سيِّدةُ البساتينِ
...............
وكما الزُّهور تحنُّ للنَّسماتِ
كم حنَّتْ إليكِ فـعجِّلي
أهْلُ الهوى
أدرى بأحوال المساكينِ
رغْم المسافاتِ التي امتدتْ ؛
فـطيفكِ أنتِ تفسيرٌ لأحلامي
وكالأوطان يكفيني
فالقلبُ قد يُخفي هواكِ ، وحالهُ
لكنَّه
كم ودَّ تقبيلَ الرَّياحينِ
ذاك الهُيامُ وجدتَّهُ حولي على الصَّفحاتِ...
كأنَّه
نيلٌ تراءى
أو نُجيْماتٌ ستطويني
وأمرُّ قُرْبكِ مُولعًا
قد شدنَّي التَّحنانُ ،
أو دفْءُ العناوينِ
وكأنَّ عينيكِ استباحتْ خافقي
وصبابتي
قبل الشَّرايينِ
أنتِ التي عيناكِ في زمن النُّزوح معيَّتي
أنتِ التي جعلتْ مِنَ الضَّحكاتِ...
ممْلكةً ستأويني
أنتِ التي دومًا أراكِ إذا التفتُ بجانبي
فلا أفيقُ وما أزالُ مُتيَّمًا ؛
فـأطوف كالمجنون في كلِّ الميادينِ
أنتِ التي
جعلتْ فؤادي للفراشاتِ المهيضةِ ملْجأً للعِشْق
في كلِّ الأحايينِ
الجذْبُ أصبح لا هروب أمامهُ
وبني مجازًا قد غدا
يحييكِ - يا عمري - و يحييني
أنا إنْ نسيتكِ في سطورٍ
ما نسيْتُ ؛
فأنتِ مُلْهمةُ الدَّواوينِ
واللهِ أنكِ رغم ذاك الهجْر...
في وجْدي وتكويني
سيظلُّ حبُّكِ في الشِّغافِ
ولا سواهُ ؛
فأنتِ سيِّدةُ البساتينِ
...................
شعر: عبدالناصر الجوهري