بلدي أضحت طيفا أراها في أحلامي بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
أصبحت طيفا مرافقة لأحلامي
من حين غدرت الأيّام بوجداني
لأكون طير ليل في شكل إنسان
أسكن في شقوق المباني
و كلّ من أحبّني و أحترمني نساني
أخاف النّهار تكثر فيه أحزاني
سكون اللّيل أمشي فيه و لا أحد يراني
النّور يعميني و يظهر في قلبي حناني
لا أريد أن أعيش بحسرة النّظر لمن رماني
و قطّع لحمي إربا و على النّار شواني
كنت أحبّك بتفاني
وهبتك إحساني و الجزاء منك نكراني
حرام عليك أن تخسرني شمسي و تتفنّني في حرماني
تحرميني من نور عينيّ و دفء في بستاني
حتّى القمر و النّجوم كرهتهم في اللّيل عدواني
أعيش في سجن مظلم و القهر عماني
أخرج في غفلة أخاف من يراني
لا تنسي يا حبيبتي أنا تونسي أرضعتني الألبان
من الذي غيّرك لأهرب منك و أعيش وحداني
الدنيا كلّها أصبحت عدوّة لي و انا أحببتك بتفاني
إتّهموني بالإرهاب و الحال أنّي فقدت إتّزاني
الفقر و الجهل مرض المال عماني
لقضاء حاجة أهلي أبي و أمّي و إخوتي
و الله ليس على شأني
متى تشرق في سماك شمسك
و أخرج لأرى و أستمع الأغاني
و أعيش حياتي معك في أمان