مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

عدد الأبيات 17

الطويل

 

عيون الغيد

 

أمِن ذِكرِ بدرٍ غابَ صِرتَ مُلَوَّعا

أم الصّدرُ من ضربِ الفؤادِ تَصَدَّعا

 

يصيحُ بُحوحُ الصّوتِ من وَحشِ أنَّةٍ

ولو وَقَرَت وحشَ الوحوشِ لَفَزَّعا

 

ويأوي بليلٍ للنَّحيبِ كمَن أتى

على قبرِ حِبٍّ كلَّ يومٍ تَفَجُّعا

 

تُسَلّيهِ في الأوجاعِ أصواتُ ذِئبةٍ

أضاعت صغيرًا فهي تَعوي ليَرجِعا

 

يسيرُ على الأشواقِ في مُرِّ دمعةٍ

كأنّ الهوى مُرٌّ يُخالطُ أدمُعا

 

ويَسلو إذا ما الطّيفُ طافَ بسِربهِ

يُسَرّي بهِ حُزنَ الذي قد تَسَعسَعا

 

فيغدو رضيعًا للحنينِ بحِنّةٍ

على حُلوِ نبعٍ غارَ فيهِ وأنبَعا

 

رقيقٌ بسُوقِ الحُبِّ قد شُدَّ قَيدُهُ

ليَبقَ المعنّى في الغرامِ ويَقبَعا

 

ويهذي بشِربِ الصَّبِّ في صَبِّ خمرةٍ

بأوجارِ قلبٍ لا يَفيقُ ليَقنَعا

 

يقولونَ أنّ الكأسَ من كَفِّ غادةٍ

يعيدُ حياةً ثم يُنهي لها معا

 

وما قَدِرَ العُذّالُ من عَذلِ عاشقٍ

أصمَّ فلا يدري السّماعَ ليَسمَعا

 

ولو أنّ عِتبًا للعَتوبِ دَرى الهوى

لعاتَبَ في عَتبٍ بما منهُ قد وَعَى

 

فتلكَ جِنانٌ للجحيمِ وبابُها

سِراطٌ فيَهوي من مَشاهُ ومن سعى

 

وكعبةُ حُسنٍ لا يُطافُ بحُسنِها

بغيرِ خليلٍ أو ذّبيحٍ بها دعا

 

وقد وقفَ الملتاعُ في موقفِ المُنى

وفاضَ بوَجدٍ بالمشاعرِ شَعشَعا

 

وما زالَ حَجُّ الرّوحِ في الحِلِّ ينتهي

بمُرِّ وداعٍ كالحرامِ مُودَّعا

 

فيَقضي صريعًا من عيونٍ كحيلةٍ

كأنّ عيونَ الغِيدِ عاشت لتَصرَعا

 

مصطفى كردي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

400,668