سِرُّ المِهنةِ
مَلَّ الطبيبُ الشابُّ مِن الوحدةِ، شهرانِ فِي هذِهِ العيادةِ المُطلْسمَةِ لم يزرْهُ مريضٌ واحدٌ، رغمَ موقعِها الرائعِ، وتجهيزاتِها الحديثةِ، لم يتوانَ في الدعايةِ لها، هو منتظمٌ في مواعيدِهِ، أينَ الخللُ؟ الصيدليُّ المخضرمُ في البنايةِ المقابلةِ، دعَاهُ آنفًا لِتناولِ القهوةِ، لكنَّهُ اعتذرَ لِضيقِ الوقتِ، الآنَ لا بدَّ مِن تلبيةِ الدعوةِ، بِاتفاقٍ غيرِ مكتوبٍ، امتنعَ الصيدليُّ عنِ الوصفاتِ المجانيةِ، وحوَّلَ الزبائنَ لِلعيادةِ بِبطاقةِ كشفٍ مخفضَةٍ، في المقابلِ اقتصرَتْ تذكرةُ العلاجِ علَى الأصنافِ الموجودةِ بالصيدليةِ، بعدَ شهورٍ تراءَى للطبيبِ إلغاءَ نظامِ التخفيضِ، ابتسمَ الصيدليُّ وهُوَ يصافحُ طبيبًا جديدًا بِحرارةٍ.