دقّةُ التّعبيرِ القرآني في استعمالِ بعضِ الجُملِ دونَ غيرِها:
قالَ تعالى (مايكونُ منْ نجوى ثلاثةٍ إلّا هو رابعُهمْ ولا خمسةٍ إلّا وهو سادسُهمْ ولا أدنى منْ ذلك ولا أكثرَ إلّا هو معهم أينَ ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يومَ القيامة إنّ اللهَ بكلِّ شيءٍ عليم) المجادلة 7.
مِنَ المعلومِ أنّ (النّجوى) تكونُ بينَ اثنينِ أيضاً فلماذا لمْ يقلِ اللهُ تعالى (ما يكونُ من نجوى إثنين إلّا هو ثالثُهم) فالسّرُّ في ذلكَ واللهُ أعلمُ أنّ اللهَ تعالى لو قالَ ذلك لَقالتِ النصارى إنّكم تعيبونَ علينا أنّنا نقولُ (إنّ اللهَ ثالثُ ثلاثة) أي قولُهم (ألآب والأبنُ وروحُ القُدُس) وها هوَ قرآنُكم يقول ُ كذلك فَعَدَلَ اللهُ تعالى عن هذا القولِ الى قولهِ (ما يكونُ من نجوى ثلاثةٍ إلّا هوَ رابعُهم) ولكنْ ماذا عن نجوى الإثنين ؟ فقال تعالى بعد ذلك (ولا أدنى من ذلكَ ولا أكثرَ إلّا هوَ مَعَهُم) أي ولا أقلَّ من ثلاثةٍ فذكرَ نجوى الإثنين أيضاً بهذه العبارة .فانظرْ الى دقَّةِ التّعبيرِ لِقَطعِ الحُجّةِ على الخصومِ فسبحان الّّذي وسعَ كلَّ شيئٍ عِلْما.
المهندس خليل الدّولة
13/10/2017