نالت فئة التخلف العقلي اهتماماً متزايداً في العصر الحالي , وشمل هذه الاهتمام مجالات متعددة , منها عمليات التشخيص والتقويم, والعلاج , والتعليم والتدريب , وقبل كل هذا عمليات الوقاية والتدخل المبكر. وبصفة عامة نالت فئة التخلف العقلي القابلين للتعليم حظاً أوفر في البحث والدراسة والرعاية من فئات التخلف العقلي الأخرى القابلين للتدريب والاعتماديين في التصنيف التربوي.
وتلي فئة القابلين للتدريب فئة التخلف العقلي القابلين للتعليم , وهذه الفئة لم تلق الاهتمام الكافي سواء بالبحث أو بالدراسة أو الرعاية , فبحق ظُلم أفراد هذه الفئة , ولكن الظلم لم يكن مقصوداً لأن مجال التربية الخاصة مجال حديث العهد مقارنة بالظلم الذي عان منه ذوي التخلف العقلي بصفة عامة طوال قرون مضت.
ومصطلح " المتخلفون عقلياً القابلين للتدريب " يصف فئة من فئات التخلف العقلي قد يكون تخلفها العقلي أكبر من فئة التخلف العقلي القابلين للتعليم , فهم يتصفون بالمستوى العقلي والتكيفي الأدنى من فئة القابلين للتعليم.
ويعد الكتاب الحالي " المتخلفون عقلياً القابلون للتدريب " الكتاب الأول الذي يهتم بفئة القابلين للتدريب في الوطن العربي , وذلك في حدود علم المؤلفان. وهو خدمة لطلاب أقسام التربية الخاصة التي باتت منتشرة في الوطن العربي مؤخراً , فصلاً عن كونه خدمة للآباء والمعلمين والباحثين والمهتمين بذوي التخلف العقلي بصفة عامة وذوي التخلف العقلي القابلين للتدريب بصفة خاصة.
وقد واجه المؤلفان صعوبات كثيرة في سبيل الحصول على المادة العلمية اللازمة للكتاب , ويرجع هذا ندرة البحوث والدراسات والأطر النظرية تناولت فئة القابلين للتدريب.
ويتكون هذا الكتاب من سبعة فصول , عرض المؤلفان في الفصل الأول " مقدمة عن التخلف العقلي " بصفة عامة كمدخل لهذا الكتاب , والفصل الثاني بعنوان " المتخلفون عقلياً القابلون للتدريب " تم فيه عرض مفهوم القابلين للتدريب وخصائصهم , والفصل الثالث بعنوان " البرنامج التربوي للقابلين للتدريب " تم فيه عرض مفهوم البرنامج التربوي للقابلين للتدريب وأهدافه ومحتواه وبعض الموضوعات المرتبطة به , والفصل الرابع بعنوان " تربية وتعليم القابلون للتدريب " وتم فيه عرض مفهوم التقويم , والأهداف , والوسائل التعليمية , والأنشطة التعليمية , ومبادئ تربية وتعليم القابلين التدريب , وما يتعلق بهم. والفصل الخامس بعنوان " أساليب تدريس القابلين للتدريب " وتم فيه عرض لبعض أساليب التدريس الفعالة مع ذوي التخلف العقلي القابلين للتدريب , والفصل السادس بعنوان " مداخل علاجية للقابلين للتدريب " وتم فيه عرض للمداخل العلاجية التي أكد التراث فاعليتها مع القابلين للتدريب , مثل العلاج الطبي , والنفسي والتدريب الوالدي , وتعديل السلوك. والفصل السابع بعنوان " التمكين الوظيفي للقابلين للتدريب " تم فيه عرض لمهارات التمكين الوظيفي وفوائده.
وأخيرا لا ندعي أن هذا الكتاب قد قدم المعرفة الكاملة بهذه الفئة ولكنه قدم معرفة محدودة , وهذا يرجع إلى ندرة البحوث والدراسات في هذا المجال. ولكن في مراجعات تالية لهذا الكتاب نعد أن نتابع كل ما هو جديد في مجال رعاية وتربية ذوي التخلف العقلي القابلين للتدريب ليخرج الكتاب بشكل أفضل في طبعات قادمة.
الحمد والشكر لله
المؤلفان |
ساحة النقاش