استحمارٌ
نزحَا مِن خمسِ سنواتٍ لِلعملِ بِمنطقةٍ نائيةٍ، الجوُّ قائظٌ بِالنهارِ؛ قارسُ البرودةِ ليلًا، الزواحفُ والهوامُّ مُنغِّصةٌ وخطيرةٌ، بيدَ أنَّ المرتبَ شديدُ الإغراءِ. يمكثانِ أسبوعينِ متصلينِ؛ ويُسمحُ لهما بأجَازةٍ باقِي الشهرِ، المهندسانِ الشابانِ زميلَا دراسةٍ وجِوارٍ، سلواهُما الوحيدةُ؛ فِي هذَا القفرِ؛ اللقاءُ اليوميُّ علَى المائدةِ الشهيةِ؛ والحديثُ عن متاعبِ العمل والغربةِ. يدورُ النادلُ بالمشروباتِ والنارجيلةَ، بعدَ ساعةٍ يسألَانِهِ عن المطعمِ المقابلِ، يخبرُهما أنَّهُ مُغلَقٌ إداريًا، لِتقديمِهِ لحمَ حميرٍ، تبادلَا نظرةَ دهشةٍ ممزوجةٍ بغيظٍ مكتومٍ ، ثمَّ انفجرَا في نوبةِ ضحكٍ هِستيريةٍ.