لهفةٌ
مُتلهِفًا، أجْرِي نحوَ البابِ، أَتحينُ فرصةً للخَلاصِ، أَتمددُ على سُورِ الشُّرْفةِ، حَاسِدًا أرقبُ، أجْسادًا تغدُو وتروحُ، تَناهَى إلى سمْعِي أنَّ لنا سبعةَ أرواحٍ، لكنْ ما أكثرَ الدجالينَ، فهلْ أُجازفُ بالقفزِ مُعتمِدًا على قولِ مَجهولٍ؟ سئمْتُ الطَّعامَ الوفيرَ؛ والفِراشَ الوثيرَ، يَخنقنِي طّوْقُهم الحَريريِ، يُمسِّدونَنِي فيتنعمُونَ، وتَخِزُنِي أِيديِهم، كِدْنا نَصطدمُ، وأحدُهم يَندفعُ لِلداخلِ؛ لحظةَ هُروبِي، في نفَسٍ واحدٍ هتفَ كلٌّ مِنا بِصاحبِهِ: " عُدْ وإلَّا ندِمْتَ"! الهواءُ النَّقيُّ يَملأُ صدرِي، أعدُو مُتعجِبًا مِن لهفةِ البعْضِ علَى الظَّفرِ بِالعبوديَّةِ.