رتل سورة النسف على رأس الوثن
ليعود الوطن المخصي إلى منفى الوطن
قصيدة بعنوان : ( سورة النسف 8 : العصر المملوكي من جديد ! )/ من ديوان : من قلب القبطان / علاء طبال
...
#تمهيد : في ظهيرةٍ من ليالي العصر المملوكي الرشيد، * ( قرر ** " حرفوشٌ من حرافيش القاهرة " أن يقصد الخمارة ليروح عن نفسه و يبدد وقته، فكان له ما أراد و ظل في الخمارة حتى الهزيع الثاني من الليل ... قرر الحرفوش السكران أن يقصد التكية ليكفر عن فعلته ، فهم بالذهاب لكن سكره أثقل روحه و جسده فظل يدور حول نفسه، إلى أن جاء حرفوشٌ مجنون إليه ففرح الحرفوش السكران بمجيئه و بث إليه ألمه و قلة حيلته، فوافق الحرفوش المجنون على اصطحابه للتكية، فسارا معاً و في أثناء سيرهما تسامرا لكي يقتلا السأم ريثما يصلان ... انقضى الليل و لاحت تباشير الصبح في الأفق و لم يصلا، فقال الحرفوش السكران للحرفوش المجنون :
- يا أخي التكية تبعد عنا عشر دقائق فلما لم نصل بعد ؟ !
فرد الحرفوش المجنون :
منذ لحظات يممنا شطر التكية فاصبر يا أخي !
عند الظهيرة وجد الناس الحرفوشين هائمان على وجهيهما، يزرعان الخمارة جيئةً و ذهاباً، فضرب أحدهم الحرفوشين بنبوته و استفسر منهما عم جرى و يجري معهما
فقالا سويةً :
- ذاهبان إلى التكية، ماذا تريد منا ؟
ضحك الناس و قالوا :
- كيف لسكران و مجنون أن يقطاعا شوطاً في رحلة من الخمارة إلى التكية ! )
... من الخمارة إلى التكية، رحلة وجودية ... فعلاً كيف لمجنون و سكران أن يبلغا منتهاها، هل هذا الحدث إرهاص يؤذن بانهيار العصر المملوكي المنحط ؟ أما أنه سمة من سماته ؟
*** ( نعم يا سادة العصر المملوكي عصر موسوعات و انحطاط، عصر موسوعات و مؤلفات عدة في كافة المجالات و بالأخص الدين، مؤلفات سمتها التكرار و التقليد و إعادة الإنتاج ) ... العصر المملوكي يعيش فينا و معنا من جديد ... :
- 1 -
يا من ترى الأهوال في ظل الكرى
أوما ترى بشراً تباع و تشترى ؟ !
يا من ترى الأهوال في ظل الكرى
العدل أثمر و الرخاء تبخترا !
أمنٌ أمانٌ في القلوب و أكثرا !
و الخير قد عم البرية، أثمرا !
عصرٌ تحلى بالكرامة، عُطرا !
و يسوع يصدح بالسلام مُكبرا !
يا من ترى الأهوال في ظل الكرى
أوما ترى بشراً تباع و تشترى ؟ !
دنياك يابن العربِ وهمٌ كاذبٌ
فاطوي الزمان الكاذب الأفاكا
دع عنك يابن العربِ دعاء الله
الله لا ينصر حمقى و هبلانا
الجدار قد يصغى إلى نجواكا
من كان في بحر التواكل غارقٌ
من كان في بحر المهانة غارقٌ
قلي رعاك الله كيف يراكا
يا أيها الوطن الذليل عذابه
خذنا إلى...
إلى وطنٍ كريمٍ في الحياة عداكا
أحزاننا الكبرى
خذنا إلى...
إلى وطنٍ كريمٍ في الحياة عداكا
دنياك يابن العربِ وهمٌ كاذبٌ
ببصيرة الأعمى نشق طريقنا
في كل ثانيةٍ نودع بعضنا
لا نعرف الأسماء في أسمائنا
و الحال أسوء حالةٍ من ما مضى
الحرب تأكل يابساً أو أخضرا
...
- 2 -
زمن الأغلال أتعبنا
أسارى فيه، في مآسينا
و حياتنا ظمأٌ تشكو إلى ظمأ
ماؤنا يابسٌ و الصديد ساقينا
الأرض للأرواح سجنٌ
نبحث عنا خلف ماضينا
و ماضينا ...
سكنت فيه صحارينا
نحن أسارى في مآسينا
حال الهوان بكل صنفٍ حولنا
في وصفنا الجرح الجريح لكم بكى
لقد ضاقت بنا الدنيا
فكل الناس ترجمنا
و آلامٌ تزاحمنا
نقاتل بعضنا بعضاً
و أكفانٌ نجهزها
فلا بيتٌ يجمعنا
و لا وطنٌ يوحدنا
و لا ربٌ يؤدبنا
لقد ضاقت بنا الدنيا
فلا حلمٌ يداعبنا
و لا جبريل يحمينا
و لا ربٌ يؤدبنا
لقد ضاقت بنا الدنيا
فكل الناس تلعننا
و حتى السعد غادرنا
...
- 3 -
**** ( ابن اللئيمة ) للأحباب قد ذبحا
***** ( أبناء كلبٍ ) للأحباب قد ذبحوا
كلهم جاء، لليرات قد نبحوا
كلهم جاء، لليرات كم لهثوا
****** أينما حلوا و أينما ارتحلوا لهثوا
و البعض يُنشد أهازيجاً بها صدحوا
و الدمع منسكبٌ و الهم قد طفحا
و الأماني تمتطي موتا
تحتسي الدمع و تهوي حطاما
الأماني حلمٌ تعامى
******* إلى البحر نعود حَزَانَى...
لست أدري هل سأبكي
أمرنا صعبٌ عليَّا...
الأماني حلمٌ تعامى
إلى البحر نعود حَزَانَى...
.................................
* مستوحاة من رواية حكايات حارتنا - نجيب محفوظ
** لفظ أطلق على طبقة متدنية من الناس في القاهرة في العصر المملوكي المنحط
*** الدكتور عدنان إبراهيم
**** حاكم عربي يدعى : زرافة، يتسم بالدموية و يتلذذ بقتل شعبه، هو و نظامه و مرتزقته
***** رهط من المفسدين يسمون أنفسهم ثوار و فرسان حق، و هم في الحقيقة رهط عبيد و شاندالا أنذال، قردة و خنازير خاسئة، حرافيش ملعونة ... أصعب و أقبح ما في الوجود أن يعلن العبيد الحمقى ثورتهم بدافع الجوع الذي لا يشبعه سوى النجاسة ... الثورة السورية : ثورة عبيد مناكيد منحطة، الثورة السورية : ثورة عبيد جدفت و هرطقت على علي بن أبي طالب و الحسين و سبارتكوس و جيفارا
****** إشارة إلى سورة الأعراف في القرآن الكريم من الأية 171 إلى الأية 176 : بلعام بن باعوراء كمثل الكلب أينما حل و أينما ارتحل لهث
******* إشارة إلى قصيدة لي بعنوان : ( بطن الحوت : إلى البحر نعود حَزَانَى )