رصيفُ الحبَّ والصيف
شعر: علاء نعيم الغول
ومنَ الرصيفِ الى الصيفِ مسافةٌ
دعني أعيدُ على مسامعِكَ الحكايةَ
لا تدققْ في معاني الشرِّ يبدو الخيرُ شراً
والعلاقاتُ التي تمتازُ بالتقوى تفاجىءُ
حين تنكشفُ الحقيقةُ والسعادةُ نصفُ مرآةٍ
وقلبٌ عاصفٌ ومهدَّدٌ بتنهداتٍ لا تقفْ
وعلى الرصيفِ بنيتُ من ظلي قباباً
أستظلُّ بها بعيداً عن هواءٍ ساخنٍ في الحيِّ
وامتلأ الرصيفُ بعابرينَ تعودوا تركَ البيوتِ
بدونٍ أبوابٍ تردُّ عيونَ ناسٍ مارقينَ كم البلادُ
تغيرتْ وكم الحياةُ تناثرَتْ كالريشِ وابتلعتْ أقاصي
الحُلْمِ كم من مرةٍ حاولتُ فيها وضعَ أسماءِ
الذين تسببوا في كلِّ هذا في قوائمَ كي يموتوا
كاذبينَ وغارقينَ وللرصيفِ الذكرياتُ ولي عناقيدُ
الكرومِ الناضجاتُ الحاملاتُ الصيفَ أو بعضي
ومن هذا المكانِ رأيتُ صورتيَ الكبيرةَ في وجوهِ
المنكرينَ لسطوةِ الماضي علينا والرصيفُ حبيبتي
يجري بعيداً يلعقُ الوقتَ الذي سكبَ التبيذَ
على الخطى فترنحتْ أقدارُنا وتوسعتْ آلامُنا
وبقيتُ وحدي عند رأسِ الشارعِ العاري
أحدقُ في انهيارِ الليلِ والأنوارِ فوقَ النائمينَ
وليس غيري يدركُ الفوضى التي تمتدُّ في هذا
النسيجِ وفي جفونِ الكاعباتِ وصاحباتِ
الشَّعْرِ والنزَقِ الشهيِّ حبيبتي كلُّ الأماكنِ لي
وأنتِ قرارُ عودتيَ الأخيرُ لهذهِ الغرفُ التي
نحتاجُها لتكونَ معبدَنا وساحاتِ التمردِ
وانفلاتِ الروحِ من عنقِ الزجاجةِ من فضاءِ القُمْقُمِ
المدفونِ في رملِ كساهُ الخِرْوَعُ المفتونُ بالظلِّ
القديمِ حبيبتي أوصافُنا معروفةٌ للطيرِ لن تنسى
لنا لونَ الأناملِ وهي تلمسُ زهرةً بريةً لونَ الصباحِ
وقد بدأنا فيهِ عالمَنا المنوَّرَ كابتسامتِكِ العميقةِ
مثلَ بحرٍ واسعٍ وأنا أحبكِ حاملاً كلِّي إليكِ
وناسياً كيف ابتدأنا هذهِ الأحلامَ أين تعانقتْ
أنفاسُنا وتحركتْ فينا الحياةُ حبيبتي عند الرصيفِ
تركتُ أوراقي الكثيرةَ وانبريتُ أرتبُ النعناعَ ارتشفُ
الظهيرةَ من كؤوسِ الماءِ من عطشي أمامَ الشمسِ
في عينيكِ أصبحتِ الحقيقةُ مثلَ ورداتِ القرنفُلِ
مثلَ دوريٍّ يحومُ على السطوحِ على الرصيفِ
تقابلتْ أحلامُنا وتعانقتْ.
الأحد ١١/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة