عمي عابدين في ذمة الله
كلمات د أحمد أبوزيد
اللهم ارحمه
واسكنه فسيح الجنات
كان ومازال رجل في زمنٍ عز فيه الرجال
لكَ الرحماتُ عدد حبّات الرمال
وتراب الأرض وغبارها
عدد الكواكب والنجوم
وما تحمل السماءْ
عدد الأنس والجنِ
ومن سبح وذكر الله
في الأرض والسماء
*********************
عمي العزيز
عشرون عاماً عمر صدقتنا
عشرون عاماً وأنا أحبكُ وتحبني
ما استطاع واشٍ ولا منافقٍ
ولا قريبٍ ولا بعيد
أن يزرع بيننا البغضاء
*************************
عشرون عاماً
وأنت تفترشُ ليّ وسادة الحب في عينيكً
وتضعني بين ذراعيك كابن انجبه القدر إليك
فأنم مطمئناً بين جنبات قلبكِ
حتى إذا أغفلت عينيكَ عنّي
ظل قلبكِ يذكرني بسلامٍ حواليكْ
**************************
عشرون عاماً وأنت أباً
لم تسجّلهُ شهادة الميلاد
ولم تشكله التكوينات الوراثية
فكنت نعم الأب
تلقاني بعين مشتاقه
وقلب متلهف
تطوقني زراعيك
*************************
عشرون عاماً
رافقتني في كل الجولات
وكل الحالات
تحملت جنوني وطيشي
فلم تجرحني حتى بالعتاب
فرحت لنجاحي حتى أدمنتُ النجاح
خططت لمستقبلي
ما فرقتني عن أيمن وشاهر وشهاب
لك الرحمات يا صديقي ويا حبيبي
ما دامت أنفاسي في الحياة
فأنت الأبُ، والأبُ شريكٌ في الرحمات
وأنت خيّرٌ خيّرْ في كل الأفعال والصفاتْ
ووجهك المبتسم شيمتكَ
لكل من سعد بلقاكْ
*********************
لك الرحمات يا صديقي ويا رفيقي
من الأرض إلى السماء
طاب مرقدك في جنة الخلد
في حمى الرحمن
فبركُ لا يُنسى
وحبكُ لا يُنسى
فقد سطرت في الإنسانية
كل معاني الوفاء
*************************
عمي العزيز
حكم الموت بيننا
وهذا قضاء الله
ولا راد لقضائه
ولكن حزن القلب ليس بأيدنا
فالقلب حزينٌ حزينْ
وأنا لا أملك قلبي
فقلبي لقلبك رفيقْ
والعين لا تدمع
ولكن تسيلُ دماً
وليت دمعُ العين يريحْ
فارقتنا فجأةً
فهرب الدمُ من العروق
كنا نتمنى لو جلسنا بعضاً من الوقتْ
نشاهد في التلفاز حكاية عشرون عاماً
فلديّ كثيرٌ من الحديث
وكثيرٌ من الألآم
لا يجيدُ فن الاستماع فيها إلا عابدين
كنا نتمنى لو جلسنا بعضاً من الوقت
على سفرة طعام
على مقهى يجمعنا فيه الانسجام
وحولنا رنات التليفون
لا تقطع حديثنا مهما كانت الرنات.
******************
عمي العزيز
لك التحية والسلام
محملةٌ بكل حبٍ واحترامْ
ساحة النقاش