كل عام وأنت في الجنة
(إلى روح صديقي العزيز الأستاذ/ عابدين أحمد عابدين) كلمات د/ أحمد أبوزيد
يقول الناس أن العيد قادم
فهم يهرولون إلى المتاجر
يشترون الملابس
ويتفقون في المجازر على الأضاحي
ونسيتُ أن أشترى ملابس الصغار أطفالي
ونسيتُ أن ابتاع الأضاحي
يبدو أن هذا العيدُ ليس عيدي
فقد فقدت معك يا صديقي يوم العيد
ولون العيد
وطعم العيد
فالعيدُ كان جميلاً
كنت تغرد في مسائه
لتذكرني بصلاته
كنت تعد الأضاحي
هذه لي، وتلك لكْ
كنت تذكرني بالملابس الجديدة لأبنائي
كنت تذكرني بصلة الأرحام والأنسابِ
كنتَ تلقاني في صباح العيد
وكأنكَ لم تراني
وما غبتُ عنكَ
إلا ساعة المساءِ
كنتَ تلقاني والحبُ يملأُ قلبكِ
يملأُ وجهكَ
وجنتيكِ تحمرُ فرحاً
وعينيكَ تغمرني شوقاً
وتطوقني ذراعيك
كابن عاد لأبويه
******
صديقي العزيز
تأكدتُ أن العيد يومٌ
مثل كل الأيام
قد يمر علينا مر الكرام
مثل سائر الأيام
تأكدتُ أن عيدي
كان مرسوماً على وجهكْ
تأكدتُ أن فرحت العيد في لقاء الأهل والأحباب
وأنا افتقدتكَ
وأنت أعز الأهل والأحباب
فكل عامٍ وأنتَ في الجنة
مع الصديقين والشهداء
كلُ عامٍ وأنت طيبٌ
مع الطيبين في جنات الرحمنْ
صديقي العزيز
لا تحسب العيد يمرُّ علينا مر الكرام
نلهو ونمزح مع الصغار والكبار
فأنا لا أعيبُ العيد
فالعيد يوم لله
والحمد لله استرجعنا فيه كل الذكريات
فكنت كما كنتَ
أنت العيدُ
عشناهُ معاً
مع فارق الألآم
وكأنكَ لم تفارق الحياةْ
فألفُ رحمة عليك يا رفيقي
طيب الله مرقدكَ
في أعلى الجناتْ
ساحة النقاش