الفصل الخامس وذلك من حيث أهمية الدليل والهدف من إعداده وطرق تنفيذه مع الأطفال , وأخير الفصل الخامس حيث نعرض فيه " دليل الآباء " وهو عبارة عن مجموعة من التوجيهات والأنشطة التي إذ ما أتقنها الآباء وقاموا بتدريب أطفالهم عليها فمن المتوقع أن يكون أداء الأطفال الاجتماعي والسلوكي أفضل بكثير مما كان عليه , وهذه ما تؤكده نتائج البحوث والدراسات السابقة وكما يتضح من خلال العرض النظري لمكونات الكتاب الحالي.
وأخيراً
أشكر الله العليّ القدير الذي وفقني لإنتاج هذا العمل البسيط وأتمنى أن يحوز الرضا من كل من يطالعه , وأن أصبت فهذا حق الوطن عليً وإن أخطأت فهذه طاقتي.
ساحة النقاش