فضل العمرة في رمضان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان: "ما منعك أن تحجي معنا؟ " قالت: أبو فلان- زوجها- له ناضحان: حج على أحدهما، والآخر نسقي عليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : "فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة" أو قال: "حجة معي " .
لكن لم يثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدَّى عمرةً في رمضانَ، مع أنه قد حث عليها لكثرة ثوابها، لأن النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتمر أربعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ في ذي القعدة إلا التي مع حجة الوداع، فقد نَواهَا في ذي القعدة وأداها في ذي الحجة.
ولعل السبب في ذلك ـ كما يقول ابن القيم ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يشتغل في رمضانَ من العبادات بما هو أهمُّ من العمرة، ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات وبين العمرة، وأخَّر العمرة إلى أشهر الحج، ووفَّر نفسه على تلك العبادات في رمضانَ.
وترك الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ العمرة في رمضان يُعد من الرحمة بأمته والرأفة بهم، فإنه لو اعتمر في رمضان؛ لبادَرَتِ الأمةُ إلى ذلك، وكان يشقُّ عليهم الجمع بين العمرة والصوم، وربما لا تسمح أكثرُ النفوسِ بالفطر في هذه العبادة؛ حرصًا على تحصيل العمرة وصوم رمضان، فتحصل المشقة؛ فأخرَّها إلى أشهر الحج.
وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يترك كثيرًا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة على أمته.
والله أعلم.
_د.محمد سيد أحمد المسير-رحمه الله- الأستاذ بجامعة الأزهر